احتفل يوم الأحد الماضي منتدى اليابلي بمديرية الشيخ عثمان بالذكرى الحادية عشرة لرحيل الفنان الكبير محمد سعد عبدالله، وبدعم من الأخ الصحفي السعودي أحمد المهندس. وفي الحفل ألقيت عدد من الكلمات تطرقت إلى مناقب الفقيد الفنية والشعرية والإبداعية، بدأها الأخ نجيب يابلي وصالح حنش والشاعر هاني محمد سعيد جرادة. [No Paragraph Style][Basic Paragraph]وتطرق الأخ صالح حنش أحد رواد المنتدى اليابلي الثقافي إلى العديد من المحطات ومناقب الفنان الموسيقي والشاعر الغنائي محمد سعد عبدالله، مشيرًا إلى أنه إلى هامش الفعالية الاحتفائية لإحياء الذكرى الحادية عشرة لرحيله، لابد أن نتذكر ما تركه الفقيد من تراث شعر وموسيقى يجمعه والحفاظ عليه كونه ثروة ثقافية وفنية ووطنية تعتبر ملك الأجيال القادمة ومادة جاهزة للدراسة والتقييم لاستخلاص الدروس والعبر منها نحو التنمية والارتقاء بهذا التراث أحد ملامح الهوية الشخصية للإنسان. وأشار الأخ هاني محمد سعيد جرادة في كلمته إلى أن للفنان محمد سعد عبدالله محطتين فنيتين في حياته وهما: أولاً: محطة غنائه لقصائد شعراء كبار مثل: محلا السمر جنبك للشاعر الكبير الدكتور محمد عبده غانم. ليش هذا الهجر للشاعر الكبير لطفي جعفر أمان. ما له كذا طبعك للشاعر الكبير علي أمان. سل فؤادي الحزين للشاعر الكبير إدريس حنبلة. ما لي المحبوب للشاعر الكبير أبوبكر التوي. بالصراحة للشاعر الكبير عبدالله عبدالكريم. أنت استويت حساس للشاعر الكبير أحمد الجابري. عيوني ساهرة ليلي للشاعر الكبير علي عوض مغلس. أما المحطة الغنائية الثانية لقصائد من شعره : كان من ثماره ديوانه الموسوم (لهيب الشوق) ومن خلال هذا الديوان يمكن أن نستشف قصائد كتبها (أبو مشتاق) وفقاً لما يقتضيه لحنه المسبق، ويدفعه في بعض الأحيان إلى الخروج من وزن القصيدة الأساسية والشواهد كثيرة كقصيدة "أشتي أشوفك". ففي المطلع الأول يقول (أبو مشتاق): أشتي أشوفك كل يوم وكل ساعة وكل ليلة وإن غبت لحظة عن عيوني أفقد البسمة الجميلة هذا المطلع قائم على مجزوء الرجز وتفعيلاته: مستفعلن مستفعلن، مستفعلن مستفعلن ثم يأتي تكملة المطلع على هذا النحو: ينكتب لي عمر ثاني وأنت جنبي كيف أصور لك حنيني ونبض قلبي وقائم على تام الرمل وتفعيلاته: فاعلاتن، فاعلاتن، فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن ويأتي المطلع الثاني (لابن سعد) أيضًا على تفعيلة الرمل حيث يقول: يا حبيبي قوللي كلمه كلمة واحدة خلي ناري بالضلوع تبرد وتهدأ (حتى نهاية المطلع) ثم يأتي مطلعه الثالث على وزن شعري آخر وهو من (الوافر التام) مع تعديل طفيف بزيادة (متحرك وساكن يرفضه الشعر الفصيح - حيث يقول (أبو مشتاق): غيابك يا حبيبي ليش طال وطول وليش يا روحي مش راضي تصارحني إذا قلبك قنع وإلا تحول صراحة قول ما فيش حاجة تجاملني ثمَّ نجد (أبو مشتاق) في نهاية القصيدة يعود إلى وزن (الرمل) حيث يقول: شوفنا حب الصراحة حتى لو فيها ألم الصراحة فيها راحة للمحب اللي انظلم (حتى نهاية الأغنية) ولو رجعنا إلى أغانٍ أخرى سوف نجدها في ضوء ما أسلفنا ذكره مثل: خايف أمل الانتظار، لقاء الأحبة، محل ما يعجبك روح، إيش همَّني، الشك والغيرة وكلمة ولو جبر خاطر. كما أنَّ هناك قصائد (لأبي مشتاق) تظهر مزاياه أتركها لغيري يقف عليها. من ناحيته بعث الداعم للحفل الصحفي السعودي الأخ أحمد المهندس برسالة صوتية عبَّر فيها عن إعجابه الشديد بالفنان الراحل محمد سعد عبدالله مشيدًا بالدور الفني والإبداع الرائع الذي قدمه خلال رحلة حياته الفنية في العصر الذهبي للأغنية العدنية. كما قدَّم الفنان فيصل الصلاحي وصلة غنائية من أغاني الفنان الراحل محمد سعد عبدالله نالت إعجاب الحاضرين. وفي ختام الحفل تم توزيع شهادات تقديرية مقدمة من محافظ محافظة عدن المهندس وحيد علي رشيد، ومقدمة أيضًا من الأخ أحمد المهندس تسلمها نجل الفنان الراحل محمد سعد عبدالله (مشتاق)، كما تسلم الأخ نجيب يابلي شهادة تقديرية تقديرًا للجهود الثقافية الذي يبذلها في سبيل الارتقاء بالثقافة والفن في خاصرة البلاد عدن، كما تسلم الفنان القدير أبوبكر القيسي شهادة تقديرية من مكتب وزارة الثقافة بعدن. حضر الحفل مدير عام مديرية الشيخ عثمان رئيس المجلس المحلي عبدالرؤوف محمد سعيد عثمان والأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية علي عبدالمجيد ومدير عام مكتب الثقافة بعدن رامي حامد نبيه ومجاهد سعيد قائد شرطة النجدة بعدن وعدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني بعدن.