امتلأت أمس ميادين السويس وبورسعيد والإسماعيلية بمئات الآلاف من المواطنين والمواطنات في تمام الساعة التاسعة مساء وهو الموعد الذي أعلن فيه الرئيس المصري محمد مرسي فرض منع التجول في مدن القناة. وأصدرت حركة شباب بورسعيد بياناً قالت فيه :» إن مئات الآلاف من أبناء بور سعيد الذين احتشدوا في ميدان 23 يوليو، لن يتراجعوا عن إصرارهم على حماية قناة السويس ومدن القناة من مخطط بيعها الذي يسعى حكم المرشد إلى تنفيذه انتقاماً من التاريخ الوطني لهذه المدن في الدفاع عن ثورة 23 يوليو ومنجزاتها العظيمة. كما اصدر شباب السويس بياناً مماثلاً هاجموا فيه الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين ووزير الداخلية ومديري الأمن في مدن القناة، وقالوا إن خروجهم في هذا الوقت الذي اختاره الرئيس المصري لفرض حظر التجوال إنما يشكل رسالة لحكم المرشد بان أهل السويس لن يخضعوا ولن يسلموا مصير البلاد لهذه الجماعة التي تريد فرض الديكتاتورية والانتقام من تاريخ شعب مصر العظيم. وفي هذا السياق نظم التيار الشعبي وحركة (6) أبريل مظاهرات حاشدة في الاسكندرية ومحافظة البحيرة يوم أمس رفعت شعارات تطالب بسقوط حكم المرشد. وفي القاهرة أشعل المتظاهرون النيران في سيارتين مصفحتين تابعتين لقوات الأمن المركزي إحداهما كانت تشتبك معهم في محيط كوبري قصر النيل، أمام فندق سميراميس بكورنيش النيل، وقام المتظاهرون بتحطيمها وإشعال النيران فيها من الداخل. أما الأخرى فقد تم اختطافها أمام سور السفارة البريطانية في الشارع الجانبي. التيار الشعبي وحركة (6) أبريل ينظمان مسيرة حاشدة تطالب بإسقاط حكم المرشد في البحيرة مساء أمس بينما أكد البعض منهم أنه تم احتجاز ضابط الأمن المركزى المختطف فى إحدى العمارات المجاورة للسفارة. فيما تستمر حالة الكر والفر بين الأمن والمتظاهرين، وتقوم قوات الأمن بإلقاء العديد من قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين. وأفاد شهود عيان أن المتظاهرين قاموا بالتصدي لقوات الأمن بالمئات بعد انضمام مسيرة الألتراس لهم، حيث أعلن عدد من ضباط الأمن أنهم لن يقوموا بالضرب على المتظاهرين، وذلك بعدما استشعروا خطر كثرة أعداد المتظاهرين على حد قوله. جماهير بورسعد تتحدى منع التجول في ميدان (23) يوليو وفي الإطار جانب من المتظاهرين يرفعون صورة الزعيم جمال عبدالناصر مساء أمس. وقام الأمن بالتراجع إلى الخلف تاركا إحدى السيارات المدرعة، والتي تم إشعال النار بها، ولم يتبق بها إلا السائق، فى حين قام المتظاهرون بإجباره على مغادرتها، وقاموا بنقلها إلى ميدان التحرير، وقام بعض المتظاهرين بإشعال الشماريخ احتفالا بتراجع الأمن والاستيلاء على المدرعة، واعتلى بعض المتظاهرين المتواجدين بالميدان السيارة، ثم أسرعوا بالنزول من فوقها مرة أخرى لاشتعالها. وتجمع المتظاهرون بكثافة حول السيارة، فيما انسحبت قوات الأمن المركزي من المكان وتراجعت إلى الخلف عشرات الأمتار. من جهة أخرى، وصلت مسيرة السيدة زينب إلى ميدان التحرير وهي تضم الآلاف من المتظاهرين للمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى «جمعة الغضب»التي توافق 28 يناير 2011. وكان المئات من المتظاهرين المشاركين في مسيرة السيدة زينب قد نجحوا في إيقاف الاشتباكات الدائرة بشارع قصر النيل منذ أيام فور وصولهم موقع الاشتباكات. وفتحت قوات الأمن الطريق أمام المسيرة، وأوقفت إطلاق القنابل المسيلة للدموع، وهتف المتظاهرون «سلمية سلمية»، «الشعب يريد إسقاط النظام»، «ارحل ارحل». في سياق متصل أصيب 7 أشخاص في تجدد الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، بمحيط قسم العرب ببورسعيد، مساء أمس الاثنين، إثر التعامل معهم بالأسلحة الآلية والخفيفة، حيث ظهرت مصفحة تابعة لقوات الشرطة تجوب محيط القسم وأطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين الذين احتموا خلف المنازل، وتم نقل 3 من المصابين إلى مستشفى بورسعيد العام، و2 إلى المستشفى العسكري، و2 بمستشفى آل سليمان. ومن المقرر أن تشهد محافظة بورسعيد تنظيم مظاهرتين، في التاسعة من مساء أمس الإثنين، تحديًا لقرار حظر التجول الصادر من رئيس الجمهورية، الرئيس محمد مرسي. وكانت اشتباكات نشبت، مساء أمس الإثنين، بين محتجين وقوات الأمن بمحيط قسم شرطة العرب ببورسعيد. وأشعل المحتجون النار في إطارات سيارات بتقاطع شارعي «المنيا، وسعد زغلول»، وتجمع المئات حول القسم واشتبكوا مع قوات الأمن، وسط دوي طلقات الرصاص. وكانت محافظة بورسعيد استقبلت أمس 3 جثامين من الإسماعيلية، كان أصحابها يتلقون العلاج بمستشفياتها، ولقوا حتفهم متأثرين بجراحهم التى أصيبوا بها خلال الأحداث الأخيرة الدامية التى شهدتها مدينة بورسعيد عقب قرار محكمة جنايات بورسعيد إحالة 21 متهما فى القضية المعروفة إعلاميا باسم «مذبحة بورسعيد» إلى فضيلة مفتى الديار المصرية، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 40 شخصا، فيما تجاوز عدد المصابين الألف مصاب. ويشهد الشارع البورسعيدى حاليا حالة غليان وغضب واحتقان غير مسبوقة، تتخللها مسيرات غاضبة تؤدى إلى وقوع مناوشات بين عناصر الشرطة والمتظاهرين الذين يقومون بإشعال النيران فى إطارات السيارات، واستخدام زجاجات المولوتوف فى مهاجمة قوات الأمن. في غضون ذلك قطع المتظاهرون سكك حديد سيدى جابر وترام الإسكندرية وشارع المشير، حيث اصطف المتظاهرون على قضبان السكة الحديد بمحطة سيدى جابر لمنع القطارات من المرور، وكذلك قضبان ترام سيدى جابر المقابل للمحطة، كما قام المتظاهرون بقطع طريق أبو قير وشارع المشير. جاء ذلك عقب وصول المسيرة الحاشدة التي انطلقت من أمام مسجد القائد إبراهيم إلى ميدان سيدى جابر (المحطة)، فى إطار إحياء ذكرى جمعة الغضب 28 يناير، والاحتجاج على خطاب الرئيس أمس الاول وإعلان التضامن مع مدن القناة فى رفض قرارات فرض حظر التجوال وإعلان حالة الطوارئ بها. وهتف المتظاهرون هتافات ضد الإخوان المسلمين، وطالبوا برحيل الرئيس محمد مرسى وسقوط الدستور. من جهة أخرى، اقتربت مسيرة شرق الإسكندرية التى انطلقت من منطقة فيكتوريا إلى سيدى جابر من الوصول لتنضم إلى مسيرة القائد إبراهيم وبدء فعاليات 28 يناير.