قالت وكالة الأسوشيتدبرس إن كلا من المصريين الليبراليين وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، يتقاسمون حاليا شيئا واحدا، فالخصمان يتابعان عن كثب الاحتجاجات فى تركيا، البلد الذي استقطب المصريين ولاسيما الفقراء بسبب نموذجها المحير لزواج الحكومة الإسلامية مع المؤسسة العلمانية. وتوصف تركيا، العضو فى حلف شمال الأطلسى ناتو، كنموذج ديمقراطي لمصر وغيرها من بلدان العالم العربي التى شهدت ثورات شعبية على مدى العامين الماضيين. وأشارت الوكالة الأمريكية أن مشاهد عشرات الآف الأتراك الذين ملؤوا ميدان تقسيم، وسط إسطنبول، على مدار أكثر من أسبوع فى احتجاجات مناهضة للحكومة وتذكرنا بتلك المظاهرات الحاشدة فى ميدان التحرير والتى أسقطت نظام مبارك قبل عامين، باتت تثير قلق الإسلاميين فى كلا البلدين. ووفقا لخبراء فإن انهيار صورة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، فى الداخل سريعا، امتد إلى مصر لتثير قلق الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين. وقال محمد عبد القادر خليل، الباحث الرفيع لدى مركز الشرق للدراسات الإستراتيجية والإقليمية: "هذا بالتأكيد نذير شؤم للإسلاميين". وأضاف أنهم يرون نموذجهم يهتز بعنف، لأن الرجل الذين يريدون التمثل به يواجه ضربة قوية. غير أن عمرو إسماعيل عدلي، الباحث فى الشأن التركي، يشير إلى أن هناك اختلافات واسعة فى التاريخ والظروف بين تقسيم والتحرير. ويشير إلى أن من يحاولون ربط النموذج التركي والمصري، فإنهم مخطئون. ومع ذلك تشير الأسوشيتدبرس إلى أنه للمرة الأولى منذ عشر سنوات فى السلطة، يبدو أردوغان ضعيفا ومحاصرا، رغم الأداء الاقتصادى المذهل الذى زاد من المكانة الدولية لتركيا. وبدأت المظاهرات فى تركيا يوم 31 مايو، مع حملة قمع عنيفة من قبل الشرطة ضد مجموعة احتجاج صغيرة على خطة لتطوير ساحة ميدان تقسيم السياحية، وإزالة الأشجار لبناء مركز تجاري بدلا منها، ومن ثم انتشرت الاحتجاجات إلى عشرات المدن وسط سخط على ما اعتبره النقاد الحكم الاستبدادي المتزايد من قبل أردوغان ومحاولاته للانقضاض على أنماط الحياة العلمانية وتعليقاته على ما يجب أن يكون عليه ملابس النساء وأن كل امرأة يجب أن تنجب 3 أطفال على الأقل. وتشير الوكالة إلى أن نشطاء المعارضة فى مصر يشاهدون يوميا الاحتجاجات التركية، مع تدفق تيار من صور المحتجين الجرحى والآخرين الذين يقفون كدروع بشرية ضد خراطيم المياه، باعتبارها وسيلة لتعزيز استمرار حركتهم ومظاهراتهم ضد حكم مرسي، الذى استنسخ فى مدة قصيرة جدا نظاماً مستبداً آخر على غرار ما تم خلعه فى 2011. وتقول إن الإخوان المسلمين فى مصر يبدو أنهم يحاولون تشديد موقفهم فى أعقاب احتجاجات تركيا. وتنقل عن فريد إسماعيل، عضو حزب الحرية والعدالة الاسلامي ، قوله إن الاحتجاجات فى البلدين تمثل حربا، ليس ضد نظام أو رئيس، ولكن ضد الهوية الإسلامية. وأضاف أنه صراع بين الحق والباطل. – حد تعبيره .