تعهد الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس الأربعاء بالعمل مع ليبيا على تقديم المهاجمين الذين قتلوا السفير الأمريكي ودبلوماسيين آخرين في ليبيا إلى العدالة وقال إن الحادث لن يؤثر على العلاقات الأمريكية الليبية. وأضاف متحدثا في حديقة البيت الأبيض ومعه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «لا يخطئن أحد الظن. سنعمل مع الحكومة الليبية على تقديم القتلة الذين هاجموا أبناء وطننا إلى العدالة». وفي وقت سابق يوم الأربعاء أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة «الهجوم الشائن» الذي قتل فيه السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين في السفارة الأمريكية في مدينة بنغازي وأمر بتشديد الأمن في البعثات الدبلوماسية في شتى أنحاء العالم. وقال اوباما في بيان بعد مقتل السفير الأمريكي والموظفين الثلاثة في هجوم صاروخي على سيارتهم في بنغازي «طلبت من إدارتي توفير كل الموارد اللازمة لتعزيز أمن موظفينا في ليبيا وتشديد الأمن في البعثات الدبلوماسية في شتى أنحاء العالم». وقال مسؤول ليبي أمس الأربعاء إن السفير الأمريكي بليبيا كريس ستيفنز وثلاثة آخرين من موظفي السفارة قتلوا في هجوم صاروخي استهدف سيارة السفير بمدينة بنغازي في شرق ليبيا ليلة يوم الثلاثاء. وقال المسؤول الليبي إن السفير الأمريكي كان في طريقه إلى مكان أكثر أمنا بعدما هاجم محتجون القنصلية الأمريكية في بنغازي وأطلقوا النار مما أسفر عن مقتل موظف في السفارة وذلك احتجاجا على فيلم أمريكي يعتبرونه مسيئا للنبي محمد. وجاء في بيان لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن شون سميث وهو مسؤول لإدارة المعلومات في الخارجية الأمريكية كان بين الدبلوماسيين الذين قتلوا. وحجب اسم الدبلوماسيين الآخرين إلى حين إخطار ذويهما. وستيفنز دبلوماسي مخضرم عمل في الخارجية الأمريكية 21 عاما وكان من أول المسؤولين الأمريكيين الذين وصلوا إلى بنغازي خلال الانتفاضة الليبية ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وأطاحت الانتفاضة الليبية التي دعمتها حملة قصف جوي شنتها طائرات حلف شمال الأطلسي بالقذافي في أغسطس عام 2011 وقتل الزعيم الليبي في أكتوبر بعد أن ظل هاربا طوال أشهر. وأضاف أوباما «أدين بقوة الهجوم الشائن على منشأتنا الدبلوماسية في بنغازي الذي أضاع أرواح أربعة أمريكيين من بينهم السفير كريس ستيفنز. «الآن يتذكر الشعب الأمريكي أسر من فقدناهم في صلواته أنهم يجسدون التزام أمريكا بالحرية والعدل والشراكة مع دول وشعوب العالم في تناقض واضح مع من أجهزوا على أرواحهم بكل قسوة». وهاجم مسلحون السفارة الأمريكية في بنغازي مساء يوم الثلاثاء الماضي وأحرقوها وقتلوا مسؤولا في القنصلية الأمريكية وأخلي المبنى. وأضاف أوباما «ترفض الإدارة الامريكية الإساءة إلى المعتقدات الدينية للآخرين لكننا نعارض بشكل واضح هذا النوع من العنف الأهوج الذي أضاع أرواح موظفي الدولة هؤلاء.» كما شجبت كلينتون أيضا الهجوم ووصفته بأنه «آثم وقاس».