لا يمكن لأي مثقف أو باحث أو مهتم أن ينطلق إلى فضاءات وواحات الأدب والفكر العربي دون أن يضع في اعتباره أن ثمة زاوية أو نافذة رئيسية ينبغي أن يطل منها ليتمكن من القراءة السليمة والعميقة لهذا المشهد الحضاري والإبداعي والقيمي، الذي يتمثل في مفاصل عقل الأديب الكويتي وصيغة وهجه الروحي الحسي والجمالي وشفافية ألقه الوجودي المغروس في ذاكرة ووجدان الفكر العربي المعاصر باعتباره نورساً إبداعياً ونهضوياً رائداً ومسؤولاً في هذه المساحة العربية والإنسانية الخلاقة التي استحضرت أعماله الخضراء في هذا الجانب وبقوة ورسمت من خلالها جداريات قوس قزحية بهية أثرت من منظورها الساحة الفكرية والأدبية العربية وبنت مدارات التجديد في دوائر ضوء عديدة أحيت من خلال أوردتها وشرايينها ونبض شجونها مسار المثقف العربي كفكر وسلوك وصيغة حياة. إن ما قدمه المثقف والمبدع والفنان الكويتي من عطاءات ونسمات ألق فكري في هذا الحقل أو ذاك أمر نعتز به جميعاً ونبني عليه دورنا ورسالتنا مع المكونات والثقافات العربية الأخرى الأصيلة. وها هي رائحة الياسمين والألق الفكري والإبداعي تطل علينا في أرض السعيدة من عوالم الكويت الحبيبة من خلال ديوان الشعر المتميز (امرأة الشعر) للشاعرة الكويتية الرائعة حقاً غنيمة زيد الحرب وفي نسخته الأولى. وهو في (159) صفحة من الحجم المتوسط ويعتمد في مجمل قصائده وصيغه الشعرية على الأسلوب الحر برؤية أنثوية بديعة تحمل عمقاً كلاسيكياً حراً في ملامحه وبعده تستند إلى البلاغة الصورية الواضحة. ويتضح جلياً من خلال عديد من القصائد التصاق الشاعرة ببيئتها وبناء الأفكار والهواجس الشعرية على أرضيتها وبشكل جميل لامس الجمالية والإحساس بألوان نثرية بهية. وفي حالات نادرة تجد بعض زوايا القصيدة غامضة وبشكل يدهشك حقاً دون أن يجافي لغة المتعة والإحساس بالشغف وتتبع خطوات الكلمات والمعاني وبرغبة شديدة في أحايين كثيرة ومواقف متعددة من عمر القصيدة. والشاعرة غنيمة زيد الحرب حاصلة على ليسانس آداب - علم نفس واجتماع - جامعة الكويت 1974م.. شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية داخل الكويت وخارجها ومن مؤلفاتها : في قفص الاحتلال مجموعة شعرية هديل الحلم مجموعة شعرية أجنحة الرمال مجموعة شعرية في خيمة الحلك مجموعة شعرية ديوان زيد الحرب جمع ودراسة وتحليل في الطبعة الأولى والطبعة الثانية. لها تحت الطبع: تابوت الشمس مجموعة شعرية قهقهات البنفسج مجموعة شعرية خطى الزمن مقالات أدبية
