أفادت الأنباء من ليبيا أمس الأربعاء بأن السفير الأميركي لدى طرابلس قتل في الهجوم الذي شنه مسلحون على قنصلية واشنطن في مدينة بنغازي شرقي البلاد. وكان السفير الأميركي كريس ستيفنز مات اختناقاً جراء الحريق الذي نشب في مبنى القنصلية وهناك حالة استنفار قصوى في بنغازي. وأضاف أن ثلاثة دبلوماسيين أميركيين آخرين لقوا مصرعهم أيضا في الهجوم الذي شنه ليبيون غاضبون من بينهم عناصر تنتمي إلى مجموعة تسمي نفسها أنصار الشريعة احتجاجا على فيلم عرض في الولاياتالمتحدة واعتبر مسيئا لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. وقد أعلنت منظمة أنصار الشريعة التابعة للقاعدة أمس الأول أن ما بين ستين وسبعين مسلحاً من عناصرها توجهوا إلى القنصلية الأميركية حيث تمكنوا في غضون نصف الساعة فقط السيطرة على المبنى قبل أن ينسحبوا منه. وذكرت الأنباء أنه كان هناك تكتم في طرابلس على مقتل السفير الأميركي وأن هناك ارتباكا واضحا في أروقة السلطات الليبية نظرا لفداحة الحادث. وأشار إلى أن السلطات الأميركية تعتزم إجلاء 35 من موظفيها وجثامين القتلى الأربعة من بنغازي إلى مطار معيتيق العسكري بالقرب من طرابلس حيث تنتظر طائرة عسكرية قالت مصادر ليبية إنها ستنقلهم إلى ألمانيا. وقال عبد العظيم محمد إنه تحدث إلى السفارة الأميركية في طرابلس لكن المسؤولين فيها رفضوا التعليق عن الحادث انتظارا لبيان رسمي من وزارة خارجية بلادهم بهذا الخصوص. كما امتنعت الخارجية الليبية عن التعليق بل ولم تؤكد مقتل السفير الأميركي أو تنفه فيما لم تصدر وقد قدم رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف اعتذاراً «لحكومة الولاياتالمتحدة والشعب الأمريكي» بعد مقتل السفير . وقال المقريف رئيس أعلى سلطة سياسية في ليبيا في مؤتمر صحافي: «نعتذر للولايات المتحدة وللشعب الأمريكي ولكل العالم عما حدث ونحن والحكومة الأمريكية نقف في صف واحد في مواجهة هؤلاء المجرمين القتلة» واصفا الهجوم على القنصلية ب«الجبان» و«القذر». في المقابل خيم الهدوء على محيط السفارة الأمريكية بمنطقة جاردن سيتي في القاهرة مع الساعات الأولى من فجر أمس الأربعاء بعد ليلة عاصفة احتجاجاً على عرض الفيلم المسيء للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم). و قام بعض الإسلاميين المتشددين بإنزال العلم الأمريكي من على مبنى السفارة الأمريكية واستبداله بعلم تنظيم ( القاعدة) . من ناحيتها كثفت قوات الأمن المصرية من تواجدها بمحيط السفارة حيث تم وضع 20 عربة أمن مركزي وأربع مدرعات وثلاث سيارات مصفحة لحماية المكان.