أقر المؤتمر السنوي الأول للنظافة وتحسين مدينة عدن في ختام أعماله تعزيز جوانب النظافة والتحسين وتقسيم عملها من كافة الجوانب، بمشاركة مختلف شرائح المجتمع بمدينة عدن، بالإضافة إلى متابعة مخرجات المؤتمر وتنفيذها على الواقع ورفع التقارير كل ثلاثة أشهر عن مستوى تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر، وكذا إعداد مشروع لتحسين الأوعية المالية الإيرادية لصندوق النظافة ورفعها للجهات ذات العلاقة لاعتمادها. ولأهمية الموضوع التقت صحيفة 14 أكتوبر بعدد من عمال النظافة المشاركين في المؤتمر وتركت لهم حرية الحديث فخرجنا معهم بهذه الحصيلة. اشتعل الرأس شيباً في المؤتمر السنوي الأول للنظافة وتحسين المدينة الذي انعقد في مدينة عدن كان لصحيفة 14 أكتوبر أن تلتقي بعدد من عمال النظافة وومشاركين في هذا المؤتمر، وكانت أول لقاءاتنا مع الأخ/ أنور علي مقبل يعمل في مجال الكنس بمديرية صيرة منذ عام (2000م) فقال: لقد تجولت في شوارع المدينة من أجل تنظيفها وهذا من حبي لعملي، ولمدينة عدن لكي تظل زهرة نقية وديعة كوداعة أهلها.. وقال: قد كنا موعودين من الإخوة المحافظين السابقين وكذا من قبل الأخ المحافظ وحيد رشيد وإلى الآن لم يتم تنفيذ مطالبنا ولم نجد غير المعاناة، دخلنا العمل ونحن في ريعان الشباب وإلى الآن بعد أن انحنت ظهورنا واسودت جلودنا واشتعل الرأس شيباً لم يتحقق لنا هذا المطلب، أصبحنا نعاني كثيراً، وأصبح أكبر همنا حيث أصبحوا يرددون شعارات دون أن ينفذوا منها شيئاً واستدل في حديثه بآية من كلام الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) صدق الله العظيم. لهذا نتمنى من المؤتمر ونطالب الحكومة التي أتت بمطالب كل الناس باستثناء المنتمين لهذه الشريحة البسيطة التي تقدم كل بسمة جمال في شوارع مدينة عدن لكل مواطن وزائر لعدن، أصبحنا مهضومين، لهذا أناشد رئيس الجمهورية بأن ينظر إلى قضيتنا بعدل ويصدر قراراً عادلاً تجاه عمال النظافة وينفذ تثبيتنا بشكل جدي وليس بكلام أو حبر على ورق كما هو الحال معنا. وقال: نحن عمال نظافة متعاقدون حالياً نقوم بتشكيل لجنة تحضيرية وذلك لتشكيل حزب يسمى بحزب (العمال اليمنيين) وسيكون لنا فيه مقعد في البرلمان، وذلك لتوصيل قضيتنا التي لم يستطع الإخوة في المحافظة والمجلس المحلي توصيلها، لهذا لابد من أن يكون لنا مثقفونا ومحامونا لإيصال قضيتنا، حيث قمنا بعمل الجداول الداخلية، وكذا الأهداف وتم هذا في النقابة العامة في صنعاء وهذه اللجنة التحضيرية تشكلت ضمن قوانين الأحزاب، ويتكون هذا الحزب من (75) عضواً وهذا كبداية أولية ليثبت عامل النظافة بأنه إنسان ومن حقه أن ينال كافة حقوقه، رغم أننا قد رفعنا مذكرة تظلم إلى الأخ رئيس الوزراء والمعايير التي وضعوها نحن كعمال نظافة نرفضها، فإذا لم تستجب الحكومة لمطالبنا الشرعية في التثبيت سنقوم بالإضراب الشامل في جميع المحافظات، حتى يتم النظر لقضيتنا بمصداقية. الراتب لا يفي بالغرض خميسة عمر عيسى فيما قالت الأخت/ خميسة عمر عيسى متعاقدة منذ (18) سنة وهي متزوجة ولديها من الأبناء (11) وتسكن بسكن إيجار: إن الراتب بسيط ولا يفي بالغرض كما سمع ويعرف الجميع من خلال تواجدكم معنا في المؤتمر الخاص بالنظافة بأنه (35) ألف ريال، لكن الذي نستلمه غير هذا المبلغ، علماً بأنني في هذا الشهر تسلمت (24) ألف ريال فقط وإذا طالبنا ببقية المبلغ يقولون لنا أذهبوا إلى مكتب المحافظة وهناك يتم منعنا من الدخول، بالإضافة إلى أنهم وعدونا بأن يسلمونا أراضي وقاموا بأخذ ملف من كل عامل متعاقد، وكذا الكشوفات، كما قاموا بقطع مبلغ حق أربعة أشهر علينا وإلى الآن لم نر منهم أي شيء وراتبي لا يكفي لا للإيجار ولا حتى مصاريف ومتطلبات الحياة اليومية. وأضافت: في حالة مرض أو إصابة أي عامل نذهب إلى المستشفى على نفقتنا الخاصة وأما بخصوص التثبيت فنحن نعاني من التمييز، حيث تم تثبيت بعض العمال الذين أتوا من بعدنا وسنوات خدمتهم أقل تصل إلى سنتين فقط، ولكن بسبب الوساطة التي تلعب دوراً كبيراً في بعض الأمور والمحسوبية يتم تقديمهم علينا وإعطاؤهم الأولوية بعملية التثبيت. تعالت الأصوات باسل إسماعيل حسن أما الأخ/ باسل إسماعيل حسن فقال: أعمل في هذا المجال كعامل نظافة في القمامة من (10) سنوات بنظام التعاقد وإلى الآن وبعدما تعالت الأصوات منادية بالتثبيت ودخولنا في دوامة النقابة والغرض من دخولنا فيهال هو أنها تأكل وترتشي مقابل السكوت عن الحق، وعندما مرت البلاد بأزمة سياسية كانت بالنسبة لنا فرصة لا تعوض من أجل المطالبة بإكرامية رمضان للعام 2012م والإخوة في المحافظة وعدونا بأن نتحصل على حقنا مقابل سكوتنا طبعاً رفضنا هذا الأمر، ودفعنا ثمن هذا الرفض عندما داهم الأمن المركزي منازلنا في 20 رمضان، وألقى القبض علينا وسجننا لمدة ولم يسأل عنا أحد سواء من النقابة أم غيرها حتى جاء قرار رئيس الجمهورية بالإفراج عن أي شخص ليس لديه أي قضية وبعدها تم الإفراج عنا. فيما يخص التثبيت لم تتم العملية إلى وقتنا هذا، نتيجة التلاعب من قبل الإخوة في صندوق النظافة وكذا النقابة، علماً بأنني استندت مبلغاً وقدره (50) ألف ريال من أحد الأصدقاء لكي أعرف سبب عدم اكتمال عملية التثبيت، وما هي الحقيقة وراء رفض تثبيتنا؟ وأثناء تواجدي في صنعاء اكتشفت أن القرار الإداري الذي معنا كان حبراً على الورق لا تتم به إجراءات التثبيت بل إنه قرار مزيف. موقف غير مشجع ومن جانبه قال الأخ جميل وهب الله وهو أيضاً يعمل بنظام التعاقد: نتمنى أن ينصفونا بتطبيق ما خرج به المؤتمر من قرارات إيجابية أهمها تثبيت عمال النظافة بشكل عام، وبالنسبة لموقف المسؤولين باللجنة التحضيرية في اليوم الأول لانعقاد المؤتمر فقد كان غير مشجع علماً بأن القرارات تأتي مركزية حيث إن محافظ عدن لا يقدر على استكمال إجراءات تثبيت عمال النظافة رغم أننا نبذل جهداً كبيراً في تنظيف المدينة كما أننا نعمل بشكل يومي، أليس من حقنا أن نتحصل على حياة أفضل مما نحن عليها. عدنا إلى المربع الأول وأضاف قائلاُ: عند سفرنا إلى صنعاء اجتمعنا مع الأخ/ نبيل شمسان وزير الخدمة المدنية الذي قال إنه سيعقد اجتماعاً مع مجلس النواب وبعده سيتم الإعلان عن تثبيت كافة عمال النظافة ولكن للأسف عدنا إلى المربع الأول وهو تثبيت (1700) عامل في محافظة عدن، ورغم نزول لجنة فنية من صنعاء فلم تنزل اللجنة في عدن فلماذا؟ علماً بأن عمال النظافة في عدن عددهم (3000) عامل، ورغم هذا العدد لم نستطع أن نغطي كل المديريات، لأن المدينة تتوسع وبالتالي تتكاثر القمامة والمخلفات فيها فإذا كانت لديهم الرغبة والنية بأن نعمل فعليهم تثبيت العمال لكي نستطيع أن نتخاطب معهم. وأكد بقوله: آمالنا كبيرة خاصة بعد خروج المؤتمر بقرارات إيجابية لصالح عمال النظافة أن يعملوا على تثبيتنا أما إذا تم السكوت عن ذلك فستقوم النقابة بإصدار بيان عن بدء عمال النظافة بالإضراب الشامل في جميع محافظات الجمهورية. نتعرض للجروح والأمراض ويقول الأخ/ عبدالله دلحم متعاقد في البلدية: أتمنى أن يتم تثبيتنا لأننا أكثر الناس معاناة من صعوبة الحياة المعيشية، وكذا من مشقة العمل، حيث نتنقل من شارع إلى آخر، كما نقوم بحمل القمامة والمخلفات الصادرة من المنازل والمطاعم والمجمعات الصحية والفنادق وكذلك المرمية على حافة الشوارع ونقوم بتجميعها ونقلها إلى الأماكن الخاصة بها وأيضاً نرفعها على سيارات الجمع المباشر وخلال قيامنا بهذا نتعرض لكثير من الجروح والأمراض التي تنتقل إلينا عبرها. وأضاف خلال حديثه معنا: عندما نذهب إلى المستشفى لغرض العلاج لا يتم توفير العلاج لنا بل يقوم المستشفى بإعطائنا ورقة صافية وهذا يتم بالاتفاق مع الإخوة المسؤولين عنا، حيث يتم رفض علاجنا على حسابهم، بل نحن من نتحمل نفقات العلاج وكذا العمليات إذا طلب منا القيام بعملية، وعندما نطالب الإخوة المسؤولين عنا بأن يساعدونا بصرف العلاج أو تقديم المساعدة يقولون (نحن غير مسؤولين). وبالنسبة للموقف الذي حدث في أول يوم لانعقاد المؤتمر فإنه لا يعطينا أي أمل وفي حالة عدم خروج المؤتمر بقرار يخدم عامل النظافة سيتم الإضراب الشامل في جميع المحافظات ابتداءً من 17/1/2013م. نحن بحاجة إلى التثبيت الجماعي علماً بأننا نعاني من هذه المشكلة منذ سنوات طويلة ونحن نعيش في نفس المصير من غير تنفيذ أي خطوات إيجابية بل يقطعون لنا وعوداً كذابة ويعطوننا أوراقاً جميعها لا تفيدنا في عملنا حتى في صرف أراض لنا أخذوا ملفات وكشوفات وإلى الآن لم نتسلم أي قطعة أرض. نعاني من العذاب امينة سعيد وشاطرتهم القول الأخت/ أمنية سعيد بن سعيد متعاقدة في البلدية منذ (14) عاماً وهي متزوجة ولديها (8) أطفال: آمل أن تنفذ مخرجات المؤتمر بجدية وصرامة حول قضية التثبيت هذا من أجل أن نضمن مستقبل أطفالنا من بعد ما نفارق الحياة وأيضاً نضمن جميع مستحقاتنا من إجازات وعلاج مجاني يكون على حساب عملنا في البلدية وغيرها من المستحقات لأن ظروف عامل النظافة صعبة جداً، ورغم هذه الظروف نبذل كل ما نستطيع بكل ما أوتينا من قوة وهذا من أجل تحسين وضعنا المعيشي. وأضافت أن عامل النظافة يعاني من العذاب كل يوم يمر عليه نتيجة الحياة الصعبة التي نعانيها جميعاً، واليوم انتهت أعمال المؤتمر سنرى ماذا ستتخذ من إجراءات تنفيذية لعامل النظافة هل سيتم تثبيت كافة المتعاقدين أم أن الوعود كلها كاذبة وأحب أن أقول لجميع الجهات المعنية وصندوق النظافة ولا أنسى الخدمة المدنية كفانا كذباً نحن نريد (من الآخر) لكي نستطيع تأمين حياة أطفالنا.
