قال الكاتب والصحافي العربي المقيم بباريس فيصل جلول المهتم بالشأن اليمني إن (( تيار الإخوان خاض خلال العشرية الأولى من الألفية الثالثة حوارا مع واشنطن أدى إلى قبول الولاياتالمتحدة بأن يتولوا السلطة. وأشار جلول وهو مؤلف كتاب (اليمن -الثورتان الجمهوريتان- الوحدة) إلى أن الشروط الثلاثة تمثلت في : الأول أن تكون قضيته داخلية بحتة وموضوع سلطته داخلي، والشرط الثاني أن لا يكون التحرك موجها ضد إسرائيل أو الغرب لذا خلت شعارات مايسمى الربيع العربي من أي كلام ضد الصهيونية بل تم تسخيف الصراع مع الصهيونية عبر القول أن الحكام المناهضين للصهاينة كاذبون كما هي حال الرئيس الأسد الذي لولا حكومة بلاده لما قامت المقاومة اللبنانية وهو كان مسيطرا على لبنان ولما قامت المقاومة في غزة وهو الذي حمى قيادة حماس ووفر لها المقام حتى تحقق ما حققته من انتصارات على إسرائيل، والشرط الثالث: هو أن يفتح الحكام الجدد من الإخوان المسلمين مجتمعات بلدانهم أمام اللعبة السياسية وأمام اقتصاد السوق (الليبرالية المطلقة) وهذه الشروط طبقت حرفيا في تونس ومصر وهي بصدد التطبيق في ليبيا أما في اليمن فان اللعبة السياسية لم تستقر على حال. وأضاف : ان مايسمى الربيع العربي جاء ليقدم لليمنيين مسرحا للصراع الإقليمي والداخلي عبر أقوياء الأحزاب والرجال في الداخل اليمني وكان أن قذفتها في لحظة ثورية واحدة ضد الحكم وهو ما شاهدناه عبر شارعي الستين وساحة السبعين فضلا عن ساحات وشوارع المدن الأخرى إلا أن عدم قدرة أحد على إلغاء الآخر آتى وعجل بالمبادرة الخليجية لتوفر لليمنيين فرصة لإعادة صياغة السلطة في بلادهم بطريقة مناسبة للجميع وهو ما نشهده هذه الأيام . وأكد على أن نجاح الحوار لن يتم إلا بشرطين، الأول استعادة الثقة بين القوى السياسية اليمنية وامتناع كل الأطراف عن الظن أن بوسعها أن تربح على طاولة الحوار ما لم تتمكن من ربحه في الشارع وبالتالي وجوب الاستعداد لتقديم تنازلات متبادلة بدونها يفشل الحوار ويعود الناس إلى الشوارع، والثاني هو مساعدة الخليج والدول الغربية لليمنيين على تشكيل كتلة تاريخية من كل الفئات تتبنى برنامجا وطنيا وتجدول المشاكل ووسائل حلها خلال عقد من السنين ويكون لكل طرف حق مساو للطرف الآخر وإذا كانت الظروف مواتية على الصعيدين الخليجي والدولي فإنها يمكن ألا تستمر طويلا ويمكن للاعبين آخرين أن يدخلوا على خط الأزمة اليمنية وأن يضعوا العصي في دواليب الحل، مؤكدا أن القضية الجنوبية تحتاج إلى حل جدي يرضي أصحابها ويكف القهر عنهم ، مشيرا الى أن تعذر ذلك سيدفع الجنوبيين إلى أن يبحثوا عن وسائل لنصرة قضيتهم حيثما وجدت.