البصر نعمة من نعم الله التي لا تحصى ولا تعد.. لا يعرف قيمتها وأهميتها إلا من فقدها أو حرم منها.. حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة العمى في العالم حسب التقديرات الحالية بلغت (39) مليون شخص أعمى حول العالم، و(135) مليون شخص إعاقة بصرية، (90 %) منهم يعيشون في البلدان النامية، وان نسبة (19.7 %) من البشر أعمارهم فوق الستين معاقين بصرياً، كما تشير التوقعات أنه بحلول عام 2020م سيصبح على وجه الأرض أكثر من (100) مليون شخص مصاب بالعمى، بالإضافة إلى (200) مليون شخص لديهم إعاقة بصرية، كما يصاب مليونا شخص بالعمى سنوياً حول العالم. وبهذا الصدد تقوم مؤسسة البصر الخيرية العالمية بدور كبير في مكافحة العمى من خلال قيامها بمخيمات مجانية لمكافحة العمى في عدد من الدول ومن ضمنها اليمن. ولتسليط مزيد من الضوء على نشاط وعمل المؤسسة في بلادنا قمنا بزيارة استطلاعية إليها حيث استقبلنا الأستاذ محمد بن حسن الحميري ممثل قطاع مؤسسة البصر الخيرية العالمية في اليمن بمكتبه المتواضع بكل ترحاب وتقدير فاتحاً لنا صدره ..فإلى حديثه تأسست مؤسسة البصر الخيرية العالمية في السعودية عام 1989م، وهي مؤسسة خيرية غير حكومية وغير ربحية، مسجلة في العديد من الدول، تعمل على مكافحة أمراض العمى في العالم، عبر برنامج شامل ومتكامل. ومن أهداف المؤسسة: إقامة المخيمات المجانية بشكل مستمر لمعالجة أمراض العيون. مساعدة مرضى العيون في إيصال العلاج لهم أينما كانوا. فتح مستشفيات تقوم على تقديم خدمات المؤسسة بأسعار رمزية، ومنطلقاً للقوافل الصحية والمخيمات الطبية المجانية. تدريب الكوادر الطبية والفنية اللازمة للنهوض بمستوى طب العيون. مهام المؤسسة مهمة المؤسسة تتلخص في شيئين أساسيين وهما: إزالة الأسباب لتلك الأمراض المسببة للعمى والقابلة للعلاج. إعطاء المحتاجين من فاقدي الإبصار الحق في إعادة الإبصار لهم مجدداً بإذن الله. فقامت المؤسسة ببذل جهودها لتنتشر في أكثر من 43 دولة حول العالم، فكانت المخيمات هي اللبنة الأولى في عمل مؤسسة البصر الخيرية العالمية حيث تنظم إقامتها في الدول التي يرتفع فيها معدلات الإصابة بأمراض العيون المختلفة والمؤدية للعمى، وذلك وفق خطة علمية تدعمها دراسات ميدانية وإحصائيات قياسية. فقد قامت المؤسسة تحت شعار (لعيونٍ تُبصِرُ الأمل) بتنفيذ (964) مخيماً مجانياً، و(24) مستشفى خيرياً في كل من الباكستان والهند وبنغلاديش والسودان والنيجر ونيجيريا واليمن، تم فيها الكشف على أكثر من (13.144.276) شخصا وتنفيذ (950.473) عملية منها (55.492) عملية (فاكو) حول العالم. البداية.. إقامة المخيمات المجانية واستطرد ممثل مؤسسة البصر الخيرية العالمية في اليمن: كان استهداف اليمن ضمن خطة المؤسسة للتوسع والانتشار حول العالم، بسبب كثرة انتشار المياه البيضاء والفقر الشديد الذي لا يستطيع بسببه المريض العلاج، فبدأت بإقامة المخيمات المجانية في اليمن عام 1993م، تقوم فيها بعمليات إزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات وتوزيع الأدوية والنظارات مجاناً، وتستهدف جميع المحافظات، وأقامت المؤسسة حتى نهاية 2012م (53) مخيما في اليمن، تم من خلالها فحص أكثر من (231.455) شخصاً وتنفيذ (18.311) عملية وتوزيع أكثر و(55.995) نظارة . ونظراً لحاجة البلد الشديدة في تقديم الرعاية لمرضى العيون؛ وسَّعت المؤسسة نشاطها وضاعفت جهودها بإقامة مستشفيات خيرية منها مستشفى هيا اليحيى التخصصي لطب العيون بالمكلا عام 1999م، ومستشفى مكة التخصصي لطب العيون بعدن عام 2004م، تم من خلال هذه المستشفيات الكشف على أكثر من (579.858) شخصاً و(45.578) عملية وصرف قرابة (20.000) نظارة، وسيتم افتتاح مستشفيين جديدين في كل من جبلة وصنعاء مع بداية عام 2013م بعون الله، وقد جهزت هذه المستشفيات بأجهزة وغرف عمليات ومعدات طبية حديثة، يتوفر فيها العلاج الجراحي والليزر، ومختبرات وصيدليات متكاملة ومعارض للنظارات تقدم فيها أحدث الموديلات بكلفة مخفضة أو مجانية، حيث اجتذبت هذه المستشفيات أعداداً كبيرة من المرضى الذين لا تخدمهم أو لا يستطيعون العلاج بالمخيمات الطبية. استحداث أقسام جديدة للمؤسسة وأضاف الأخ محمد بن حسن الحميري قائلا: تم استحداث قسم الشبكية إضافة لما هو موجود ولأول مرة في عدن يقوم عليه استشاري شبكية متخصص من باكستان، كل هذه التكاليف والجهود المبذولة في المستشفيات والمخيمات المجانية لتخدم الهدف الأساسي للمؤسسة وهو مكافحة العمى في العالم، ومنطلق لحملاتها الطبية المجانية للعيون، وخدمة للمرضى الذين لا يتمكنون من العلاج بالمخيمات . كما قمنا بتدريب وتأهيل الكوادر الطبية والفنية اللازمة من أبناء الوطن، اذ استطاعت المؤسسة تدريب وتأهيل كادر طبي وطني متكامل من أبناء اليمن بعد أن كان الاعتماد على طاقم أجنبي فقط، وتقوم هذه المستشفيات على علاج ورعاية المرضى بأسعار خيرية مخفضة، كل هذه الجهود المبذولة ما كانت لتتم لولا توفيق الله - سبحانه وتعالى- أولاً ثم الجهود القائمين على هذه المؤسسة الخيرية العالمية، ثم بتعاون مشكور من قبل الجهات الرسمية الحكومية ممثلة بوزارتي التخطيط والتعاون الدولي والصحة العامة والسكان والسلطة المحلية وتذليلها كافة الصعوبات والتحديات التي قد تكون عائقاً أمامها . والمؤسسة تعمل بموجب اتفاقية التعاون مع الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة التخطيط والتعاون الدولي، واتفاقية وزارة الصحة العامة والسكان . كما دأبت المؤسسة على مواصلة جهودها في تطوير كافة العاملين لديها على جميع المستويات من إداريين وفنيين وممرضين والطاقم الطبي لديها، لتقدم الخدمة والرعاية الأفضل، كما تقوم المؤسسة أيضاً بتدريب المتخصصين لديها من طلاب الدراسات العليا وإكسابهم المهارات العملية في المجال الطبي، بالتنسيق مع الجامعات والمجالس . وقد حصلت المؤسسة في اليمن على عدد من الشهادات والدروع من المحافظات والوزارات ذات العلاقة ومن وزارتي التخطيط والتعاون الدولي والصحة والسكان والسفارة السعودية. واختتم الأستاذ محمد بن حسن الحميري حديثه بالقول: إن الدعاء لنا بأن يوفقنا الله تعالى في هذا العمل خير معين لنا وانفع زاد، كما أن الإشادة بأعمال المؤسسة من قبل المسؤولين والجهات ذات العلاقة وتيسير عملها لهو من الدعم الرئيس لنا في مواصلة جهودنا على أتم وجه.