استقبل الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمس أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون الذي وصل إلى صنعاء بمناسبة مرور عام على التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والاطلاع عن كثب على ما تم إنجازه في طريق تنفيذ التسوية السياسية التاريخية في اليمن . وفي مستهل اللقاء رحب الأخ الرئيس بأمين عام الأممالمتحدة والوفد المرافق له .. معربا عن سعادته بهذه الزيارة . وقال :«هذا شرف كبير لليمن واليمنيين، ووصول الأمين العام يمثل دفعة أممية قوية لمسيرة التسوية السياسية التاريخية في اليمن والولوج للمؤتمر الوطني الشامل ». وأضاف الأخ الرئيس:« تم التوقيع على اتفاقية التسوية في ظروف بالغة التعقيد وصعبة للغاية حيث كان الانقسام سائدا في اوساط الجيش والأمن والمجتمع وكانت صنعاء مقسمة بين المتخاصمين والمتارس قائمة في مختلف الشوارع والطرقات والكهرباء مقطوعة والمشتقات النفطية غير موجودة وتعرض المرض في المستشفيات للموت خصوصا امراض العمليات للأطفال الخدج نتيجة عدم وجود وقود الديزل، ووقعت القوى السياسية على المبادرة بهدف الخروج من هذا الوضع المأزوم » . وتابع الأخ رئيس الجمهورية :« ان كل طرف قد قدم تنازلاً من اجل سلامة اليمن واستقراره بعدما وصل الوضع الى نقطة عدم القدرة على تحمل المزيد ، وجرى على الفور العمل على وقف اطلاق النار وإعادة الكهرباء كأولوية لارتباط التيار الكهربائي بالمياه والمستشفيات والحياة العامة وبدأت عجلة استعادة الحياة برفع المتارس وفتح الطرقات وقيام اللجنة العسكرية بواجباتها المناطة بها ». واستطرد قائلا :« في هذه الاثناء استغل تنظيم القاعدة الارهابي هذه الانقسامات والانشغالات فتوافدت عناصره من مختلف اصقاع الارض الى محافظة ابين بهدف قيام امارة اسلامية هناك وعشعش في بعض المناطق والمديريات وحاول التثبت في ذلك إلا ان القوات المسلحة من الوحدات التي كانت متواجهة فيما بينها صدرت اليها الأوامر بالتوجه الى محافظة ابين وتمكنت في فترة وجيزة من هزيمة الارهابيين ومطاردة عناصرهم الفارة الى مختلف الاماكن وتم تطهير المنطقة من عناصر القاعدة ولحقت بها هزيمة لم يسبق لها مثيل ». وقال الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي :« ان الامور المتصلة بتنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية قد جرت بنجاح تام بعد اتخاذ العديد من الخطوات والإجراءات والقرارات وصولا الى مشارف انعقاد الحوار الوطني الشامل الذي سيمثل جوهر التغيير من خلال الخروج برؤية جديدة ومنظومة حكم ترتكز على الحكم الرشيد من اجل الدولة المدنية المرتكزة على الحرية والعدالة والمساواة ». ودعا الاخ الرئيس في هذا الصدد الاممالمتحدة والمجتمع الدولي الى المساعدة على تذليل كافة الصعوبات والتحديات التي قد تعترض المسار من اجل استكمال المرحلة الانتقالية بصورة ناجحة وبكل متطلباتها .. مجددا دعوته للأحزاب والقوى السياسية جميعها بكل مشاربها وأطيافها الى العمل المخلص والجاد من اجل اخراج اليمن الى بر الامان وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض في تاريخ اليمن الجديد وطي صفحة الماضي بكل مخلفاته. من جهته عبر امين عام الاممالمتحدة بان كي مون عن سعادته بهذه الزيارة التاريخية ، وقال :« يشرفني ان ازور اليمن خصوصا في هذه الظروف التي تتبنى فيها الاممالمتحدة والمجتمع الدولي سير التسوية السياسية في اليمن المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الامن 2014 و2051 وبمناسبة مرور عام على التوقيع على المبادرة». وأضاف :« يسرني ان احيي الرئيس عبد ربه منصور هادي وشعب اليمن وحكومة الوفاق لما تم احرازه من نجاحات باهرة وعلى ما تحلوا به من صبر وحكمة بما حقق الاماني والتطلعات المشروعة للشعب اليمني ». وتابع بان كي مون قائلا :« انا اتابع سير العملية خطوة بخطوة ومبعوثنا الى اليمن جمال بن عمر مع كل المعنيين قاموا بجهود رائعة حتى الوصول الى هذه النتيجة الطيبة » .. مشيرا إلى الى اهمية سرعة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل .. مؤكدا أن الأممالمتحدة ستقدم كافة اشكال الدعم مع المجتمع الدولي من اجل انجاح المؤتمر وتجاوز العراقيل والتحديات . وأكد ان دعم اليمن من اولوياته العليا حتى خروجه الى بر الامان .. معبرا عن امله في ان يبدأ الحوار وتشكل اللجنة العليا للانتخابات والإعداد للسجل الانتخابي النظيف . وقال :« احث اللجنة الفنية التحضيرية للحوار وجميع المعنيين على سرعة الانجاز بما يصب في خدمة اليمن وأمنه واستقراره وحل كافة المشاكل العالقة بالإضافة الى قانون العدالة الانتقالية ».. معربا عن تطلعه لانجاز النجاحات المطلوبة وان أي محاولة لعرقلة العملية السياسية في اليمن ستواجه بعقوبات سواء على المستوى الجماعي او الشخصي بموجب قراري مجلس الامن 2014 و2051 والمجتمع الدولي لن يسمح بأي اعتراض او عراقيل لا تدفع بالعملية السياسية الى الامام وإخراج اليمن الى مناخات الامن والاستقرار والتطور والنمو. حضر اللقاء وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي وأمين عام الرئاسة الدكتور علي منصور بن سفاع ومبعوث الاممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر والوفد المرافق له .