لوح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيع الهجوم على غزة مع دخول الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع يومها الخامس، في وقت واصلت فيه كتائب القسام الذراع العسكري لحركة (حماس) قصفها الصاروخي لتل أبيب كما طورت هجومها الصاروخي ليصل إلى هرتزليا الواقعة إلى شمال تل أبيب. وقال نتنياهو في تصريحات متلفزة خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي «ندفع ثمنا باهظا بسبب حماس والمنظمات الإرهابية وقوات الدفاع الإسرائيلية مستعدة لتوسيع كبير للعملية». ولم يذكر نتنياهو أي تفاصيل ولم يشر إلى إمكانية شن هجوم بري. وقالت الأنباء من القدس إن نتنياهو يريد التصريح بأنه بات بإمكان الجيش البدء بالعملية البرية على قطاع غزة وسط شبه إجماع داخل الحكومة الإسرائيلية بعدم وجود مفر من القيام ولو بعمليات برية محدودة في شريط معين من القطاع. وفي السياق ذاته نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قوله إن أي اجتياح بري لغزة سيفقد إسرائيل الكثير من التعاطف والتأييد الدوليين. وأضاف في مقابلة مع شبكة (سكاي نيوز) الإخبارية البريطانية أن «من الصعب السيطرة على حجم الخسائر البشرية في أي هجوم بري»، وأن «من شأن ذلك أن يطيل أمد الصراع». جاء ذلك وسط استمرار وتيرة الغارات الجوية الإسرائيلية على مختلف مناطق قطاع غزة وإشراك السفن العسكرية في قصف مواقع حكومية وسط مدينة غزة إلى جانب استمرار الجيش الإسرائيلي في نشر دباباته على امتداد الحدود مع قطاع غزة بعد قرار للحكومة يوم الجمعة الماضي باستدعاء 75 ألفا من جنود الاحتياط. وعندما سأل الصحفيون قائد القوات الإسرائيلية على حدود غزة اللواء تال روسو إن كانت هناك عملية برية محتملة رد بالإيجاب قائلا «بالتأكيد». وأضاف أن لديه «خطة ستستغرق وقتا ونحتاج إلى التحلي بالصبر، لن تكون لمدة يوم أو يومين». وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد واصلت غاراتها منذ فجر أمس على القطاع بينما استهدف هجوم آخر مبنى في مدينة غزة يضم مكاتب وسائل إعلام عربية ومحلية، ما أدى إلى إصابة ستة صحفيين من قناة القدس وإحداث دمار كبير في المباني المحيطة. وقالت حركة (حماس) إن صواريخ إسرائيلية دمرت المبنى الإداري لرئيس الحكومة إسماعيل هنية الذي التقى فيه أول أمس الأول مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل وضربت مقرا للشرطة. واستشهد الطفل الرضيع إياد أبو خوصة (عام ونصف العام) وأصيب شقيقه في غارة على مخيم البريج وسط قطاع غزة بعد ساعات من غارتين على منزل في شمال قطاع غزة أدتا لمقتل الطفلين الشقيقين تامر سعيفان وجمانة سعيفان شمال القطاع. كما ذكرت الأنباء أن ستة شهداء سقطوا منذ صباح أمس مما رفع إلى 55 عدد الشهداء الذين سقطوا في القطاع منذ بدء الحملة الإسرائيلية يوم الأربعاء الماضي بالإضافة إلى إصابة أكثر من 550 مواطنا بجراح مختلفة. وقال مصدر حقوقي إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت أكثر من 15 منزلاً حتى الآن في مناطق متفرقة من القطاع، وإن القوات الإسرائيلية تلجأ لقصف أي منزل بصاروخ خفيف من طائرة استطلاع كتحذير للسكان قبل أن تتبع ذلك بعد دقائق بقصف من الطائرات الحربية لتسوي البيوت وما يحيط بها بالأرض. وذكر المصدر أن القصف يستهدف منازل ناشطين من كتائب القسام الذراع المسلح لحماس وسرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي. بالمقابل أعلنت كتائب القسام أمس الأحد أنها استهدفت بارجة حربية إسرائيلية كانت تتمركز في عرض البحر قبالة غزة. وقالت في بيان «مفاجأة جديدة (حجارة السجيل) كتائب القسام تستهدف بارجة صهيونية في عرض البحر بخمسة صواريخ 107» في حين لم يرد أي تعقيب إسرائيلي سريع على هذه المعلومات. وقالت الأنباء في وقت لاحق إن كتائب القسام أعلنت إطلاق صاروخ من طراز إم 75 باتجاه تل أبيب أعقبته بإعلان ثان عن إطلاق صاروخ متطور باتجاه هرتزليا الواقعة على بعد ثمانين كيلومترا من القطاع لأول مرة. وأدى القصف الصاروخي المنطلق من قطاع غزة إلى إصابة خمسة أشخاص جراء سقوط صاروخ على مدينة عسقلان الساحلية بالإضافة إلى شخص أصيب بجروح خطيرة جراء سقوط صاروخ على ناحل عوز على الحدود مع القطاع. كما ذكرت الأنباء من غزة إنه سمع أصوات صافرات الإنذار دوت أمس في تل أبيب بينما قالت المتحدثة باسم شرطة الاحتلال إن منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخين أطلقا من غزة في اتجاه تل أبيب. وكانت أصوات صافرات الإنذار سمعت في المدينة ومناطق إسرائيلية أخرى لليوم الرابع على التوالي. وقد أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن نحو خمسمائة صاروخ أطلق من غزة خلال الأيام الماضية، اعترضت منظومة القبة الحديدية 267 منها. من ناحية أخرى تواصلت المظاهرات الشعبية في دول عدة بالعالم للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ الأربعاء الماضي، وطالب المتظاهرون الذين طافوا شوارع عواصم ومدن عديدة بالعالم- المجتمع الدولي بوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لحقوق الفلسطينيين. وفي أحدث مظاهر الغضب الشعبي العالمي احتشد المئات في العاصمة الهولندية أمستردام أمس، من مختلف الفعاليات السياسية والحقوقية وعرب مهاجرين لتأكيد مساندتهم للشعب الفلسطيني، وللتنديد بالمجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون بالقطاع على يد آلة الحرب الإسرائيلية. وقالت الأنباء من أمستردام إن المتظاهرين تلوا أسماء الشهداء الذين سقطوا في غزة منذ بداية العدوان الأخير، كما نددوا بشدة بتصريحات وزير الخارجية الهولندي التي برر فيها العدوان الإسرائيلي على القطاع، واعتبره دفاعا من جانب إسرائيل عن نفسها. بدورها أكدت العضو السابقة في الغرفة الأولى للبرلمان آنيا مولنبولد أمام المحتشدين أن غزة لن تترك اليوم وحيدة كما حدث بالسابق، ونددت بموقف وزير خارجية بلادها. وقالت مولنبولد -وهي إحدى الناشطات لدعم القضية الفلسطينية- إنه كان حتى وقت قريب مناصرا للقضية الفلسطينية، غير أنه «بمجرد توليه السلطة تخلى عن مبادئه». وفي العاصمة الإندونيسية جاكرتا جاب نحو ألف طالب شوارع المدينة وهم يرفعون العلم الفلسطيني، ومنددين بالعدوان الإسرائيلي على القطاع. وندد المتظاهرون الذين توجهوا لمقر السفارة الأميركية بمواقف الدول العظمى، خاصة الولاياتالمتحدة، التي قالوا إنها تتجاهل انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني، بينما تنصب نفسها في مواقع أخرى للدفاع عن حقوق المواطنين. ووصلت مظاهرات الغضب اليومية المنددة بالعدوان الإسرائيلي، لشوارع تل أبيب إذ تظاهر نحو مائتي شخص في باحة مسرح هيما ضد عملية عمود السحاب التي بدأتها الحكومة الإسرائيلية ضد القطاع منذ خمسة أيام. وفي مدينة الناصرة نظمت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي للتنديد بالعدوان الإسرائيلي، والمطالبة بوقف حمام الدم في القطاع. وكان العديد من الشعوب الأوروبية قد عبرت خلال الأيام الماضية عن رفضها للعدوان الإسرائيلي على القطاع، ففي باريس احتشد المئات احتجاجا أمام دار الأوبرا للتعبير عن تأييدهم للشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف الهجمات الإسرائيلية على القطاع. وردد المتظاهرون شعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني ومناهضة لإسرائيل. وجاءت المظاهرة تلبية لدعوة وجهت من أحزاب وجمعيات عدة على رأسها الحزب الشيوعي وحزب الخضر للتظاهر في العديد من المدن الفرنسية. ورفعت لافتات عدة كتب عليها «إسرائيل: فلسطين ليست لك»، و«غزة لن ننساك» و«إسرائيل مجرمة وهولاند شريك». وارتدى العديد من المشاركين في المظاهرات كوفيات فلسطينية. أما في العاصمة البريطانية لندن فقد تجمع أمس الأول مئات المتظاهرين قرب السفارة الإسرائيلية، وهم يحملون أعلاما فلسطينية ولافتات تدعو إلى «وقف المجزرة» وسط انتشار كثيف للشرطة. وقالت مديرة «حملة التضامن مع فلسطين» سارة كولبورن «نريد أن تؤيد الحكومة البريطانية القانون الدولي وحقوق الإنسان، وأن تطلب من إسرائيل وقف حربها». ويأتي هذا التجمع بعد مظاهرة حاشدة أمام السفارة الإسرائيلية في إطار الفعاليات التضامنية التي تشهدها بريطانيا ضد العدوان والمنظمة من قبل «حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني» والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا، بدعم من المبادرة الإسلامية في بريطانيا وحملة نزع السلاح النووي وتحالف «أوقفوا الحرب» ومركز العودة الفلسطيني وحزب الخضر ومنظمة «يهود من أجل العدالة للفلسطينيين» وعدد كبير من المنظمات والاتحادات والنقابات. وفي إيطاليا كثفت السلطات الإجراءات الأمنية أمام السفارة الإسرائيلية والمعبد اليهودي في روما، قبل انطلاق مظاهرات تضامنية مع قطاع غزة. وفي ألمانيا نظم عرب وألمان مظاهرة أول أمس بالعاصمة برلين تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبموقف المستشارة أنجيلا ميركل من هذا العدوان وتحميلها الجانب الفلسطيني مسؤولية تأزيم وانفجار الأوضاع في قطاع غزة والشرق الأوسط. أما في العاصمة البلجيكية بروكسل فقد احتل عشرات المواطنين البلجيكيين من مختلف الأصول ساحة البورصة وسط العاصمة التي تحتضن مقر الاتحاد الأوروبي، للتعبير عن تنديدهم بالهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.