طالبت د. أسمهان العلس الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار- عدن، الإخوة في مؤتمر الحوار الوطني بما أسمته الحق العام لمدينة عدن، نتيجة لما تعرضت له المعالم والشواهد التاريخية والملامح الثقافية من تشويه بالإضافة إلى اهدار الممتلكات والبنى العامة في المدينة، وهو ما أدى الى ترييف مدينة عدن حد قولها. وقالت العلس: بصفتي الشخصية (مواطنة من عدن) وصفتي العامة (الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار) أرفع إليكم خطابي هذا ، المتضمن المطالبة باستعادة الحق العام المهدور في عدن، ذلك الحق المادي والأدبي الذي يجب أن تعوض عنه عدن في جملة المعالجات العامة لإصلاح الأوضاع . وعددت العلس جملة من الممارسات التي تعرضت لها المحافظة، منها: إهدار الممتلكات العامة عن طريق خصخصة القطاع وبيع ممتلكاته لذوي القدرات المادية، وصرف الأراضي البيضاء في عدن وبمساحات شاسعة للمتنفدين، وتحويل مبان رسمية وشبه رسمية إلى ممتلكات خاصة للأفراد وإلغاء دور ومكانة هذه المباني الثقافية ورصيدها التاريخي، بالإضافة إلى تعطيل ميناء عدن وإلغاء دوره كميناء عالمي، وتنظيم استحقاقات الجمعيات السكنية لموظفي الدولة إلى المواقع النائية التي يتعثر السكن فيها، والتمييز بين مواطن من عدن وآخر من مدن أخرى في حيازة الأراضي السكنية ، وذلك بصرف عقد إيجار للعدني ، وعقد تمليك لغيره. ولفتت العلس إلى ان الهيكلية العامة والهيئة المتميزة لعدن بشكل عام ، تم تغييرها وتناسي خصوصية عدن ومدنها، وعدم احترام خصوصية عدن وممارسة العبث بكل أشكاله بالشواهد التاريخية والطبيعية والمعالم والآثار التي تتميز بها عدن ، كما تم هدم وإعادة بناء المساجد القديمة ذات البعد التاريخي وكذا المدارس القديمة التي تحمل دلالات تاريخية لأقدمية عدن في التعليم النظامي وإهمال المعالم والآثار والشواهد الطبيعة بالإضافة إلى انتشار العشوائيات في شوارع المدينة القديمة وجبالها وباعة الطرقات وفوضى الإعلانات ولوحات المحلات التجارية بما يتنافى مع خصوصية المدينة التاريخية. ونبهت العلس إلى الحق النفسي لأبناء عدن ، والذي نتج عن فقدانه بروز الإحساس بعدم المساواة والعدل في المعاملات العامة الرسمية وشبه الرسمية في كل المجالات، والشعور بالغبن نتيجة انعدام الإحساس بالمواطنة المتساوية، وهو ما ولد الإحساس بالأسى من تغير صورة الوحدة اليمنية في أذهان المجتمع الذي كان ينادي بها صباحا ومساءً، خصوصا مع انعدام الأمان في نفوس أهالي عدن ، الناتج عن المسائل السابقة الذكر، وما أشاعه في النفوس من قهر عام . واختتمت العلس مطالبتها لمؤتمر الحوار بالقول: من سيعوض عدن عما خسرته من تاريخها وممتلكاتها ورجالها ونسائها وأطفالها . إن الحديث عن التعويض والإجراءات المتّخذة بهذا الجانب لن ترتقي إلى مستوى الإهدار العام لمقومات المدينة وملكات الإنسان ونفسيته . أني أضعكم أمام مسؤولياتكم في الوقوف أمام هذا الحق المتغافل عنه لمواجهة نتائج الواقع المعاش ، والذي حتماً لن تتضمنه ملفات هذا المؤتمر، مهما بلغت دقة التحضير له.