قال الدكتور صالح على باصرة عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن مؤتمر الحوار لم يبدأ بعد وان ما يجري حاليا هي مرحلة خطابات يوجهها كل طرف سياسي أو فئوي لجماهيره وأنصاره وخاصة أن هناك بثاً تلفزيونياًُ . وأضاف في تصريح خاص أدلى به لصحيفة ( 14أكتوبر) من داخل أروقة مؤتمر الحوار الوطني يوم أمس ان البعض يعتقد أن المؤتمر منبر للخطابة على طريق الدعاية الانتخابية ، معتبرا أن ما يجري هذه الأيام في مؤتمر الحوار هو عبارة عن تنفيس للشحنات ما قبل الحوار الفعلي. وقال انه يبدو أن من نظم المؤتمر وأعد له سواء اللجنة الفنية أو الخبراء الدوليين قد أرادوا أن ينفس الناس عن أنفسهم ، وأن يطرح كل شخص قضاياه ومشاكله. وأوضح أن الحوار الفعلي سيبدأ عندما تبدأ مجموعات العمل ، وما يتم الآن هو تنفيس لما بداخل الناس لأننا اتفقنا على أسبوعين ليتكلم الناس ويعبروا عما بداخلهم. و كلهم طرحوا أعلى السقوف لكن أثناء الحوار أو حتى ما تم بمفاوضات فإن من له سقف عال لابد أن ينزل ومن له سقف منخفض لابد أن يرتفع لان نتائج الحوار دائما هي الوسط . وقال أن إعطاء الناس فرصة للتنفيس هو جزء من حل المشكلة حتى لو لم تحل وهذه ميزة.. مشيرا إلى انه لم يكن باستطاعة احد أن يتكلم بهذا الشكل ، مؤكدا وجود أناس يتكلمون ويقدمون آراء سديدة يمكن الاستفادة منها وخاصة أن بعضهم يتكلم عن خبرة وليس عن تنفيس . وتابع باصرة أن بقاء الشارع رافعا لسقفه ومطالبا بالحل العادل للقضية الجنوبية هو شيء جيد لأنه علينا أن نعمل على مسارين: الشارع يضغط وأطراف سياسية تتحاور. متمنيا مشاركة بقية مكونات الحراك في مؤتمر الحوار الوطني .. مفصحا عن ترتيبات لعقد لقاءات قريبا في أكثر من دولة لتمكين اكبر عدد من مكونات الحراك من المشاركة في مؤتمر الحوار. وقال: دائما السياسة طرف يرفض وطرف يحاور والطرف الذي يحاور إذا وصل إلى ما هو مقبول ومعقول فذلك شيء جيد واهم شيء أن لا نتعامل باتهامات الخيانة وان لا نخون بعضنا البعض. مطالبا الجميع في الحراك سواء من كان في قائمة الرئيس أو قائمة المؤتمر الشعبي أو من قائمة الملتقيات أو من سيأتي مع احتمال انه سيأتي أناس من مجموعة القاهرة ومجموعات أخرى وهو شيء جيد أن يبقوا على الشارع عامل ضغط ولكن ليس تهييج الشارع . وقال : لو وصلنا إلى حل ليس كما نريد ولكنه حل وسط مقبول ويمكن أن يؤدي إلى ما نريد في المستقبل لا ينبغي أن نرفضه أو نبدأ نخون بعضنا . وأضاف باصرة بقوله : الشارع دائما عاطفي ومن حقه أن يكون كذلك لكن العقلاء والحكماء هم الذين يتعاملون بالعقل ، ودائما العواطف هي التي ضيعتنا ، فالشارع عاطفي ويقوده الحكماء وندعو الحكماء إلى أن يقودوا الشارع نحو الواقعية وليس نحو العاطفة فقد كنا عاطفيين في عام 67 وفي عام 90 وفي عام 94 ولن نكرر العواطف وعلينا أن نعمل على الوصول لمعالجة مشاكلنا بطريقة غير عاطفية ومن يقود العقل هم القيادات السياسية المجربة التي تستطيع أن تقود شعباً. وقال إذا حصلنا على دولة شيء جيد وإذا حصلنا على تقرير المصير شيء جيد لكن في كل الأحوال لن نستطيع أن نبني دولة إلا بعد وقت .. فلا يمكن أن تبنى الدولة بيوم وليلة .. فهل عدن مهيأة أن تعود عاصمة كما كانت عاصمة وهل الجنوب مهيأ لان يكون دولة وصحيح انه كان دولة لكن الآن بعد الظروف ومرور 23 سنة نحتاج إلى بعض الوقت ولهذا ربما نحتاج إلى مرحلة انتقالية وأتمنى أن نصل إلى الحل العادل الذي يرضي شعبنا وبعقلانية وليس بعاطفية . ولفت باصرة إلى انه قد تقدم برؤية لحل القضية الجنوبية تتمثل في أن تكون هناك فدرالية كمرحلة أولى إما من ستة أقاليم ثلاثة جنوبية خالصة وثلاثة شمالية خالصة أو من إقليمين إقليم جنوبي خالص وإقليم شمالي خالص وأن نبدأ التجربة وتنقل السلطات للأقاليم وتكون هناك حكومات في الإقليم . وقال هناك إجراءات وضعتها في المشروع الذي طرحته وبعد ذلك نأتي نقيم التجربة بعد ست أو سبع سنوات أي بعد دورة انتخابية هل هذه التجربة ناجحة وهل هي جاذبة وهل قدرنا أن نكسب ثقة أبناء الجنوب وأبناء الجنوب كسبوا ثقة أبناء الشمال وهل عولجت المظالم في هذه الفترة وهل حدثت تنمية وإذا كانت التجربة ناجحة وجاذبه فلنواصل وإذا لم تكن ناجحة ولا جاذبة فلنذهب إلي اتجاه أخر و هو الكنفدرالية دولة أو اتحاد يمني من دولتين .. ولابد أن يكون حق العمل وحق التنقل وحق الاستثمار وحق السكن للشماليين في الجنوب وللجنوبيين في الشمال .. لكن يبقى شيء واحد يتوقف على أبناء الشمال أو الجنوب وهو الموطن الانتخابي لان الموطن الانتخابي معناه أن يكون محافظ وان يكون عضو مجلس نواب الإقليم وما اقصده ان المراكز السلطوية تحدد المواطنة التي كانت موجودة قبل 22مايو 1990 وما نتج عنها من بنات وأولاد وأحفاد وزوجات . ولفت إلى أن المشكلة ليست مع أبناء الشمال ولا الشماليون لديهم مشكلة مع إخوانهم الجنوبيين لان هناك علاقات أسرية موجودة من قبل الوحدة في حضرموت وفي اب تعود لمئات السنين . وقال ينبغي أن لا نحطم هذه العلاقات وأن لا نعمق الكراهية فالمواطن في تهامة وفي الجوف هو أيضا مظلوم ولكنه سكت، لكن الجنوبي ظلم غير انه لم يسكت ، وهذا ليس معناه أن نجيش ضدنا في الجنوب عشرين مليوناً ولا نجيش جنوبيين ضد الشمال . متمنيا أن نصل إلى مستوى عاقل وان لا نعزز البغضاء والكراهية بين أبناء الشمال والجنوب.