مدينة ماردين تقع جنوب شرق تركيا وهي عاصمة محافظة ماردين والمدينة ومركز للهجة الماردلية العربية القريبة من اللهجة المصلاوية. هي من الأقاليم السورية الشمالية التي ضمت إلى تركيا بموجب معاهدة لوزان عام 1923 بين تركيا من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى، وهي مدينة جبلية تطل على سهول الجزيرة الفراتية العليا يقصدها السياح، شديدة البرودة شتاءً ومعتدلة صيفاً، تجمع العديد من الديانات السماوية، يتكلم سكانها العربية والتركية والكردية والآرامية (السريانية) وبعض منهم يتكلم لغات أخرى. يختلف سكانها عرقياً وثقافياً عن الولايات الغربية حيث أن ماردين كانت تتبع لبلاد الشام تاريخيا (حتى سلختها معاهدة لوزان عن سورية عام 1923) ومعظم سكانها من أصول سورية (سريانية وعربية) حالهم كحال أهل عنتاب وأورفة ومرعش التي كانت جزءًا من بلاد الشام حتى نهاية العهد العثماني. تعود أصل تسمية المدينة إلى اللفظة الآرامية بمعنى القلعة وقد عرفت بهذا الاسم منذ عصر الإمبراطورية الآشورية الحديثة، وهناك معنى آخر للتسمية وهو المتمرد. يعود ذكر المدينة إلى العصر الآشوري في الألف الأول قبل الميلاد، وقد اشتهرت المنطقة بكثرة القلاع بها وتحولت معظمها إلى كنائس بحلول المسيحية غير أن المدينة ظلت مركزا للديانات الأخرى فاعتنق أهلها الصابئية كما انتشرت بها اليزيدية لاحقا. غير أن أعدادهم قلت بمرور الوقت وأصبحت المدينة في أوائل القرن العشرين خليطا بين اليزيديين والمسيحيين والمسلمين. أدت مجازر سيفو وسياسة التتريك إلى تغيير التركيبة السكانية وأصبحت المدينة ذات أغلبية تركية وأقلية كردية مع وجود العرب والسريان بأعداد ضئيلة.