إحياء فتوى إهدار دم سلمان رشدي قالت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية إن إيران انتهزت فرصة الغضب الإسلامي الواسع ضد الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم لإحياء تهديدها بقتل الكاتب البريطاني الجنسية سلمان رشدي بزيادتها للجائ زة التي رصدتها من قبل لمن ينفذ مقتضى الفتوى بمبلغ 500 ألف دولار. وذكرت الصحيفة في تقرير لها أمس أن رئيس مؤسسة «خرداد 15» الخيرية الحكومية حسن صانعي قال إن هذا الفيلم لم يكن ليظهر لو أن الفتوى التي أصدرها الإمام الخميني بقتل رشدي تم تنفيذها. وقال صانعي في بيان إن الفيلم الأخير لن يكون آخر إساءة لرسولنا الكريم طالما أن فتوى الخميني التاريخية لم تنفذ. وأوضح أنه لو نفذت تلك الفتوى لما كانت الكاريكاتيرات والمواد الصحفية والأفلام المسيئة قد أُنتجت. وأضاف أن «إصرار أعداء الإسلام الحاقدين على هذه الإساءات التي تتم تحت علم الشيطان الأكبر، أميركا والصهيونية العنصرية، لا يمكن إيقافها إلا بالتنفيذ الكامل للأمر الإسلامي». وقالت الصحيفة إن العرض الذي أعلنه صانعي يبدو أنه قد تم بموافقة من قبل القيادة الإيرانية لتوظيف غضب المسلمين على نطاق العالم للمصالح السياسية الإيرانية. يشار إلى أنه وبالزيادة الجديدة التي عرضها صانعي للجائزة، فإن إجمالي المبلغ المعروض سيبلغ 3.3 ملايين دولار أميركي. تجيء زيادة مبلغ الجائزة هذه قبل نشر الكاتب رشدي مذكراته عن السنوات التي قضاها مختبئا وتحت الحراسة المسلحة لحمايته ممن يعتزمون تنفيذ فتوى الخميني. ومن شأن هذه الزيادة أن تفتح قضية فتوى الخميني من جديد بعد أن كان يبدو أنها قد ماتت بالتأكيدات التي أطلقها القادة الإيرانيون بعدم تنفيذها. وكان الرئيس الإيراني الإصلاحي السابق محمد خاتمي قد أعلن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك عام 1998 أن قضية رشدي «انتهت تماما». كما أعلن وزير الخارجية كمال خرازي آنذاك أن إيران لن تهدد حياة الكاتب أو تشجع الآخرين على قتله. وأدت تلك التصريحات إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين لندن وطهران، والتي قطعتها بريطانيا فيما بعد، كما دفعت رشدي إلى الخروج من حالة الاختباء. وكانت فتوى الخميني قد صدرت عام 1989 مؤكدة أن رواية «آيات شيطانية» تدعو إلى الكفر. صبرا وشاتيلا أضعفت نفوذ واشنطن قالت صحيفة (نيويورك تايمز) أمس إن مذبحة صبرا وشاتيلا أضعفت بشكل كبير نفوذ الولاياتالمتحدة بالشرق الأوسط كما قللت من سلطتها الأخلاقية وإن واشنطن شعرت غداة المذبحة بالذنب الأمر الذي دفعها لإعادة نشر قواتها بالمنطقة لتغادر بعد فترة بدون رسالة واضحة. وذكرت الصحيفة في مقال (لسيث أنزيسكا( أن وثائق الاجتماعات بين المندوب الأميركي إلى الشرق الأوسط آنذاك (موريس دريبر) والمسؤولين الإسرائيليين تكشف إلى أي مدى قد تواطأت واشنطن «غير متعمدة» في حدوث مأساة صبرا وشاتيلا. وأضاف أنزيسكا المرشح لنيل الدكتوراه في التاريخ الدولي بجامعة كولومبيا بأن سجلات الأرشيف تكشف حجم الخداع الإسرائيلي الذي أضعف الجهود الأميركية لمنع وقوع المذبحة. وأشار المقال إلى أن واشنطن التي كانت تتصرف اعتمادا على معرفة جزئية بالحقيقة على الأرض استسلمت للحجج الإسرائيلية الكاذبة والتكتيكات المتحايلة التي سمحت للمذبحة بالاستمرار. وقال المقال إن الدرس المستفاد من مذبحة صبرا وشاتيلا واضح. ففي بعض الأحيان يتصرف حتى الحلفاء الوثيقين بعكس ما تقتضي المصالح والقيم الأميركية. والفشل في استخدام القوة الأميركية للحفاظ على هذه المصالح والقيم من الممكن أن تكون له نتائج كارثية «على حلفائنا، وموقفنا الأخلاقي، وقبل كل شيء على الأبرياء الذين يدفعون أعلى من الجميع». وأورد المقال تفاصيل اجتماع بين دريبر ووزيري الخارجية والدفاع الإسرائيليين آنذاك إسحق شامير وأرييل شارون وعدد من كبار مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية يوم 17 سبتمبر 1982 أي بعد ساعات من بدء المذبحة. وجاء في التفاصيل أن شامير الذي كان يعلم بما يحدث من قتل من قبل قوات الكتائب بالمخيمين لم يشر إلى ذلك مطلقا، وأن شارون سبق وأن أبلغ واشنطن بأن المخيمين يوجد بهما ما بين ألفين وثلاثة آلاف من «الإرهابيين» وأن هذه المعلومات تسببت في تقاعس الأميركيين وتأخرهم عن منع المذبحة. وأورد المقال أيضا قولا لشارون جاء فيه «عندما يتعلق الأمر بأمننا، فإننا لا نسأل أبدا وعندما يتعلق الأمر بالوجود والأمن، فإننا نعتبر أن ذلك من صلب مسؤولياتنا ولا نتخلى عن التقرير بشأنه لأي أحد كان». وأجمل المقال بأن دريبر أعطى، باستسلامه للخداع والكذب الإسرائيليين، تل أبيب غطاء للسماح لقوات الكتائب اللبنانية بالبقاء في المخيمين وإكمال المذبحة. انتقاد للسياسة الخارجية الأميركية انتقد الكاتب والمحلل السياسي الأميركي توم إنجلهارت السياسة الخارجية لبلاده، وقال إنها سرعان ما ترسل بقواتها في حال حدوث أي مشكلة في العالم، وإن واشنطن متورطة في نزاعات في أكثر من 120 دولة، وإن معدل بيعها للسلاح ارتفع كثيرا العام الماضي. وطرح الكاتب في مقال نشرته له صحيفه (ذي غارديان) البريطانية أسئلة منها: إلى أي المناطق في العالم أرسلت الولاياتالمتحدة 200 من جنودها الأسبوع الماضي؟ داعيا إلى الإجابة على طريقة الاختيار من أجوبة متعددة. وتساءل الكاتب فيما إذا كانت واشنطن أرسلت جنودها إلى أفغانستان أم باكستان أم إيران أم الصومال أم اليمن أم جنوب أفريقيا أم شمالي مالي أم إلى الفلبين أم إلى غواتيمالا؟ وقال إن أي شخص يختار الإجابة بدءا من أفغانستان وانتهاء بالفلبين، فإن إجابته ستكون صحيحة أو معقولة. وأوضح أن الولاياتالمتحدة تشن حربا في أفغانستان، كما أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) تدير حربا جوية في باكستان باستخدام الطائرات من دون طيار، وأن القوات الأميركية سبق أن عبرت الحدود بين أفغانستانوباكستان بعمليات عسكرية أرضية وجوية. وأضاف أنه عندما يتعلق الأمر بإيران، فإن الولاياتالمتحدة تقوم بتحضيرات واستعدادات عسكرية هائلة في الخليج العربي، وأن واشنطن تراكم قواتها العسكرية الأرضية في قواعد تحيط بإيران، كما أنها بصدد إنشاء درع صاروخية في المنطقة. وأشار إلى وجود عمليات عسكرية أميركية قرب الحدود الإيرانية، وإلى أن الطائرات الأميركية من دون طيار تحلق قريبا من الحدود الإيرانية وبشكل منتظم، وإلى أن واشنطن عملت مع تل أبيب على شن حرب إلكترونية على أنظمة الحاسب المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. قال إن الولاياتالمتحدة تشن هجمات بالطائرات من دون طيار ضد حركة الشباب المجاهدين وضد عناصر تنظيم القاعدة في الصومال، وإن واشنطن قامت بتمويل ودعم وتجهيز من يقوم بالحرب بالوكالة في بعض المناطق الأفريقية. وأضاف أن الحروب التي تجري بالوكالة نيابة عن الولاياتالمتحدة في الصومال يجري مثلها أيضا في اليمن، كما أن واشنطن تستخدم الطائرات من دون طيار في شن هجمات في البلاد، مما يتسبب في مقتل المدنيين اليمنيين، وبالتالي زيادة حدة موجة الغضب والكره ضد الأميركيين في العالم العربي والإسلامي.