ولد في مدينة بوزجان في خراسان ببلاد فارس، انتقل إلى بغداد وهو في التاسعة عشرة من عمره ليصقل موهبته العلمية في حاضرة العلم في ذلك الزمان. بدأ مسيرته العلمية بشروحات ماهرة لمؤلفات علماء حساب كبار مثل الإغريقي إقليدس والعالم المسلم الخوارزمي، وقد لفتت تلك الشروحات الأنظار إلى عبقريته ونبوغه. من إنجازاته العلمية الخالدة ابتكاره للنسب المثلثية حيث كان أول من استخدمها لحل المسائل الحسابية. وضع الجداول الحسابية للماس، وأضاف إلى ما جاء به الخوارزمي وتعد إضافاته أساسا لعلاقة علم الجبر بالهندسة. وقف له علماء العالم احتراما وإجلالا لإسهاماته المتميزة في الرياضيات والفلك. وصفه المؤرخ البلجيكي جورج سارتون في كتابه "تاريخ العلوم" بأنه أعظم علماء الحساب في الإسلام. أما المستشرق الفرنسي المعروف البارون كارادي فو فرأى أن "الخدمات التي قدمها أبو الوفا لعلم المثلثات لا يمكن أن يجادل فيها، فبفضله أصبح هذا العلم أكثر بساطة ووضوحا". كتب مؤلفات قيمة منها كتاب الزيج والكامل الذي تناول فيه مسائل فلكية. أما أشهر مؤلفاته فهو "كتاب المجسطي" الذي تناول فيها كتاب المجسطي الأصلي للعالم اليوناني بطليموس، قدم فيه شروحات لم يسبق لها مثيل في الرياضيات والفلك، ولا تزال المخطوطات الأصلية لهذا العمل محفوظة في المكتبة الوطنية في العاصمة الفرنسية باريس.