تقع مدينة مديات أو مدياد في جنوب شرق تركيا، وتتبع لولاية ماردين المحاذية لولاية شرناق، والقريبة من نصيبين على حدود القامشلي في سوريا، كما تقع مديات في قلب إقليم طورعبدين السرياني، وتشكل عاصمة هذا الإقليم، من حيث الحجم والتواجد السرياني كما إن اللغة الآرامية السريانية لا تزال محكية حتى اليوم بين سكانها، وحتى بين المسلمين (من أكراد ومحلمية) والإيزيدية منهم، الذين يقطنون في هذه المدينة أيضا. تعتبر مدينة (مديات) جزءاً من بلاد ما بين النهرين العليا، ورجع تاريخ تأسيسها إلى عام 900 قبل الميلاد، كما تم فيها اكتشاف بقايا ولائمات آشورية، يمكن القول أن اسم مدينة (مديات) يأتي من اللغة السريانية القديمة، حيث تم الكشف عن وجود كلمة (متيتة) على هذه اللائمات وهي تعني مدينة المغارة. تعتبر من المدن التاريخية المليئة بالمواقع الأثرية، حيث أنها تبعد ساعة ونصف عن (ماردين) وتتطابق معها من ناحية البيوت، المباني الحجرية، الجسور، والقلعات العالية الممتدة كالمنارة. وتوجد في مدينة (مديات) سبع كنائس سريانية، وهي بهذه المباني تشبه مدن العصور الوسطى. وبسبب هجرة بعض أهلها السريان، هاجر آخرون واستقروا في منطقة (استل) مسافة 2 كم من البلدة، اشتهرت المدينة قديما بفنون الحجر اليدوي التي تعرف باسم (تلكاري)، وهناك حتى الآن من أهلها ممن يزاول هذه المهنة. (مديات) من مدن (ماردين) المهمة، وهي مشهورة أيضاً بصناعة الفضة، فهي بشكل عام مشهورة بالفنون اليدوية؛ لذلك تجذب الكثير من السياح إليها، توجد (كنيسة دير العمر) أو (دير مار كبرئيل) على بعد 18 كم شرقاً من مدينة (مديات)، وقد أنشأ الدير عام 397 بعد الميلاد. وكانت توجد داخل هذا الدير مكتبة مشهورة بالإضافة إلى الكلية (الجامعة) التي كانت تعطي دروساً لطلابها، وكان عددهم يصل إلى الآلاف. أما في مجال الزراعة ففي (مديات) يزرع الشمام، الفقوس (كلمة سريانية تعني الجبس أوالبطيخ الأحمر)، والفستق وخاصة الحلبي. كما تعتبر من أهم وأشهر المناطق التي تنتج العنب. يغلب على مديات مناخ البحر المتوسط، فالصيف في هذه المدينة حار وجاف أما الشتاء فهو بارد وممطر.