يد الإهمال تطال إبداعه الزاخر هنود الفضلي الشاعر الغنائي الكبير عبدالله محمد بن محمد البقعي المعروف ب(عبدالله البقعي).. من مواليد قرية الفيوش بمحافظة لحج عام 1952م.. درس الابتدائية والإعدادية في مدرسة الحسينية مدينة الحوطة بلحج ثم سافر إلى مصر وأكمل دراسته الثانوية.. وفي مصر وعلى ضفاف النيل الأزرق بدأ يقول الشعر حتى أنه التقى في حفل متواضع في الأزبكية بالموسيقار اليمني الكبير عبدالرب إدريس، وقدم له باكورة أشعاره.. وكانت البداية أغنيته المعروفة التي نالت شهرة في الوطن والخليج تعبنا والتعب راحة) التي لحنها وغناها الفنان الكبير عبدالرب إدريس، وتقول في مطلعها: تعبنا والتعب راحة.. معاكم يا حبايب ومهما في الهوى ذقنا.. علينا فرض واجب علينا نكرم الزين.. نحطه وسط ذي العين ومن يعشق يضحي وتحلى له المتاعب وبعد نجاح هذه الأغنية التي غناها أكثر من فنان.. قدم الشاعر الغنائي عبدالله البقعي أعمالاً تصل إلى أكثر من 30 عملاً غنائياً للفنان عبدالرب إدريس، وشكلا ثنائياً جميلاً. كما غنى للشاعر البقعي فنانون كبار أمثال أبو بكر سالم بلفقيه أغنية (حجة الغائب معاه) وتقول: حبيبي غاب لكن حجة الغائب معاه أنا ما قول عاداني ولا باقول جافاني أنا باقول حجة الغائب معاه غيابه هيج الأشجان في الليل الطويل وخلى دمعي الهتان من عيني يسيل أبدل به بديل وحبي له أصيل من أيام الصبا رعرعت حبي في هواه وأيضاً غنى له الفنان الكبير محمد مرشد ناجي أغنية: ما شي كماشي ولا الماطر شبيه العشي يوم افترقنا تواعدنا متى نلتقي والسر مخفي وأحلى حبنا ما خفي مالك وللناس ولو قالوا حبيبك نسي قالوا نسيتك ومثلك وين باينتسي؟! ماشي كما شي ولا الماطر شبيه العشي وغنى له الفنان المرشدي أيضاً أغنية (لا الناس ناسي)، والتي تعرضت هي الأخرى للسطو ونسبت لآخرين.. والحيز لا يتسع لتفاصيل أكثر. كما قدم شاعرنا الغنائي عدة أعمال للملحن والفنان السعودي احمد صالح مثل أغنية (من سِعر كَم با عاتبك)، وتقول في مطلعها: من سِعر كَم با عاتبك مليت من كثر العتاب وان جيت انا با حاسبك ما عاد ينفعني الحساب خليك في دنيا ضلالك وضل غيري في جمالك أما أنا ذا القلب تاب مليت من كثر العتاب ولشاعرنا البقعي أعمال فنية كثيرة تصول وتجول في الوطن ودول عربية أخرى، كما لا ننس أن لديه مواهب متعددة.. فهو حاصل على شهادات عليا من جامعات مصرية، منها شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة والزخرفة، إضافة إلى بكالوريوس في الهندسة الزراعية ودبلوم عال في الهندسة الالكترونية، إلى جانب دورات في دول أجنبية كاليابان وبريطانيا وأمريكا في مجال صيانة الكمبيوتر.. وأثناء تواجده خارج الوطن للتحصيل العلمي تلقى عدة طلبات من شركات ومؤسسات ترغب في استيعابه للعمل معها، ولكن الحماس وعنفوان الشباب أعاده إلى الوطن ليخدم في بلاده بإمكاناته ومواهبه التي يندر أن تجتمع في شخصية منفردة.. وقبل بالجحود والتهميش في وطنه بعد أن قدم عصارة جهده، وظل موظفاً براتب محدود في فرع وزارة التجارة والصناعة بعدن، ولم يحظ بأي تكريم أو عرفان، ولديه ديوان مخطوط يتضمن أشعاره الغنائية الجميلة لم ير النور و(النور ما با يراه) على رأي البقعي الذي مل من كثرة الوعود.. يحدث هذا في الوقت الذي نجد الإعلام يسلط الأضواء والهيلمان على أشباه المثقفين والشعراء.. ودواوين هابطة تطبع لهم ب"الكمية" وشاعرنا الغنائي الجميل عبدالله البقعي خارج دائرة الضوء..( و(المنذوق) وين)؟!!.