ليس البكاء على الموتى بالمهمة السهلة لذا يستأجر العديد من الناس النادبة ليو-جون لين لأداء هذه المهمة أثناء مراسيم تشييع أناس لم تعرف عنهم شيئا على الإطلاق. وتعتبر ليو أشهر نادبات تايوان، اذ تحترف مهنة ندب الموتى بغية الحصول على سبل الرزق التي تكفل لها الحياة على الرغم من كونها مهنة مثار جدل لأنها تمثل الاتجار بالحزن والتكسب منه. ولكن امتهان النواح له تاريخ طويل في تايوان، إذ تقول التقاليد السائدة في البلاد أن المتوفى يحتاج إلى البكاء بصوت عال بغية العبور بيسر إلى العالم الآخر. وتقول ليو "عندما يتوفى احد الأحباء، يبكي محبوه كثيرا حتى تحين لحظة مراسيم التشييع، فتعجز العيون عن البكاء". هنا يأتي دور ليو التي تساعد في تحفيز عملية البكاء بنبرة صوت حادة وحزينة. وتضيف ليو انه قديما كانت البنات يتركن مدنهن في سبيل العمل في مدن أخرى، ومع محدودية وسائل المواصلات، كان يصعب عليهن العودة الى مدنهن حال وفاة قريب لهن للمشاركة في تشييعه، لذا كانت تعمد الأسرة إلى استئجار ما يطلق عليه "ابنة فرعية" (بديلة) تشارك الأسرة خلال مراسيم الحداد.