أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي أمس الثلاثاء أنه لم يتم تحديد مسار مشترك بين روسياوالولاياتالمتحدة حول الأزمة في سورية. ونقلت وسائل اعلام روسية عن لافروف، قوله عقب لقائه نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في بنوم بنه عاصمة كمبوديا: «نحن متمسكون بإعلان جنيف، الذي يدعو إلى تشكيل جهاز إداري انتقالي على أساس الاتفاق بين السلطات والمعارضة.. ولكن بغية التوصل إلى هذا، يجب طبعا على المعارضة التوحد وفقا لإعلان جنيف». وأضاف: «إن جزءا من المعارضة توحد في الدوحة ضمن تحالف تتناقض أهدافه مع ما تم التوصل إليه في جنيف من اتفاقات.. إن الوثيقة التي تم اتخاذها في الدوحة تقول إن الهدف الرئيسي للمعارضة إسقاط النظام وتصفية جميع مؤسسات الدولة عمليا .. لقد شاهدنا هذا كله في العراق ونذكر كيف دفع الشعب العراقي الثمن غاليا لما حدث». كما قال لافروف: «لقد سألت هيلاري كلينتون كيف يرى الأمريكيون السير إلى الأمام في هذه الظروف.. لكني لم أسمع إجابة نهائية.. لقد أكدت فقط أن اتفاقيات جنيف تبقى ضمن نطاق نظر الولاياتالمتحدة». وتابع الوزير الروسي قائلا: «نحن واثقون من أن هذا لا يحصل، لا يجوز اتخاذ القرارات نيابة عن الشعب السوري، بل يجب اجلاس هؤلاء وأولئك إلى طاولة المفاوضات.. لقد اتفقنا على التباحث في هذا الموضوع لأن الوضع متوتر للغاية». وكان لافروف، قال الأسبوع المنصرم عقب مباحثات مشتركة مع الأمين العام لجامعة الدول العربي نبيل العربي والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي: «علينا الآن تحديد الأولويات فإذا كانت الأولية حماية الأبرياء يتعين العمل مع كافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية لإقناع وإجبار كافة الأطراف السورية لوقف إطلاق النار والجلوس إلى مائدة المفاوضات وفق إعلان جنيف». وانتقد خلال المؤتمر الصحفي، موقف بعض الدول الغربية من الوضع في سورية قائلاً: «ربما لا نحتاج إلى إصدار قرار من مجلس الأمن... ولكن بعض أصدقائنا الغربيين هدفهم من إصدار هذا القرار زعزعة الوضع في سوريا، وتهيئة الظروف لتنحي النظام السوري، وهذه وصفة لمزيد من الدماء». من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي أيضا، أن روسيا تتمسك بموقفها تجاه الأزمة السورية والذي يرفض الحل الذي يمهد للفوضى مثلما حدث لليبيا، قائلا: «نرى أنه من الضروري أولا أن يتم الاتفاق على المستقبل، ونفهم أولا كيف يتم إحقاق حقوق ومصالح المجموعات الاثنية والدينية المختلفة، ثم نتحول لإجراء تغييرات». وأضاف: « ترتبت مشاكل على مثل هذا الحل في ليبيا وغيرها من البلدان.. وكما هو معلوم فإن تطورات الوضع في ليبيا أدت إلى تجزئة البلاد وقتل دبلوماسيين بمن فيهم السفير الأمريكي.. ولا نريد مثل هذه الفوضى في سورية التي تقع على مقربة مباشرة من حدودنا».