الإعلام وسيلة للمعرفة ونقل الأنباء الصحيحة وتتبع أثرها ومحتواها ومصدرها ولكننا نرى أن الإعلان أصبح في عالمنا عكس ذلك، يمارس فيه الكذب بعدة طرق ووسائل والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي الاستفادة من ممارسة بعض وسائل الإعلام للكذب. بعض وسائل الإعلام تمارس الكذب أولاً لزرع الفتنة بين أوساط الشعوب والمجتمعات وبعضها لمصالح شخصية وأنانية. ثانياً: لتشجيع طرف على آخر بما يحقق مصلحتها بأن تزداد شهرة ويكثر المتابعون لها على حساب إيهام العقل. صحيح أن حرية الإعلام مكفولة في أكثر دول العالم ولكن يجب عليها أن تتحرى الصدق والمصداقية في القول والعمل. أحياناً نسمع عن أنباء من بعض قنوات الإعلام تأتي مغلوطة تتجاذبها وسائل إعلام وتنشرها على حساب الأنباء التي وردت على تلك القنوات. إذن لماذا تلك القنوات لم تتبين صحة الخبر قبل نشره؟ اعتقد أن بعض القنوات التي تتسرع بنشر الخبر قبل التأكد والقائمين عليها ينتمون إلى دين الإسلام والإسلام يخبرنا أن نتحرى الصدق ونتبين عن الخبر قبل نشره حيث أخبرنا بذلك القرآن الكريم قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) صدق الله العظيم . إن ممارسة بعض وسائل الإعلام للكذب يعد خيانة للأمانة الملقاة على عاتقها وانتهاكاً للحقوق وتضليلاً لعقول كثير من الناس وكما تكلمنا سابقاً أن بعض وسائل الإعلام تتخيل أن ممارسة الكذب تزيد من شهرتها ولكنها بالعكس تقلل من أهميتها عند كثير من الأدباء والمفكرين و السياسيين لأن المفكر يعرف الكذب من الصدق إذا سمع أنباء مغلوطة فإنه يحللها بعقلانية ويتفكر بها إن كانت تدخل العقل وإلا حكم عليها بالكذب،ولكن بعض أصحاب النفوس الضعيفة إذا سمع أنباء مغلوطة وكاذبة وإذا كانت تخدمه وتخدم مصلحته الشخصية فإنه يندمج معها ويجعلها عنوانه عندما يطالب بكشف أدلته وإذا كانت تخدم طرفاً آخر فإنه يقوم ضدها ويقول بأنها كاذبة حتى وإن كانت صادقة ولذا نرى بعض الكتاب في الصحف يستندون بكتاباتهم إلى أنباء مغلوطة تلقوها من مواقع إلكترونية ويضيفون عليها من الكلام المبالغ على اعتبار أنها صحيحة ولا يرجعون إلى من يقف وراء تلك المواقع ويتحرون الدقة منهم كي تكون كتابتهم صحيحة يثق بها القارئ. فنصيحتنا إلى كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة الالتزام بالصدق والمصداقية وتوخي الحقيقة وشرحها على أكمل وجه كي لا تشوش أفكار المتابعين والمستمعين والمشاهدين من المجتمع العربي والإسلامي ويجب على وسائل الإعلام تحكيم الضمير الإنساني والخوف من الله عند نقل الأخبار .