افتتح مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لليمن السيد جمال بن عمر أمس بالعاصمة صنعاء وبحضور وزير الشئون القانونية الدكتور محمد المخلافي ووزيرة حقوق الانسان حورية مشهور "ملتقى النساء والشباب" الذي ينفذ برعاية الاممالمتحدة تحت شعار ( معاً لبناء يمن المستقبل). وفي افتتاح الملتقى قال مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لليمن السيد جمال بن عمر أن اليمن يقترب من طيّ المرحلة الثانية من العملية الانتقالية السلمية في سبتمبر، وفق الجدول الزمني للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية. مرحلة يجب أن تمهّد لبلورة مخرجات حقيقية تعالج القضية الجنوبية وقضية صعدة وتحقق المصالحة الوطنية وتبني عقداً اجتماعياً جديداً. موضحا أن العد العكسي قد بدأ اليوم نحو أهم الاستحقاقات وهي إعداد دستور دولة حديثة تستوعب جميع اليمنيات واليمنيين على اختلاف توجهاتهم، وتحميهم. و يجب أن يبدأ الجميع في سباق من أجل تحقيق الهدف الأسمى في بناء مستقبل أفضل. وطالب الجميع بالتآزر ، والارتقاء إلى مستوى التحديات، من أجل إنجاح هذه المرحلة المفصلية من تاريخ اليمن ، تآزراً غير قابل للتأجيل أو المماطلة، لأن اليوم هو وقت الجدّ وحثّ الخطى. وقال أن ملتقى النساء والشباب سيكون مساحة مفتوحة مستقلة لهذه المكوّنات الحيوية في اليمن، ومنبراً حراً للتعبير عن مختلف الآراء والهواجس والتطلعات المشروعة بعيداً عن الحسابات الشخصية والسياسية والمناطقية الضيّقة. ولن يكون في الملتقى سقف أو قيود. وأوضح أن الاممالمتحدة و انسجاماً مع المواثيق والأعراف الدولية، واستكمالاً للمسيرة التي بدأت مع العملية الانتقالية، تؤمن أن تعزيز المشاركة المجتمعية وتفعيل دور النساء والشباب والمجتمع المدني هو ركيزة أي تغيير. و أن الطاقات الكامنة في المجتمع اليمني لا بد أن تتاح لها فرصة فعلية للتعبير وللمساهمة في العملية السياسية. ودعا النساء والشباب إلى الاستثمار في طاقاتهم، وإلى تلقف هذه الفرصة لتعزيز التعاون فيما بينهم والإفادة من تجارب بعضهم البعض. مؤكدا تقديم كلّ الدعم الممكن ، متمنيا من الجميع المبادرة بالتواصل مع المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، و مع أصدقائهم وزملائهم، لتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية الإيجابية. وقال بن عمر مخاطبا المشاركين في الملتقى من النساء والشباب : لا يظنّ أحدكم أنه أقلّ تأثيراً من باقي المكوّنات أو الأحزاب السياسية. ففي الديموقراطيات توزّع الأدوار والمسؤوليات. وجميعكم مسؤول وقادر على التأثير، سواء كنتم من النساء أو الشباب أو المهمّشين أو ذوي الاحتياجات الخاصة. على عاتقكم تقع مسؤوليات جسام في المشاركة الفعّالة والنقد البناء والمساءلة من أجل يمن مختلف، لئلا تعيدوا إنتاج الماضي. ولا بد أن تلتفتوا إلى محيطكم الإقليمي لتدركوا الويلات المحتملة التي تجنبتم الانزلاق إليها بحكمتكم، ولتقدّروا حجم الإنجازات التي حققتموها بإرادتكم. وأكد ضرورة أن يدرك الجميع أنّ مبدأيْ الحوار والمشاركة في صنع القرار لن ينتهي مع اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني، ولا مع إقرار دستور جديد أو إجراء انتخابات. بل سيكون اختتام مؤتمر الحوار نقطة انطلاق نحو مسيرة جديدة من العمل التكافليّ للحفاظ على الإنجازات، وتطويرها وتحديثها كلما ارتقيتم بالمجتمع اليمني نحو الانفتاح والديموقراطية والحرية. ولفت الى أن أصوات النساء والشباب في اليمن طالما علت فوق الجميع، وتردّدت أصداؤها في العالم. فهم الشريحة الأكبر في المجتمع، وركنه الأساس. وهم الذين نزلوا الساحات عام 2011، وقدّموا التضحيات، وأظهروا للمحيط الإقليمي والعالم توقهم إلى التغيير السلمي وطموحهم المشروع في بناء يمن جديد يتخلّص من إرث الماضي الثقيل. يمن يصنعونه بأيديهم، من دون الاحتكام إلى لغة السلاح، ومن دون إسقاط خارجي. وقال : التغيير الأوليّ والجوهريّ الذي نجحوا في تحقيقه، هو نقل السلطة سلمياً إلى قيادة حكيمة تتمثل بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وفتح صفحة حوار وفق خارطة طريق واضحة لم تشهد مثلها أية دولة عربية. حوار أتاح للمرة الأولى أن يكون للنساء والشباب دور فاعل في الحياة السياسية. دور في مجريات الحاضر وفي التخطيط للمستقبل الذي ينشدونه. وأشار الى أن مصطلحيْ "الشباب والنساء" أدخلا إلى اتفاق نقل السلطة الموقّع في 23 نوفمبر 2011 في الرياض. وذكرا تسع مرات على الأقل. و أن الاتفاق نصّ على ضرورة مراعاة تمثيل المرأة في تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وتمثيل النساء والشباب والمجتمع المدني كمكوّنات في مؤتمر الحوار الوطني. ونصّ كذلك على تعزيز حماية المرأة وتمثيلها. وبناءً على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، شاركت النساء والشباب بفاعلية في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار، الذي انطلق في 18 مارس. وتمثل النساء والشباب والمجتمع المدني. وترأست نساء ثلاث فرق عمل، وتمثلن في كل من هيئة الرئاسة ولجنة التوفيق. وحظي شباب الساحات بمساهمة كبيرة في الأمانة العامة لمؤتمر الحوار. وأكد أن المشاركة في صنع القرار في اليمن لا تقتصر على الأعضاء ال 565 في مؤتمر الحوار. و لا يمكن حصرها في أشخاص وجماعات تقليدية، ولا داخل جدران قاعات مغلقة، ولا في أشهر قليلة. بل المشاركة والتأثير على صنع القرار مساهمة فردية وجماعية يمكن أن تتم من خلال الانخراط في العمل السلمي في الجامعات والمنظمات الأهلية والمؤسسات من أقصى اليمن إلى أدناه، وحتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سواء في صنعاء أو عدن أو صعدة أو حضرموت أو المهرة أو تهامة. موضحا أن المشاركة تتطلب جهداً جدياً لا تحرّكه سوى الرغبة الحقيقية في التغيير، والطموح غير القابل للمساومة ببناء يمن يسوده القانون والديموقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد. يمن مبني على عقد اجتماعي جديد، يحفظ الحريات وحق المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات والفرص والعيش الكريم، ويعطي قيمة لكل صوت انتخابي، ويتيح التنافس النزيه على أساس الحرية وتداول السلطة. وتمنى أن يكون "ملتقى النساء والشباب" حضناً يجمع جميع الراغبات والراغبين في متابعة مسيرة التغيير، وبيتاً آمناً لصونها ، وذلك عبر تعزيز التفاعل الإيجابي في مجتمع صنع معجزة بتجنّب الحرب، وسطر تجربة فريدة ستترك بصمة لا تنسى لأجيال المستقبل وشعوب المنطقة العربية. من جانبها أكدت نائب أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتورة افراح الزوبة أن إعادة رسم المشهد السياسي في اليمن تعتمد على دور النساء والشباب ومنظمات المجتمع المدني كونهم من يمثلون الناس البسطاء الذين تمتد اعناقهم نحو مؤتمر الحوار . وقالت أن ملايين النساء اليمنيات يمثلن الشريك الرئيسي في الانتاج الاقتصادي للريف اليمني ، وأن النساء و الشباب كانوا وما يزالون شركاء في صنع القرار والتخطيط للمستقبل ووضع لبناته الأولى . وأعربت عن شكرها لمن ساهم في تحقيق مشاركة واسعة للنساء والشباب والمجتمع المدني في الحوار الوطني والذي سيرفع حضورهم سقف آمال الشارع اليمني بمستقبل اليمن الجديد ، مشددة على ضرورة توحيد الجهود والتعاون والشراكة لبناء اليمن الجديد. وأوضحت أن الملتقى سيكون فرصة لتبادل الافكار لمناقشة قضايا تهم المكونات الثلاثة (المرأة،الشباب،المجتمع المدني) وسيساعد على تعزيز دورهم ومدهم بالخبرات . من جهته استعرض الصديق الاحرش منسق مشروع ملتقى النساء والشباب بمكتب مساعد أمين عام الاممالمتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر مكونات وأهداف المشروع والمبادئ المعتمدة فيه. وقال إن اقامة هذا الملتقى تأتي حرصا من الاممالمتحدة علي تعزيز مبدأ المشاركة في صنع القرار انسجاما مع المواثيق والاعراف الدولية، واستكمالا للمسيرة التي بدأت مع العملية الانتقالية ، وإيمانا من الاممالمتحدة بأهمية مشاركة الشباب والنساء والمجتمع المدني في التخطيط لبناء يمن المستقبل ، ويتيح مساحة للنساء والشباب وممثلي المجتمع المدني في اليمن للقاء والتباحث حول قضايا تهمهم . وأوضح أن الهدف العام من الملتقى تجاوز جميع أشكال الاقصاء والتهميش الاجتماعي والسياسي للنساء والشباب والمجتمع المدني عبر دعم مشاركتهم في مرحلة الحوار الوطني وبناء الدستور وايجاد آليات ملموسة لتحقيق تكافؤ الفرص ، مستعرضا جملة الانشطة التي سينفذها الملتقى والفئات المستفيدة منه. بدورها أوضحت عضو مؤتمر الحوار من مكون الشباب سحر غانم أن الملتقى سيكون مقراً وملتقى لتوحيد جهود الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني لإسهاماتهم خلال فترة مؤتمر الحوار الوطني وما بعده وسيساهم في خلق انشطة تعزز من دور النساء والشباب والمجتمع المدني خلال المرحلة القادمة . وعبرت عن أملها أن تواصل الاممالمتحدة دورها الداعم للفئات المستقلة في الحوار الوطني وأن لا يقف عند الدعم الفني فقط وأن يتضمن ممارسة الضغوط المشروعة على اطراف النزاع والقوى السياسية التقليدية لتتخذ مواقف وقرارات تصب في مصلحة الوطن والشعب بشكل واضح وشفاف في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ اليمن المعاصر . وثمنت الدور الذي تقوم به مكونات الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني في تسيير فرق عمل مؤتمر الحوار الوطني والخروج بقرارات تصب في مصلحة الصالح العام بدون توجيه من قوى او تحريك من فئات ذات مصالح ضيقة .