عاديعقدت صباح أمس جلسة مباحثات مهمة بين المبعوث الدولي جمال بنعمر والقيادات الجنوبية في الخارج في حين انسحب ممثلو القيادي الجنوبي علي سالم البيض من الاجتماع بعد أن سلموا رسالة بمطالبهم . وعقدت جلسة المباحثات أمس في دبي بحضور 17 قياديا جنوبيا يتقدمهم الرئيسان السابقان علي ناصر والعطاس بالاضافة الى عبدالرحمن الجفري ومحسن بن فريد وقيادات جنوبية أخرى في ظل غياب ممثلي البيض وقيادات الحراك في الداخل . وفي الجلسة الافتتاحية تحدث المبعوث الدولي جمال بنعمر مستغربا مما نشرته وسائل إعلام يمنية أنه مع الفيدرالية ، قائلا : «نحن في الاممالمتحدة مع الحوار ولا ندعو لأي خيار يخص اليمنيين الذين سيقررون مستقبلهم والشعب في الجنوب يقرر مصيره بنفسه ولكن عبر الحوار ». وأضاف بنعمر : «الجنوب في السابق عانى الكثير من المشاكل وعلى الجميع تحمل المسؤولية للوصول الى الحل الذي يقرره الشعب». وشدد بنعمر على ضرورة أن ينبذ الجميع العنف ويشاركوا في الحوار . وبعد كلمة المبعوث الأممي تحدث الرئيس السابق علي ناصر محمد بكلمة قال فيها : « كنا نأمل أن يشاركنا الأخ علي سالم البيض وكل الفرقاء الجنوبيين للتشاور فيما يخص قضية شعبنا الجنوبي حاضره ومستقبله وتلبية لنداء الجماهير التي خرجت في ذكرى التصالح والتسامح في 13 يناير المنصرم، لنخرج بالتوافق على رؤية موحدة خلاصتها الأولى والاخيرة هي تحقيق الخير لشعبنا ووطننا وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة لكي تنعم بالأمن والسلام ولوطننا التقدم والارتقاء اسوة بباقي دول العالم وأضاف علي ناصر: " إن حل القضية الجنوبية لم يعد حاجة وطنية بل ضرورة إقليمية دولية وعليه يجب أن تدرك كافة الأطراف أن هذا الحل لن يرى النور دون استشعار أهمية الحوار الجنوبي الجنوبي ومن ثم الحوار مع الأطراف المعنية وأن تتم هاتان العمليتان على أساسين : هما أن الجنوب ليس حزباً بل شعب ووطن ، وأن تقرير مصير الجنوب لن يمر إلا بالجنوبيين المؤمنين بعدالة قضيتهم وبتعاون الأشقاء والأصدقاء . كما تحدث بعده الرئيس الاسبق المهندس حيدر ابو بكر العطاس أول رئيس وزراء لدولة الوحدة قائلا : « نحن لا نريد صدقات من اخواننا في الشمال بتعاطفهم مع القضية الجنوبية، كان الاخوة في الشمال يطاردوننا من عاصمة الى عاصمة ليقيموا اتفاقيات معنا ، بل انهم وقعوا بخط ايديهم على وثيقة تقر بالفيدرالية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره في 13 – 6 – 2010م وكان بين الموقعين احزاب اللقاء المشترك ومن بينهم الاصلاح وكذلك الاستاذ محمد سالم باسندوه رئيس الوزراء الحالي .. وبعد الثورة عام 2011 مع الاسف لم نجد لا من السلطة الحالية او احزاب اللقاء المشترك او الاخوة في الشمال أي مبادرة تجاه قضيتنا الجنوبية العادلة ، سوى اعادة انتاج الحديث الممجوج والعمومي عن حكم محلي واسع الصلاحيات والذي كان أقصى ما لدى النظام السابق في تعامله مع القضية الجنوبية . بعدها تحدث عبد الرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) بمداخلة قال فيها : « هناك قضية في غاية الخطورة ونعتقد ان عامل الوقت اكبر العوامل خطورة ، وقال نحن السياسيين ندرك ان العمل السياسي هو الاساس وما سواه خراب وانا لا اريد الخراب لوطني وشعبي هو المتتضرر، ولكن علينا ان ندرك ان شعبنا مقهور .. والمقهور لا يمكن ضبطه . وتحدث الجفري باستفاضة عن قضية المعتقلين الجنوبيين وخاطب بنعمر قائلا : « تصور يا استاذ جمال هناك شباب جنوبيون معتقلون في زنازين خاصة بالمجانين رغم انه قد صدرت الاوامر بالافراج عنهم، كيف شعورك لو كان ابنك او ابنتي محل ذاك الشاب » . وتحدث مستشار رئيس الجمهورية وعضو مجلس الرئاسة السابق سالم صالح محمد بكلمة قال فيها : «اليوم انا اجزم أن كل الجنوبيين سواء من كان موجودا بيننا ام في الجنوب سيقول لك أن الظلم واقع على الشعب في الجنوب، هؤلاء الذين امامك كانوا قيادات لم يبق لهم لا منزل ولا ارض في الجنوب » . وقد تسلم الحاضرون رسالة من الاخ علي سالم البيض قام بتسليمها موفداه الى دبي د. محمد علي السقاف والخضر الجعري جاء فيها : « بما اننا أمام قضية معقدة لا تقبل أنصاف الحلول، فإن مجلس الأمن أصبح مدعواً أكثر من أي وقت مضى للشروع في تحديد نقطة الإنطلاق للخروج بحلول ناجعة للأزمة».