تعز.. إصابة طالب جامعي في حادثة اغتيال مدير صندوق النظافة    تجربة الإصلاح في شبوة    صندوق النظافة بتعز يعلن الاضراب الشامل حتى ضبط قتلة المشهري    وعن مشاكل المفصعين في تعز    السقلدي: اجتماع مجلس القيادة الرئاسي كشف عن خلافات غير مشرّفة أعادته إلى بيت الطاعة    مسيّرة تصيب فندقا في فلسطين المحتلة والجيش الاسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومسيّرة ثانية    مسيّرة تصيب فندقا في فلسطين المحتلة والجيش الاسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومسيّرة ثانية    الصمت شراكة في إثم الدم    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    القوات المسلحة: ضرب أهداف حساسة في (يافا وأم الرشراش وبئر السبع)    عاجل: بيان مجلس القيادة الرئاسي – 18 سبتمبر 2025م    اللجنة الوطنية للمرأة والأمن والسلام تدين جريمة اغتيال القيادية افتهان المشهري وتطالب بالعدالة الفورية    تدشين بطولة سبتمبر لكرة اليد في مأرب    وقفة احتجاجية في المعهد العالي بالجوف تنديدا بجرائم العدو الصهيوني    إشهار جائزة التميز التجاري والصناعي بصنعاء    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    انخفاض صادرات سويسرا إلى أميركا بأكثر من الخُمس بسبب الرسوم    مجلس القضاء الأعلى ينعي القاضي عبدالله الهادي    السيد القائد يوجه تحذير شديد للسعودية : لا تورطوا أنفسكم لحماية سفن العدو    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    الأرصاد: حالة عدم استقرار الأجواء ما تزال مستمرة وتوقعات بأمطار رعدية على أغلب المحافظات    المحرّمي يعزِّي في وفاة المناضل والقيادي في المقاومة الجنوبية أديب العيسي    استمرار نزوح الفلسطينيين هربا من القصف الإسرائيلي المتواصل على مدينة غزه    الوفد الحكومي برئاسة لملس يطلع على تجربة المدرسة الحزبية لبلدية شنغهاي الصينية    بتمويل إماراتي.. افتتاح مدرسة الحنك للبنات بمديرية نصاب    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    تغييرات مفاجئة في تصنيف فيفا 2025    أمنية تعز تحدد هوية المتورطين باغتيال المشهري وتقر إجراءات صارمة لملاحقتهم    تعز.. احتجاجات لعمال النظافة للمطالبة بسرعة ضبط قاتل مديرة الصندوق    برغبة أمريكية.. الجولاني يتعاهد أمنيا مع اسرائيل    موت يا حمار    أمين عام الإصلاح يعزي الشيخ العيسي بوفاة نجل شقيقه ويشيد بدور الراحل في المقاومة    يامال يغيب اليوم أمام نيوكاسل    مفاجأة طوكيو.. نادر يخطف ذهبية 1500 متر    النصر يكرر التفوق ويكتسح استقلول بخماسية أنجيلو    نتائج مباريات الأربعاء في أبطال أوروبا    دوري أبطال آسيا الثاني: النصر يدك شباك استقلال الطاجيكي بخماسية    رئيس هيئة النقل البري يعزي الزميل محمد أديب العيسي بوفاة والده    مواجهات مثيرة في نصف نهائي بطولة "بيسان الكروية 2025"    حكومة صنعاء تعمم بشأن حالات التعاقد في الوظائف الدائمة    الامم المتحدة: تضرر آلاف اليمنيين جراء الفيضانات منذ أغسطس الماضي    استنفاد الخطاب وتكرار المطالب    مجلس وزارة الثقافة والسياحة يناقش عمل الوزارة للمرحلة المقبلة    التضخم في بريطانيا يسجل 3.8% في أغسطس الماضي    غياب الرقابة على أسواق شبوة.. ونوم مكتب الصناعة والتجارة في العسل    لملس يزور ميناء يانغشان في شنغهاي.. أول ميناء رقمي في العالم    وادي الملوك وصخرة السلاطين نواتي يافع    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    رئيس هيئة المدن التاريخية يطلع على الأضرار في المتحف الوطني    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    إغلاق صيدليات مخالفة بالمنصورة ونقل باعة القات بالمعلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فن الديكور المسرحي
نشر في 14 أكتوبر يوم 20 - 12 - 2012

يعد الديكور المسرحي واحدا من أهم العناصر المرئية على خشبة المسرح إذ أن ذلك العنصر يقوم بتشكيل الموجودات على خشبة المسرح من أثاث أو مناظر أو ما إلى ذلك من كل عناصر التشكيل البصري للكتل الموجودة على خشبة المسرح، فالديكور المسرحي في أبسط تعريف له هو كيفية التشكيل والتوزيع للكتل على الخشبة المقام عليها العرض المسرحي وتلك الرؤية لذلك التوزيع لا تكون في المطلق ولكن تتحكم فيها الحتمية الدرامية لوجود كتل بعينها.
لذا نجد أن فن الديكور المسرحي فن قائم على أسس علمية ودراسات منهجية إذ يمثل علما مستقلا بذاته نابعا من تعدد مجالات الفنون المشتركة في إنتاج العرض المسرحي كما يرتبط عنصر الديكور المسرحي بشكل مباشر مع عنصر الإضاءة وذلك لأن العنصرين يكون على كاهلهما الجانب الأكبر من التشكيل البصري للفراغ المسرحي على خشبة المسرح إلى جانب باقي العناصر البصرية الأخرى. من تلك المقدمة الموجزة عن الديكور المسرحي سنتعرف على الديكور المسرحي ثم ننتقل إلى المذاهب الفنية في الديكور المسرحي ونتعرف على أهمها.
1 - تأصلت كلمة (ديكور) في القاموس المسرحي الشفاهي في العالم العربي، وهي كلمة فرنسية المصدر ولكنها لآتينية الأصل decor. ومن الأفضل تعريبها لأن هناك أقساما في بعض المعاهد الفنية للديكورات الداخلية، والديكورات المسرحية، ولأن كلمة (منظر) العربية متخمة بكثرة الدلالات الدرامية والمسرحية. والمقصود بالديكور المسرحي : القطع المصنوعة من أطر الخشب والقماش أونحوهما، والمقامة في الغالب فوق المسرح لكي تعطي شكلا لمنظر واقعي أو خيالي أو كليهما معا، على أن ترتبط إيحاءات هذا المنظر بمدلولات المسرحية المعروضة، ولهذا فإن الديكور المسرحي ليس فنا منفردا بذاته ولكنه فن يتعايش مسرحيا مع الفنون الأخرى كالموسيقى والتصوير والإضاءة والتمثيل لخدمة النص المسرحي والمساعدة في تأدية مضامينه.
2 - ويعد الشاعر والأديب اليونانى (سوفوكليس) أول من أدخل المنظر المسرحي المرسوم إلى المسرح اليوناني.
ولا شك في أن الديكور المسرحي آنذاك لم يكن كالشكل المألوف لنا الآن ولكنه كان بسيطا للغاية ويرمي إلى مكانية الأحداث فقط ولا علاقة له بالطقس الدرامي أو نفسية الشخصيات.
3 - أما المسرح الروماني فقد عرف ثلاثة أنواع للديكورات كانت ثابتة الشكل تقريبا:
أ- منظر شارع به منازل للمسرحيات المأساوية.
ب- منظر شارع به منازل خاصة للملاهي.
ج- منظر ريفي للهزليات.
4 - أما المنظر المسرحي في تمثيليات العصور الوسطى فكان يتمثل في جانب من الكنيسة.
5 - أما التطور الحقيقي للديكور المسرحي كما نفهمه الآن، فقد حدث لأول مرة في إيطاليا في عصر النهضة فقد ظهر مصورون أكفاء عهد إليهم الأمراء الايطاليون برسم مناظر خارجية من الناحية المنظورية.
المذاهب الفنية المختلفة وعلاقتها بالديكور المسرحي
عندما نتكلم عن المذاهب الفنية فإننا نعني بها مدارس الديكور المتعددة بجميع اتجاهاتها التي تؤمن أن قيمة العمل الفني لا تقاس بموضوعه وإنما بما تستثيره من انفعالات جمالية تحقق الرضا النفسي بما تحمله من معنى فني، وهي تتخذ العلاقات اللونية وتناسب السطوح والتوافق والإيقاع كمبادئ عامة لها يظهرها الفنان في تصميماته المختلفة.
إن عملية (الابتكار الفني) في المدرسة الحديثة هي (عبارة عن إعادة صهر الأشكال وصياغتها من جديد بالصورة التي تتلاءم مع شخصية الفنان ونوع الحضارة التي يمارسها).
إذا نظرنا إلى المسرح في وقتنا الحاضر نجده يستعمل المذاهب المختلفة جميعها في تقديم العروض المسرحية وتنقسم المذاهب المسرحية إلى مرحلتين مذاهب قديمة ومذاهب حديثة.
أولا: المذاهب القديمة
وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
‌أ- المذهب الديني :
ظهر في العصر الفرعوني وأوائل العصر الإغريقي ثم ظهر في العصور الوسطى ويعتمد على التعاليم والطقوس الدينية.
‌ب- المذهب الكلاسيكي:
ظهر في العصر الإغريقي ويعتمد على المبالغة والمغالاة، ويهتم بالوحدات الثلاث (المكان ، الزمان، الموضوع).
‌ج- المذهب الكلاسيكي الحديث:
ظهر في عصر النهضة ويعتمد على المذهب الكلاسيكي مع التطوير والتجديد اللذين ظهر في عصر النهضة.
ثانيا: المذاهب الحديثة
ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر واستمرت حتى عصرنا هذا، وهي دائمة التحول لا تسير بشكل واحد أو تدور حول نقطة معينة وإنما تتميز بقابليتها للتطور والتغير في التقاليد واستجابتها للتقدم العلمي والصناعي ومحاولة كشف عالم الغيب ما ساعد على بروز مدارس فنية متنوعة، نستنبط من ذلك أن العقلية الحديثة قد تشكلت بتأثير التطورات العلمية التي كانت نتيجة حتمية للحروب التي عانى منها الكثير، وللتعقيد الذي سببه عدم الاستقرار والثورات الاجتماعية والتيارات السياسية، وقد انعكس كل هذا بشكل واضح في محاولات وتجارب تعبر عن وجهات نظر جديدة وتسعى لكشف رؤى جديدة تحمل انطباعا ابتكاريا دون النظر للمنهج الأكاديمي، والقواعد والتقاليد الموروثة التي تؤكد قواعد المنظور والظل والنور والنسب الواقعية للأجسام ووصفها كما تظهر في الطبيعة لإبراز المعامل الموضوعي وهي المثاليات التي أتى بها عصر النهضة وسنتكلم في مايلي عن هذه المذاهب بالتفصيل.
المذهب الرومانسي ( romanticism )
في أواخر القرن الثامن عشر حلت بالمسرح روح جديدة مقرونة بظهور الحركة الرومانسية في الأدب فأخذ المهتمون بالمسرح يبحثون عن أسس الفن المسرحي في الحياة الواقعية بعيدا عن الفنون التقليدية الكلاسيكية وتعتمد نظرتهم أساسا على مهاجمة قانون الوحدات الثلاث والأسس التي سادت لفترة طويلة من الزمن، أما المذهب الرومانسي فهو مذهب الانطلاق مذهب الحب والعاطفة التي تحرك الأحياء جميعا وتتلاعب بهم وتوجههم وتستبدبهم أشد مما يستبدبهم في المسرحية الكلاسيكية. ولقد تميزت الرومانسية بثلاثة اتجاهات مختلفة :
1 - واقعية التاريخ realism of history
اتجه الرومانسيون الأولون إلى الماضي للعناية بالموضوعات التاريخية كما بالغوا في إظهار الحوادث والملابس والمناظر التاريخية على المسرح التي لم تقتصر على إظهار الواقع كما هو بل أضافوا إليه عناصر الجمال والفخامة والمبالغة والخيال.
2 - واقعية الطبيعة realism of nature
اهتم الرومانسيون الطبيعيون بإظهار كل ما هو جميل حولهم في وصف الطبيعة وجمالها ورونقها وذلك حسب نظرتهم إلى الأشياء الجميلة واهتمامهم بها مثل الأزهار والسماء والموضوعات الشاعرية الحالمة أي أخذت أعمالها من الناحية الجميلة في الحياة.
3 - واقعية الطبيعة البرية realism of wild nature
اعتنت تلك الحركة بالتحرر من كل التقاليد الكلاسيكية وقد بالغ أصحاب الرومانسية المكتئبة في وصف البؤس والكآبة في الحياة الإنسانية مثل أكواخ العمال والأزقة والسماء الملبدة بالغيوم ..الخ. أي أن نظرتهم إلى الواقع كانت نظرة متشائمة عكس أصحاب النظرة الأولى من المتفائلين.
الديكور
قبل ظهور الحركة الرومانسية كانت جميع المناظر مكونة من أجنحة جانبية (الكواليس) وستارة خلفية (الفوندو) فعندما كانت تظهر غرفة على المسرح كانت تتكون حوائط الغرفة من اثنين أو ثلاثة من هذه الأجنحة الجانبية والفوندو الداخلي ولم يفكر أحد في وضع الغرف على شكل صندوق. وكان هذا بلا شك بعيدا كل البعد عن تصوير الواقع لذلك أجريت عدة محاولات فبدأت تزول الأجنحة الجانبية على المسرح لتحل محلها حوائط على شكل مبان معمارية تعطي للمنظر أثرا واضحا أكثر واقعية، كما نفذت القصور والجبال في شكل مجاميع مجسمة في غاية الروعة والجمال، واستعملت مناظر مبنية تتكون من عدة أجزاء تتفق وقواعد المنظور حيث كانت تظهر المسافات البعيدة ممتدة إلى أميال طويلة، بينما كانت هذه المناظر من قبل عبارة عن ستارة خلفية تشمل طول وعرض المسرح مرسوم عليها المنظر في وضع منظوري واخترعت أيضا المناظر المتحركة والطبيعية مثل ضوء القمر، أشعة الشمس، اشتعال النار، ثورة البراكين... إلخ. بالإضافة إلى الاهتمام بتصوير الرعد والبرق بطرق فنية وبهذه الأساليب المتعددة المختلفة والتحسينات القيمة تطور المسرح وتقدم إلى الأمام، وأخذ يتجه نحو الفخامة في البناء والزخارف مثلما ظهر في مسرح دروري لين الذي أنشئ عام 1796 ومسرح كوفنت جاردن الذي أنشئ عام 1809 وغيرهما . وفي هذه المسارح ظهرت أعمال الفنانين متماشية مع طبيعة المذهب الذي ساد في هذا العصر ومن أشهر فناني هذا المذهب لوثر بورج (loutherbourg) ووليم كوبون(williamcopon).
المذهب الطبيعي «naturalism»
ظهر هذا المذهب في أواخر القرن التاسع عشر وقدم الواقع الملموس كما هو على خشبة المسرح بجماله وقيمه بدون تغيير أو تبديل لذلك ظهر هذا المذهب قويا مستمدا من الواقع المحيط بنا موضحا ضرورة التصوير الطبيعي للديكور والأثاث بما يتفق والطبيعة كذلك اعتنوا بالملابس وتاريخها الصحيح ومطابقتها تماما لما هو كائن في الحياة .
الديكور
استبدل هذا المذهب مناظر الغرف الخفيفة الجدران بحوائط صلبة متينة لتمكن الممثل من أن يقع أو يستند عليها دون أن يخشى اهتزازها كما رأى رجال هذا المذهب أن تظهر على المسرح كل الأدوات الحقيقية من مناظر وإكسسوار وبذلك تم استبدال الأشياء المرسومة أو الرمزية من الخشب مغطاة بالخيش الملون فأصبحت نماذج تتفق مع الواقع وأكثر متانة من ذي قبل مع استكمال كل التفاصيل الخاصة بها من مقابض ومفصلات حديدية وكوالين. ومن أشهر المسارح التي أنشئت لتقدم عليها المسرحيات الطبيعية المسرح الحر (theatre libre) الذي أنشأه في فرنسا هنري بك أندريه أنطوان عام 1887 ومسرح لندن المستقل (London independent theatre) الذي أنشأه في انجلترا توماس جرين ومسرح الفن بموسكو (Moscow art theatre) الذى أنشأه ستانيسلافيسكى وغيرها من المسارح الألمانية. ومن أشهر فناني هذا المذهب توماس روبرتسون(Thomas Robertson) الإنجليزي وأندريه أنطوان (andre Antoine) وجورج (george) الألمانيان.
المذهب الواقعي (realism )
ظهر المذهب الواقعي في أوائل القرن العشرين على اعتبار أن فن المسرح ما هو إلا فن إيضاح وذلك بجعل المناظر التي على المسرح مشابهة للواقع على قدر ما نستطيع وليست منقولة نقلا حرفيا مطابقا تماما لما هو كائن في الحياة كالمذهب الطبيعي وفي المذهب الواقعي نهتم بالتكوين وعمارة المنظر وعلاقات الخطوط والشكل واللون وذلك لتمثيل فكرة لها طابع متكامل بدلاً من مجرد تسجيل المظهر الخارجي للأشياء الطبيعية ومن الضروري أن نميز بين المذهب الطبيعي الذي ينقل فيه الواقع على المسرح نقلاً فوتوغرافيا وبين المذهب الواقعي الذي يختار ما يقدمه من الواقع بقصد إعطائه شكلا توضيحيا على المسرح.
الديكور
إن المسرح باعتباره فنا يجب أن يكون مبنيا على بعض التقاليد المعينة كالتي تبنى عليها جميع الأشياء الأخرى الفنية الجمالية؛ فإن تكامل الشكل النابع من قوة خيالنا يجب ألا يتمسك بالتفاصيل الدقيقة كأقفال الأبواب والمفصلات في المناظر الداخلية وفروع الأشجار وأوراقها في المناظر الخارجية على طريقة المذهب الطبيعي إذ أن كل شيء في الديكور يتطلب ضبطا فنيا لخلق الشعور الحقيقي بحيث يكون صادقا مقبولا على خشبة المسرح لذا فإن المسرحية الطبيعية الوحيدة التي لا نجدها إلا في المحادثات والمناقشات العامة التي تجرى بين الناس في حياتنا اليومية التي إذا تعود الجمهور عليها، سيرى المناظر المنقولة نقلاً حرفياً من الطبيعة ويفقد شعوره بالإحساس المسرحي.
لذلك أتجه هذا المذهب في أواخر القرن التاسع عشر نحو استبدال الأشياء الطبيعية بأخرى قريبة منها تصلح للعرض على المسرح. ومن أشهر فناني هذا المذهب ليون باكست (leon bakst) الرسام الروحي الذي اشتهرت أعماله بالألوان الزاهية والمحاولات الجريئة.
المذهب الرمزي (symbolism)
جاء هذا المذهبين كرد فعل للمذهب الواقعي والطبيعي اللذين كانا يهدفان إلى إظهار التفاصيل على المسرح وعلى ذلك فإن المذهب يدعو إلى استبعادها واستبدالها بأشياء أخرى رمزية . وإذا تعمقنا في دراسة المذاهب المختلفة نجد أن معظم الفنانين المسرحيين يستوحون إلهامهم وتجديداتهم من بعض المسارح القديمة ففي المسرحين الإغريقي والإليزابيثي استعملت الرموز على خشبة المسرح مثل وضع كرسي على أنه يرمز إلى قاعة العرش والخيمة ترمز إلى ميدان الحرب والشجرة ترمز إلى الغابة ..إلخ.
الديكور:
أصحاب هذه المدرسة يعتبرون الديكور الرمزي خادما لنص المسرحية بدرجة تكفل له الوصول إلى نفوس النظارة بالمعنى المقصود منه، لذلك فإن مهندس الديكور الرمزي لا يعتبر فنانا إلا إذا صدر أنتاجه عن فهم وعمق وفن ودراسة للمدرسة الأكاديمية ليكتسب منها أسس تكوينه المعماري. إن محاكاة الأوضاع الطبيعية شيء مهم عند تمثيل الأشياء تمثيلا رمزيا لأن الرمز يعتمد على تلخيص المعنى الذي نحس به في المرئيات إما عن طريق ترجمته المباشرة للموضوعات بتنظيمات مجردة مركبة بعضها مع البعض- أو تكوين أشكال معينة على مساحة مسطحة بينها علاقات إيقاعية متوافقة ومتدرجة لإخراج علاقات شكلية في اتجاهات مختلفة واتجه هذا المذهب إلى تخليص الديكور من التقاليد الآلية التي ارتبطت به كالماكينة الفوتوغرافية.
والمذهب الرمزي
ينقسم إلى قسمين:
1 - الرمز المعنوي:
مثل إسدال الستائر الفسيحة لترمز إلى الرهبة والفخامة والعظمة والجلال واستعمال الإضاءة الخافتة والظلال لترمز إلى الحالات النفسية فالضوء الأصفر مثلا يرمز إلى الغيرة والأحمر يرمز إلى الشر والدم..إلخ كما أن الظلال توضح الشكل ومكان الأشياء التي توضع على المسرح.
2 - الرمز المادي:
مثل وضع شجرة ترمز إلى الغابة أو شباك ليرمز إلى المنزل او سلم ليرمز للدور العلوي أو جمجمة لترمز إلى الموت..إلخ. كما استعمل نظام المستويات المختلفة على أرضية خشبة المسرح ليتنقل عليها الممثلون فيسهل بذلك نقل الأثر إلى المتفرجين.
ومن أشهر فناني هذا المذهب جوردن كريج (gorden graig) المهندس المسرحي الانجليزي وهو أول من نادى بالمذهب الرمزي الذي استعمله في تصميماته وأعماله بكثرة.
المذهب السريالي (surrealism )
ظهرت النزعة السريالية في فترة ما بين الحربين العالميتين الأخيرتين فاصطبغت بحرارة الحرب وسخرت من الجدية والفكرية واتخذت الأفكار الخيالية والشخصيات المضحكة والمناظر المخيفة نبراسا لها، بعد أن اقتلعتها من أوضاعها الروتينية المألوفة ووضعتها في قوالب أخرى غير مألوفة لم ترها العين من قبل إلا في الأحلام. لذلك ابتعد هذا المذهب عن التصوير الحقيقي للأشياء واتخذ العقل الباطن أو اللاشعور كمصدر إيحاء له فأظهر بذلك ما ينطوي عليه الكيان المخفي للشخص في عقله الباطن، وساعد على التنفيس عن مكبوتات اللاشعور وإيقاظ ما تتميز به طفولتنا من خيال، وهو مذهب ضد الواقع الحي الذي نلمسه في حياتنا اليومية.
الديكور
بظهور هذا المذهب بدأت روح جديدة في إحياء المناظر المبسطة بدلا من المناظر التفصيلية المتخذة من واقع الحياة، وهى مناظر خلقت عالما جديدا من المتعة وغيرت المنطق الوصفي للأشياء وأصبحت الأحلام هي الرؤية المتحركة لا لإظهار الواقع بل إلى ما وراء الواقع. والمناظر في هذا المذهب تتميز بألوان كثيرة تعتمد على الإيقاع والتكوين وذلك باستخدام الرسم الحديث بحرية مطلقة لتكوين الكثير من المناظر المسرحية جاعلين الديكور في حالة حركة عن طريق تشكيل الخطوط والألوان بطريقة زخرفية تعبر عن التشكيلات الجمالية وكانت هذه النزعة مرآة للقلق والتوتر الذي يسود مجتمعنا، كما كان هذا المذهب بعيدا كل البعد عن الصدق البصري مؤكدا الانفعال التراجيدي وكان اهتمام مصممي الديكور منصبا على ما تحدثه المناظر في نفوس المتفرجين من إحساسات مترجمين بذلك العالم الداخلي للاشعور. ومن أشهر فناني هذا المذهب الكسندر تيرون (alexandre tyron) والكسندر اكستير ( alexandre exter) و استروفسكي (astrovsky).
المذهب التجريدي ( abstract )
اتجه فنانو هذا المذهب اتجاها تركيبيا جديدا تستخدم فيه خطوط خارجية مبسطة، ومساحات جميلة ومنسقة وذلك بقصد إظهار قيمة المظهر البسيط الذي تبدو عليه الأشياء ولكن بطريقة مبتدعة جميلة وهذه العملية التجريدية التي تسهل علينا فهم صفات الأشياء ولكنها يغلب عليها الجانب الفكري والحسي وتمتاز بتنمية الأشياء الصحيحة وإبرازها وتسجيلها في علاقات فنية في الخطوط والأشكال التي تحمل صفات المرئي والتي تزداد صلتها بالمعنى المستتر وراء المرئي ولذلك يجب على الفنان التجريدي أن يعرف كيف ينقل ثم يعرف كيف يلخص ويبسط ثم يختار ويؤكد. وعملية الخلق الفني هذه تنتهي إلى تغيير وتطوير بعد عملية التفاعل والاندماج من قبل الفنان ولذلك فهي في بعض الأحيان تبتعد عن الأصل وتأخذ كيانا خاصا بها.
الديكور
بسبب المنافسة الشديدة التي ظهرت بين المسرح والسينما والتي خرجت فيها السينما منتصرة انتصارا باهرا في محيط الواقعية نظرا لإمكانياتها الواسعة اتجه المسرح لتبسيط المناظر وتشكيل أرضيته إلى مستويات مختلفة تصلح كأماكن للتمثيل.
ومن أشهر فناني هذا المذهب ترنس جراي (terence gray) اورسون ويلز(orson welles ) و ثورنتون ويلدر (thornton wilder) روبرت ادموند جونس (Robert Edmond jones ) ومن أهم المسارح التي بنيت لهذا المذهب مسرح تريد يونيون (trades unicnes theatre) ومسرح كمبردج (festival theatre et Cambridge) ومسارح أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.