قال بيان صادر عن الاجتماع الخاص لقيادات الجنوب الذي عقد في دبي أمس السبت بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد جمال بنعمر :" اتفقنا على أن حل القضية الجنوبية يجب أن يكون عبر الحوار فقط وأنه ليس هنالك من بديل عن الحوار لتسوية هذه القضية سلميا. وأكد البيان الذي حصلت "اليمن اليوم" على نسخة منه أن لا يمكن للقضية الجنوبية أن تحل بشكل مناسب إلا في إطار سلمي. ونحن نشيد بروح العمل السلمي التي يتبناها الحراك الجنوبي ونشدد على ضرورة التمسك بهذا الخيار ومقاومة كل محاولات الانجرار نحو العنف حتى في ظل الاستفزازات. وكان من أبرز المشاركين الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس،وسالم صالح محمد، وصالح عبيد أحمد، وعبد الرحمن الجفري، والسلطان عبدالله عيسى بن عفرير، ومحسن بن فريد العولقي، وصالح بن عليان المهري، وجابر محمد، وعلي عمر كفاين، وجهاد عباس، والشيخ عبد العزيز المفلحي، وعلوي الجفري، وعبد الحافظ الصلاحي، ومساعد محمد محسن. وفي كلمته قال جمال بن عمر: إن الجنوب في السابق عانى الكثير من المشاكل والصراعات وعلى الجميع تحمل المسؤولية للوصول إلى الحل الذي يقرره الشعب، نافياً الشائعات التي ترددت حول تبني الأممالمتحدة لمشروع الفيدرالية لحل القضية الجنوبية. وأضاف: تناقل البعض أنني مع الفيدرالية، وأنا من هنا أقول لكم نحن في الأممالمتحدة مع الحوار، ولا ندعو لأي خيار واليمنيون هم من يقررون مستقبلهم والشعب في الجنوب هو من يقرر مصيره بنفسه ولكن عبر الحوار.
علي ناصر يتمنى البيض جلسات اللقاء الصباحية والمسائية التي قاطعها الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض، والذي اكتفى بإرسال مندوب لتسليم المبعوث الأممي رسالة تتضمن موقفه ومقترحاته لمعالجة القضية الجنوبية، فيما تعذر وصول القيادات والشخصيات الجنوبية التي كان من المقرر حضورها من الداخل بسبب تأخر استكمال إجراءات الفيز والتأشيرات الخاصة بالسفر ، شهدت نقاشات ومداولات ساخنة بين جميع المشاركين في اللقاء، حيث ألقى الرئيس علي ناصر محمد كلمة تمنى في مستهلها لو أن معظم قيادات الحراك الجنوبي في الداخل والخارج وفي مقدمتهم البيض معهم في هذا اللقاء، ونوه إلى أن هناك احتقاناً سياسياً وأشار إلى أنه في عام 1990 كانت نسبة الجنوبيين الذين مع الوحدة بحدود 95 % أما اليوم فإن العدد الذي يطالب بالانفصال قد ارتفع إلى 96 % وذلك نتيجة السياسات الخاطئة والظلم اللاحق بالشعب في الجنوب . وأشار ناصر إلى أن هناك مزايدات من قبل البعض لكسب الشارع، ولكن هذا مع الأسف يدفع للفوضى ويخلق الانقسام في صفوف الحراك الجنوبي، أما بالنسبة للشمال فقال إن البعض عينهم على الثروة وليس على الوحدة.
وأكد ناصر في كلمته أن على الجميع أن يدركوا أن توقف جهود إشراك الجميع في الحوار الوطني لن يكون في مصلحة هذا الحوار الذي لطالما أكدنا أنه الوسيلة المثلى لحل المشاكل وفك عقد الأزمات فيما لو اتخذ مساراته الحقيقية وتوفرت شروطه وآلياته بحسب موضوعاته وتساوت أطرافه وعُزِلت عنه مصادر ومراكز القوة والنفوذ وكان جاداً وعادلاً ومنصفاً لا يستقوي فيه طرف على طرف بل يمضي في جو من الندية والإيمان بحق الآخر في التعبير عن قضيته بالطريقة التي يراها مناسبة حتى التوصل إلى قواسم مشتركة). وإذ دعا إلى نبذ العنف وعدم الانجرار إليه قال ناصر "إن حل القضية الجنوبية لم يعد حاجة وطنية بل ضرورة إقليمية دولية وعليه يجب أن تدرك كافة الأطراف أن هذا الحل لن يرى النور دون استشعار أهمية الحوار الجنوبي الجنوبي ومن ثم الحوار مع الأطراف المعنية وأن تتم هاتان العمليتان على أساسين: هما أن الجنوب ليس حزباً بل شعب ووطن، وأن تقرير مصير الجنوب لن يمر إلا بالجنوبيين المؤمنين بعدالة قضيتهم وبتعاون الأشقاء والأصدقاء ... كما لا يجب على أحد أن ينسى بأننا نعيش جميعاً في محيط واحد تؤثر كل طقوسه على كل قاطنيه) ...
الجفري: المقهور لا يمكن ضبطه رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) الأستاذ عبدالرحمن الجفري، في كلمته عن أهمية عقد لقاءات مستقبلية تشمل كافة الأطراف السياسية، نوه إلى لقاء الفيصلية الذي جمعهم في الرياض مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد عبد اللطيف الزياني وقال: (خرجنا برؤية وافق عليها الجميع من الأطياف السياسية الجنوبية وشدد على أن الجميع كان متوافقاً معها من كافة الطيف السياسي). وحذر الجفري من الانفلات الأمني وقال : (هناك قضية في غاية الخطورة ونعتقد أن عامل الوقت أكبر العوامل خطورة)، في إشارة إلى المماطلة الأممية أو الإقليمية أو المحلية في حل القضية الجنوبية)، وقال نحن السياسيون ندرك أن العمل السياسي هو الأساس وما سواه خراب، وأنا لا أريد الخراب لوطني وشعبي هو المتضرر، ولكن علينا أن ندرك أن شعبنا مقهور ..... والمقهور لا يمكن ضبطه) . وفي ما يخص المعتقلين الجنوبيين، توجه الجفري إلى جمال بنعمر وقال له : تصور يا أستاذ جمال هناك شباب جنوبيون معتقلون مع مجانيين، ورغم أنه قد صدرت الأوامر بالإفراج عنهم، كيف شعورك لو كان ابنك أو ابني، وقال : يجب وقف آلة القتل ... وإلا .. لا نعرف ما هي النتيجة.
وأشار إلى أنه في هذا الأسبوع (الحالي) وزعت أموال وأسلحة إلى الشباب في الجنوب وتوارى من وزعها عن النظر، ونحن نعرف أن أطرافاً في السلطة هم وراء ذلك.
* العطاس: المشترك وقع - الرئيس حيدر أبوبكر العطاس قال في كلمته: الجنوب كان دولة ذات سيادة فكما هو الحق له بالدخول في الوحدة له الحق في الخروج منها، وتساءل أيضاً: هل يعاقب الشعب في الجنوب بسبب النظام القائم في ذلك الحين أو بسبب الحزب الحاكم أو بسبب سياسات الدولة (في إشارة إلى الحزب الاشتراكي). وأردف العطاس بالقول : "نحن لا نريد صدقات من إخواننا في الشمال بتعاطفهم مع القضية الجنوبية، كان الإخوة في الشمال يطاردوننا من عاصمة إلى عاصمة ليقيموا اتفاقيات معنا، لا بل إنهم وقعوا بخط أيديهم على وثيقة تقر بالفيدرالية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره في 13 – 6 – 2010م". (وهي التي انقلبوا عليها بعد شهر عندما وقعوا مع علي عبدالله صالح يوم 17 – 7 – 2010 ) الموقعون أحزاب اللقاء المشترك ومن بينهم الإصلاح، وكذلك محمد سالم باسندوة، رئيس الوزراء الحالي، والآن مع الأسف أننا لم نجد لا من السلطة الحالية أو أحزاب اللقاء المشترك أو الإخوة في الشمال أي مبادرة تجاه قضيتنا الجنوبية العادلة، وفي لقاءاتنا مع الخليجيين قلنا لهم إن المبادرة أتت لحل الخلاف بين علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر. *سالم صالح - سالم صالح محمد، من جهته قال في كلمته: "لقد كنت أنا والأخ حيدر العطاس، والأخ صالح عبيد المتواجدين حالياً هنا من الموقعين على الوحدة عام 1990م، وأنا من جهتي أقول إنني وقعت عليها بحماس، ونترك الموضوع لذمة التاريخ، اليوم أنا أجزم أن كل الجنوبيين من الأخ عبد ربه منصور هادي إلى أي جنوبي، سواء كان بيننا أم في الجنوب، سيقولون لك أن الظلم واقع على الشعب في الجنوب، هؤلاء الذين أمامك -مخاطباً بنعمر- كانوا قيادات، لم يبق لهم لا منازل ولا أرض في الجنوب، ونحن لدينا دعوات إلى الحوار الوطني، ولكن لن نحضر لأنه لم تتخذ السلطة أي خطوة جادة تجاه الجنوب سواء التي ذكرها الإخوة أو النقاط العشرين، ونحن مع الحراك السلمي الديمقراطي وندين العنف". وختم الأخ سالم صالح مداخلته متوجهاً بحديثه إلى جمال بنعمر : الجوع كافر ... القتل يومياً في بيوتنا ومنازلنا ... لقد دمروا جيلاً كاملاً فلا تدريس ولا تنمية ) . وعلمت "اليمن اليوم" من مصادر قيادية في الحراك بأن جميع القيادات الجنوبية المشاركة قد أجمعت في نهاية اللقاء على عدم القبول للدخول في الحوار الوطني المزمع انعقاده في 18 مارس الجاري، مؤكدين قبول الحوار كمبدأ أخلاقي بين الشمال والجنوب وتحت إشراف دولي، كما اتفق جميع الحاضرين في الاجتماع على أن سقف مطالب الشعب الجنوبي هو التحرير والاستقلال ولا يقدر أحد على تجاوز مطلب الشعب الجنوبي (حد وصفهم).