إن انتقال الطفل من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة الالتحاق بالمدرسة.. يعتبر حدثاً انتقالياً ضخماً في حياة الطفل ويتطلب أن يعد له اعداداً طيباً . فالطفل قبل الحضانة والمدرسة يعيش في البيت الذي يمثل له البيئة الآمنة ويرى نفسه مركز الاهتمام في البيت كما انه يكون ملاصقاً اغلب الوقت لوالدته أو من يقوم برعايته وفجأة يحدث التغيير الكبير في حياته إذ يصحو يوماً فيجد نفسه في مكان غريب بدون وجود والديه وإخوته ومع أشخاص آخرين لم يلتق بهم من قبل وتعتبر هذه التجربة جديدة للطفل وخلالها تبنى شخصيته. ولهذا ارتأينا أن نلتقي بعدد من القيادات التربوية وعدد من التلاميذ الجدد لتسليط الضوء على هذه المرحلة .. فإلى التفاصيل. أضرار المدارس بعد النازحين بداية التقينا بالأستاذ / أنيس عبده سعيد الحجر مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية التواهي الذي تحدث عن أسباب تأخر التلاميذ عن المدارس ( الصف الأول الابتدائي) حيث قال : بعض المدارس كان يقطنها نازحون وتم إخراجهم بمساعدة من قبلهم ويتطلب بعد إخراجهم تجهيز هذه المدارس والصفوف لاستقبال العملية التعليمية وبجهود ذاتية وتعاون إدارة التربية والتعليم في المحافظة والمجلس المحلي في المديرية تم التجهيز بشكل مرحلي. ولهذا ارتأينا أن تتم الدراسة للصفوف العليا وتأخير الصفوف الدنيا ( الصف الأول) لفترة وتم بعد ذلك تجهيز هذه الصفوف بالأدوات اللازمة للعملية التعليمية وباشر تلاميذ الصف الأول العملية التعليمية. ولابد أن يعلم الجميع أن مدارس عدن التي سكن فيها النازحون متأثرة وبعضها في حالة يرثى لها وغير جاهزة لاستقبال العام الدراسي والتلاميذ. تأخر التلاميذ لحين الاستعداد وخلال لقائنا بالأستاذة / أمنية عبده محمد وكيلة تربوية تحدثت قائلة : في بدء العام الدراسي نستقبل كافة التلاميذ من مختلف المراحل الدراسية بدءاً بالمراحل حتى الصف التاسع وعادة نؤخر دخول تلاميذ الصف الأول لحين الاستعداد والترتيب لاستقبالهم بحفاوة كبيرة وطريقة تختلف عن بقية المراحل الدراسية الأخرى حيث نستقبلهم بالترحيب والأناشيد في الطابور الصباحي حتى لا يشعروا برهبة وخوف عند دخولهم المدرسة لأول مرة لأنهم يشاهدون فيها وجوهاً جديدة لم يألفوها من قبل وبعد الطابور الصباحي والحفاوة الكبيرة نوزع لهم في الصفوف الدراسية الحلوى والشوكولاته قبل البدء في الدراسة وتبدأ المعلمات في الصفوف بتعريفهم بأسمائهن ثم التحدث معهم ليتعودوا عليهن في الصف الدراسي. وبعض التلاميذ الذين لم يلتحقوا بالروضة قبل البدء في الدراسة نلاحظ أنهم يشعرون بالخوف فيتعلقون بأيادي أولياء أمورهم ويرفضون دخول الصف فنسمح في هذه الحالة لأولياء أمورهم بالمكوث معهم في ساحة المدرسة لحين التعود على المدرسة وزملائهم التلاميذ. العودة إلى المدرسة التلميذة / نهال محمد عبدالرسول ( الصف الأول الابتدائي) قالت : سعيدة جداً بدخولي إلى المدرسة خاصة أني كنت ادرس في الروضة والآن افتتحت المدارس ودخلت المدرسة وأصبحت في الصف الأول الابتدائي.. وأتمنى أن ادرس مثل أخواتي نسمه وسحر وأكون مثلهما شاطرة وناجحة ومن الأوائل في الصف وفي المراحل الدراسية وأتمنى ايضاً أن انهي الدراسة الجامعية وأكون في المستقبل دكتورة أو مهندسة مثل بنت خالتي أو محامية مثل بنت خالي ويسعد بي والدي ووالدتي وأخواتي وأهلي جميعاً. وبصراحة أني فرحت جداً بثياب المدرسة لأني أول مرة البس ثياب المدرسة وقد اشترى لي أبي وأمي كل شيء يخص دخولي المدرسة ولهذا أنا فرحانة جداً. أما التلميذ / حمزة سمير محمد حسين ( الصف الأول الابتدائي) فتحدث بشأن بدء العام الدراسي واستقباله له هذا العام قائلاً : أنا فرحان وسعيد جداً بدخولي المدرسة بالثياب الجديدة التي اشتراها أبي وأمي واستلامي الحقيبة المدرسية التي يقولون بايجيبوها لنا في المدرسة وهي من منظمة يقولون اسمها اليونيسيف ومشتاق جداً لبدء العام الدراسي وإن شاء الله يكون هذا العام أحسن من العام السابق بدون مسيرات ولا رصاص ولا إغلاق مدارس ولا زحمة ولا نازحين يأخذون مدارسنا أنا أشتي أتعلم مثلما تعلم إخواني قبلي. لقد دخلت الروضة وتعلمت منها وتعرفت على أصدقاء لي وأحببتهم كثيراً والآن البعض منهم سيدخلون المدارس مثلي وسألتقي بهم في المدرسة والعب معهم في الاستراحة وان شاء الله يكونون في صفي وبجانبي وتكون المدرسات مثل مدرساتي اللاتي في الروضة حبوبات وطيبات ( يحبوني ) وأنا أحبهن.