تشهد مدن تركيا انتفاضة غير مسبوقة تطالب بإسقاط حكومة أردوغان وحزبه الإقصائي المتطرف ، ويرى محللون سياسيون أن إسقاط حكومة أردوغان ذات التوجه الديني المتطرف قد أصبح ضرورة ملحة وأمر حتمي بعد أن اكتشف العالم زيف الشعارات الديمقراطية التي يرفعها حزب البناء والتنمية طوال أكثر من عشر سنوات ، لكنها سقطن مؤخراً على مستوى الرأي العام العالمي حينما رآى العالم أردوغان وهو يستميت في دعم القوى الدينية المتطرفة في أكثر من بلد . وتشير تحليلات سياسية وإعلامية إلى أن الشعب التركي الذي تغصص شعارات هذاالحزب أكثر من عقد من الزمن كان وحده يعرف خديعة أردوغان وحزبه وآلته الإعلامية التي خلقت له رأياً عاما مسانداً على المستويين الإقليمي والدولي ، الأمر الذي كان سبباً في إحباط القوى السياسية التركية وجعلها مترددة عن مواجهة هذا الحزب الذي أقصى الكوادر وحاكم قادة الجيش وأقصى القوى السياسية ووأد المشروع الحداثي للدولة . ويرى سياسيون ومحللون عرب أن التيارات الإسلامية تواجه هزائم متتالية في تونس وليبيا ومصر واليمن بعد أن انكشف قبح أهدافها وتطرف منهجها وانكشفت نزعتها الإقصائية ، وبالمقابل يرى سياسيو تركيا أن الوقت مناسب لإسقاط حكومة أردوغان وحزبه في تركيا قبل إسقاط التيارات المتطرفة في الدول العربية باعتبار حزب أردوغان منبعاً من منابع التطرف ويتصدر داعميه في كل مكان . وفيما سارعت حكومة أردوغان لاتخاذ حزمة من الإجراءات القمعية على أمل وقف الانتفاضة الشعبية لم يتردد أردوغان نفسه عن وصف المتظاهرين بالمخربين والخارجين على القانون ، فيما سلط آلته الإعلامية لصرف أنظار العالم عن الانتفاضة الشعبية العارمة وعن جرائم حكومته في حق المتظاهرين السلميين ، إلاَّ أن كثيرا من المنظمات الحقوقية الدولية استطاعت أن تنقل للعالم بعض صور الوحشية التي تمارسها حكومة أردوغان ضد المدنيين واستطاعت وسائل إعلامية محدودة أن تنقل شيئاً من المشهد الثوري التركي المتسعة رقعته يوماً بعد يوم في عموم أرجاء نركيا . محللون سياسيون : انتفاضات تركيا نتيجة طبيعية للديكتاتورية والإقصاء يؤكد محللون سياسيون أن الانتفاضة الشعبية التي تشهدها معظم مدن تركيا منذ قرابة عشرة أيام هي نتيجة طبيعية لديكتاتورية جثمت على صدر الشعب التركي منذ مجيء أردوغان وحكومته وحزبه الذي يمارس الإقصاء والتهميش للقوى السياسية . ويرى متابعون للشأن التركي أن هذه المظاهرات لن تتوقف ولن تقتصر على قوى سياسية بذاتها بل ستتصاعد بالتفاف معظم القوى السياسية في تركيا ، معللين ذلك بالقول أن هذه المظاهرات تأتي بعد إتباع الحكومة التركية العديد من السياسات التي أدت إلى استعداء كل القوى السياسية وخاصة منها الليبراليين الذين سبق ودعموا الحكومة، وهي سياسات هدفت إلى تقليص الطابع العلماني للدولة، وتقييد الحريات، والسيطرة على الجيش التركي، الذي لعب تاريخيًا دوراً رئيسياً كحام ل"الديمقراطية العلمانية" في تركيا. وأشارت تحليلات سياسية إلى ممارسات الحكومة في حق القوى السياسية وقيادات الجيش حيث قامت حكومة أردوغان بإقالة حوالي 86 من قيادات الجيش في 2008 بتهمة التدبير لانقلاب عسكري، كما تمت محاكمة 200 من قيادة الجيش التركي في ديسمبر 2010 بتهمة التخطيط لما أسمتها أجهزة القمع الحكومية بعملية "المطرقة" التي هدفت - وفقا التهمة لخلق الأجواء الملائمة للانقلاب على الحكم في 2003. وأطلق بعض المحللين على تلك السياسات اسم "الحرب المناهضة للدولة العميقة"، في إشارة إلى بقايا الدولة التي أسسها "أتاتورك" ذات الطابع العلماني، والتي تعمل ضد المشروع الذي يتبناه حزب " العدالة والتنمية ". وبحسب كثير من التحليلات السياسية يعد قرار تحويل حديقة ( جيزي ) بميدان تقسيم إلى مجمع تجاري وثقافي مجرد فتيل لا يعبر عن السبب الحقيقي للمظاهرات، حيث إن أسبابها مرتبطة بتأثيرات السياسات التي اتبعها "أردوغان" منذ وصوله للسلطة عام 2002، وتركت انطباعًا لدى الأتراك بأنه لن يترك منصبه، وأنه يستعد لأن يكون رئيسا مدى الحياة. عمرو أديب على الهواء ينقل شماتة مصر في حكومة أردوغان قال الإعلامى عمرو أديب إن الأحداث فى تركيا ازدادت سخونة فى الأيام الاخيرة، مشيرا إلى أن المظاهرات التى تشهدها إسطنبول فى ميدان التقسيم تشبه إلى حد كبير المظاهرات التى شهدتها القاهرة وميدان التحرير فى ثورة 25يناير وما تبعها من احتجاجات. وأضاف أن الشارع المصرى ينتابه حالة من الشماتة فى تركيا على عكس ما كان عليه المصريين فى السابق، معللا ذلك بأن حالة القرب والالتصاق بين النظام التركى والمصرى الذي على رأسه جماعة الإخوان المسلمين، ودعم رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا لنظام الإخوان فى مصر هو ما عزز شعور المصريين بالشماتة فى نظام أردوغان ا. وعلّق أديب، خلال برنامجه " القاهرة اليوم" علي قناة "اليوم" بسخرية، قائلاً: إن المتظاهرين في تركيا "فلول" و"بلاك بلوك" و"أشاهد صايعين أو ثلاثة يعبثون داخل تركيا"، مشيرا إلى أن عدوى المظاهرات إنتقلت إلى تركيا بطريقة مصرية خالصة، موضحا أن مشاهد المحتجين الأتراك تشبه إلى حد كبير المصريين فى مظاهراتهم الغاضبة. وقال : "إنها عدوى وربما يكون شخص عنده أنفلونزا مصرية قد نقل العدوي إلى تركيا"، متسائلا أن تركيا دولة مستقرة ولديها نهضة ولديها اكتفاء ذاتي من القمح وبها وزير تموين ورئيس وزراء محترمان ويجب انها تكون دولة مستقرة وهادئة، فما السر وراء تلك التظاهرات؟. وأضاف ساخرا أن السبب فيما يحدث هو أيدٍ خفية او فلول او الحزب الجمهوري أو أيدي نجيب ساويرس، قائلا:" انا عايزكم تبحثوا عن ايدي ساويرس في اسطنبول ولابد أن تقبضوا علي رجال الأعمال الاتراك". وتساءل:"لماذا تركيا تخاف من المشروع الاسلامي؟ هي تجربتنا ضايقتهم! وتجربتنا جيدة وليس عند احد تجربه مثلنا، قائلاً: "احنا عاملين نهضة يتحدث بها الامم القريب والبعيد"، ومصر هي بلد الأمن والأمان وتجربة المشروع الإسلامي في مصر تدّرس وتتصدر، خايفين من إيه؟. والرئيس قال وعود ومازال حتي الآن متمسكًا بها". تظاهرات ضد الإعلام المنحاز لحكومة أردوغان تدفق أكثر من ثلاثة آلاف شخص أمام مقر تلفزيون "أن. تي . في" و هي من أكبر القنوات التلفزيونية الإخبارية في تركيا احتجاجا على التغطية الإعلامية المنحازة إلى السلطات في المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها كل مدن تركيا ضد سياسة حكومة رجب طيب أردوغان المتظاهرون رفعوا شعارات منددة بالإعلام الذي أطلقوا عليه تسمية ( المأجور ) وقالوا أنه يبحث ما يركز عن مشاهد يفبرك من خلالها سلوكيات سلوكيات عنيفة ينسبها للمتظاهرين و هذا للتقليل من أهمية المظاهرات ولاحظ الرأي العام في كثير من البلدان تجاهل ما تقوم به الشرطة التركية من أعمال عنف وقمع لمواجهة المظاهرات السلمية في حين تؤكد الأنباء الواردة من تركيا سقوط عشرات القتلى وقرابة الألفين جريح من المتظاهرين . وتجاهلت وكالة "الأناضول"، وفناة "الجزيرة مباشر مصر" المظاهرات والاشتباكات التي تشهدها تركيا بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب بعد رفض المواطنين إزالة حديقة " جيزية " وبناء مركز تجارى بدلا منها. فيصل ندا : انتفاضة تركيا تؤكد أن مسلسلاتهم سياحية فقط أكد الكاتب الكبير فيصل ندا، أن المظاهرات التي خرجت فى تركيا كشفت القناع عن أعمال الدراما التركية، التى اعتمد صناعها على الترويج للسياحة التركية فقط، دون التطرق للواقع التركى، موضحا أن صناع الدراما التركية عملوا على تخدير الأمة العربية بعرضهم صورة وردية للحياة فى تركيا. وأضاف الكاتب فيصل ندا خلال تصريحاته ل"اليوم السابع" قائلا : المسلسلات المصرية فقط هي التى دأبت على تقديم الواقع السياسى الذى تعيشه البلاد، وطرحت قضايا الوطن بكل شراسة فى وجه الأنظمة الحاكمة". متطرفو مصر يسمون ما يحدث في تركيا ( انتفاضة الخورجية ) وصف الدكتور علاء أبو النصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية "الذراع السياسي للجماعة الإسلامية في مصر" مايجري في تركيا ب"انتفاضة الخمورجية"، قائلا إن الاحتجاجات التي تجري سببها فرض قانون يحد من تناول الخمور في الفترة من 10 مساءً إلى السادسة صباحًا. ودافع أبو النصر عن أردوغان خلال برنامج ساعة مصرية المذاع على روتانا مصرية، مشيرًا إلى أن التيار الإسلامي في مصر يعتبره نموذجًا يحتذى به، إلا أن الكاتب الصحفي سعد هجرس رفض خلال البرنامج نفسه، وصف المظاهرات ب"انتفاضة الخمورجية، قائلًا إن هناك أسبابًا موضوعية وراء الاحتجاجات، واصفًا مايجري هناك بأنه انتفاضة شعبية سيكون له تأثير كبير. فيما الأنباء تتحدث عن أكثر من 2000 بين قتيل وجريح : العفو الدولية تدعو حكومة تركيا لتجنب العنف قالت المنظمة في بيان لها الاسبوع الماضي إنه يتعين على السلطات التركية اتخاذ خطوات طارئة للحيلولة دون "وقوع المزيد من القتلى والجرحى" والسماح للمتظاهرين بالحصول على حقوقهم الأساسية وضمان أمن كافة المواطنين، وأضافت أنها تتابع تقارير تفيد عن أكثر من "1000 إصابة وقتيلين بين المتظاهرين في اسطنبولوحدها في اليومين الأولين للمظاهرات ". وأشارت المنظمة إلى أن 20 طبيباً من طواقمها يعملون في مقرّ المنظمة قرب ساحة تقسيم لمعالجة الجرحى، وقال مدير المنظمة في أوروبا جون دالهوسين أن "استخدام عناصر الشرطة للقوة المفرطة قد تكون أمراً روتينياً في تركيا، ولكن ردة الفعل البالغة جداً ضد كلّ المظاهرات السلمية في تقسيم هو أمر مخز بالفعل". وتحدثت المنظمة عن استخدام خراطيم المياه والاستعمال غير الملائم للغازات المسيلة للدموع، وكانت المظاهرات ضد إزالة منتزه في اسطنبول تحولت إلى مواجهات عنيفة بين الشرطة والمحتجين، وامتدت من ساحة تقسيم بالمدينة إلى العديد من المدن والمحافظات التركية. وقفات تضامنية مع الشعب التركي في معظم العواصم العربية والعالمية شهدت العاصمة الأردنية عمان وقفة احتجاجية شعبية تضامنية عبر فيها المحتجون عن تضامنهم مع شعب تركيا وإدانة أعمال القمع التي تمارسها الحكومة التركية ضد المحتجين السلميين ، وعلى ذات الصعيد تفيد الأنباء الواردة من مصر أن تجمعات عديدة من تلك التي تنظم مسيرات احتجاجية بشكل يومي رفعت مؤخراً لافتات وشعارات تندد بقمع الحكومة التركية للمتظاهرين . مغاربة يتظاهرون ضد زيارة اردوغان إلى بلادهم: تركيا فاشية قام رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الأسبوع المنصرم بزيارة للمغرب والجزائر وتونس أيضا، في وقت تشهد فيه تركيا تظاهرات معادية للحكومة لا سابق لها منذ تولي حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان الحكم في 2002. وبحسب تصريحات سابقة لوزير الخارجية المغربي كان من المفترض ان يستقبل الملك محمد السادس رئيس الوزراء التركي ، لكن اللقاء لم يظهر على برنامج الزيارة الرسمي ، فيما كان عشرات المغاربة قد تظاهروا الأحد في مسيرة أسموها "رد الاعتبار" للاحتجاج على ما قالوا إنه عنف تعرضوا له الأحد الماضى، ورفعوا شعارات رافضة لزيارة لرئيس وزراء تركيا طيب رجب أردوغان إلى بلادهم. وتظاهر حقوقيون وأعضاء حركة 20 فبراير وسط العاصمة الرباط تضامنا مع المحتجين الأتراك على حكومة أردوغان ورفعوا شعارات مثل "الشعب يريد إسقاط الفساد" كما رفعوا لافتة "لا لزيارة المجرم أردوغان" ورددوا شعار "تركيا الفاشية .. لا عدالة لا تنمية". الصربيون والبوسنيون يساندون ثورة تركيا بمسيرات وتظاهرات ب قامت مجموعة من المتظاهرين من أمانات الشباب بحزب الخضر الصربي، بالتجمع أمام السفارة التركية بالعاصمة بلغراد، للاحتجاج على الأحداث الأخيرة التي شهدها ميدان تقسيم في مدينة اسطنبول التركية، ولدعم التظاهرات التي اندلعت في تركيا اعتراضا على استخدام العنف. وحرص المتظاهرون على رفع الأعلام التركية خلال تظاهراتهم، مع أوراق عملات أجنبية مكتوبا عليها "صربيا معكم وتدعمكم"، و" حديقة المنتزه ليست بمفردها ". وفي كلمتها التي ألقتها أمام المتظاهرين، ذكرت كاثرينا بافوليفتش، الناطقة باسم أمانات الشباب بحزب الخضر: "لقد أردنا بهذه التظاهرة أن نعبر عن دعمنا لأحداث اسطنبول، وتأييدنا للمتظاهرين هنالك"، مناشدة بسرعة توقف الشرطة التركية عن استخدام العنف تجاههم. وأوضحت ان هناك العديد من منظمات المجتمع المدني الصربية التي شاركت حزب الخضر، في تنظيم تظاهرة التأييد التي حرصوا على أن تكون أمام السفارة التركية، لإيصال رسالتهم للمسؤولين الدبلوماسيين الأتراك في البلاد، على حد قولها وعلى جانب آخر قامت مجموعة أخرى تطلق على نفسها اسم "متظاهرو بانيا لوكا " وهى أكبر المدن البوسنية بصربيا، بتنظيم مسيرة في أحد ميادين المدينة لدعم ومساندة المتظاهرين في تركيا، وأعلنوا خلال هتافات لهم في التظاهرة وقوفهم الكامل مع تركيا وشعبها ضد العنف . الفيافا والاتحاد الافريقي يدرسان تأجيل كأس العالم للشباب بسبب ثورة تركيا يتدارس الاتحادان ( الدولي والإفريقي بدائل عديدة لتنظيم بطولة كأس العالم للشباب التي كان قد تقرر إقامتها في تركيا أواخر شهر يونيو الجاري ، نتيجة لما تشهده تركيا من تصاعد للمظاهرات التي تشهدها معظم مدن تركيا في ثورة شعبية عارمة تدعو لإسقاط حكومة أردوغان وحزبه . وأكد المهندس هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي في الاتحادين الدولي والإفريقي أن الفيفا يراقب أحداث المظاهرات التي اندلعت في تركيا في الأيام الأخيرة بميدان "تقسيم" عن كثب، قبل انطلاق بطولة كأس العالم للشباب التي ستستضيفها تركيا بداية من يوم 21 يونيو الجاري . وقال " فيفا " يتابع الأحداث الجارية في تركيا، ويطلب العديد من التقارير عن الأوضاع الأمنية في المدن التركية التي ستستضيف مباريات كأس العالم للشباب. مشددا علي ان الإتحاد الدولي يضع في أولوياته تأمين المنتخبات ال 24 المشاركة في البطولة، وفي حال عدم "استقرار الأوضاع الأمنية في تركيا فإنه سيتخذ قرارا في هذا الشأن، سواء بالتأجيل أو الإلغاء وكانت بطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2003، قد تعرضت للتأجيل بسبب حرب العراق بعد أن اقتنع الإتحاد الدولي لكرة القدم حينها بأسباب التأجيل. ويدرس اتحاد دول البحر المتوسط, اختيار بلد آخر يستضيف البطولة, إذا ما استمرت الأوضاع السياسية فى تركيا على ما هي عليه خلال الفترة الحالية.
