سعيدة هي مدينة و بلدية جزائرية و عاصمة ولاية سعيدة، تقع في جنوب الأطلس في منطقة ذات أهمية. تأسست المدينة كمعسكر فرنسي عام 1854م، من بين النشاطات الرئيسية في المدينة الصناعة الجلدية، وإنتاج المياه المعدنية و الزراعة. وحسب الروايات كانت تحمل الاسم الأمازيغي " تيرسيف"، كما حملت اسم زوجة عبد الله بن رابي عم مهدي العبد وهو الخليفة الذي حكم المنطقة في القرن 09م، كما سميت "حاز سعيدة" ويعود للمياه المعدنية الساخنة لسيدي عيسى وذلك في عهد الفاطميين، كما سميت العقبان لوجودها في وسط الهضاب العليا ولانتشار طائر العقاب بها، أيضا سماها الأمير عبد القادر سعيدة نظرا لما حققه بها من قوة وهو الاسم الذي بقيت عليه حتى اليوم. ووجدت منذ عصور ما قبل التاريخ ويشهد على ذلك محطات عديدة مثل المغارات، المخابئ والرسوم الحجرية مثل تلك الموجودة بمنطقة تيفريت. أقام بها الإنسان منذ أكثر من 15 ألف سنة وقد كان يعيش تحت الصخور وفي المغارات كمغارة "الإنسان" التي توجد بالضفة الشمالية لمصب واد سعيدة، حيث تم اكتشافها عام 1891، وحسب الدراسات فإن هذه المغارة تعود إلى العصر الحجري الوسيط، كما يوجد بمنطقة تيفريت 30كم شرق سعيدة مغارة أخرى تعود إلى العصر الحجري الحديث وحسب ابن خلدون يعتبر البرابرة أول سكان سعيدة. مرت على سعيدة العديد من الحضارات منذ عصور ما قبل الميلاد، حيث في القرن 03م، كانت تحت سيطرة الملك النوميدي "ماسينيسا"، وقد كانت في عصره منطقة زراعية قوية، ثم وقعت تحت سيطرة الاحتلال الروماني عام 40م، أما عام 429م فقد احتلها الو ندال. في القرن 07م ترسخت المسيحية في المنطقة مع "الجدارين الفر نديين" - معنى جدارين هم المدافعون عن الله- وهم البرابرة المسيحيون. في القرن 08م، صارت مدينة سعيدة مسلمة بمجيء "بني هلال" الذين اندمجوا في مملكة "تيهرت" (704م- 858م) وقد عرفت في الفترة تطوراً وحضارة مميزين في جميع الميادين بينما سيطر الفاطميون على المنطقة في القرن 10م في عهد الخليفة الفاطمي المنتصر(1094-1036) ، أما في القرن 12م في سيطر عليها المرابطون ثم الموحدون الذين استقروا في سعيدة عام 1147. عام 1269 جاء الزيانيون وبقوا إلى غاية 1550 وهو تاريخ الفتح العثماني، ككل المدن الجزائرية وقعت سعيدة تحت الحكم العثماني وضمت إلى معسكر بايلك (1791-1701) تحت حكم الأغا.