الفصل الخامس/ الجزء الثامن عشر صمت الجميع فجأة وركضت الطفلة الصغيرة باتجاه والدها وهي تطلق صرخاتها المرحة وتقفز لتلتقط الدمية وترقص بها، ليبدأ التهامس يسري في القاعة ومنال تقف وهي ترمق إسراء بنظرات غير مفهومة . وفي هدوء مستفز تقدم مدحت منها وهو يضع يده في يد إسراء حتى وقف أمامها في هدوء وهو يتأمل ملامحها قائلا : -منال، أقدم لك إسراء سالم مطت منال شفتيها في امتعاض قائلة : -غنية عن التعريف هز مدحت رأسه نافياً : -لا اعتقد هذا ... فانا لم أكمل عبارتي ثم صمت قليلاً وقال : -زوجة المستقبل *** فرك حسن الصواف يده في توتر شديد وهو يجلس خارج القاعة وعيناه متعلقة على بابها وهو ينتظر رنين الهاتف بين لحظة وأخرى فقد كان مستقبله ومصيره متحدد في هذه اللحظات ، ثم اخرج قداحته في عصبية ليشتعل سيجارة وينفث مع دخانها توتره . والتقط جهاز الهاتف من جيب سترته وهو يعيد الاتصال بمنال مجددا وانتظر ذلك الصوت الرتيب من الجهة المقابلة ، لكن دون إجابة . فأغلق الهاتف واستمر ينفخ دخان سيجارته في قوة ، حتى انتهت وقام باشعال واحدة تلو أخرى حتى ارتفع رنين الهاتف معلناً وصول رسالة جديدة فالتقط الهاتف في انفعال جارف وهو يقرأ عبارة محددة ( تمت الصفقة بنجاح ) وهنا فقط ... تنفس الصعداء ، وأطفأ سيجارته بكل قوة على المطفئة ، وارتسمت ابتسامة النصر على شفتيه وهو ينهض من مقعده في انتصار ويغلق أزرار سترته وهو يتجه نحو باب القاعة ، ليضع بصمته الأخيرة على انتصاره الأخير *** حدقت منال في وجه مدحت لدقيقة كاملة ثم هتفت كالمأخوذة : -زوجة المستقبل أومأ برأسه إيجاباً وهو يهتف في صرامة : -اجل وامسك بمعصمها وهو يقودها إلى طاولة في نهاية القاعة، واستمرت برامج الاحتفال في صخب حتى ظهر احد السحرة ليقدم فقراته والتف الجميع من حوله وهم يطلقون ضحكاتهم دون أن ينتبهوا لما يجري. وجلست إسراء والتقط مدحت إحدى الكراسي وهو يهتف بلهجة آمرة : -تفضلي بالجلوس يامنال جلست منال دون أن تشيح بنظرها عن وجه مدحت وجلس الأخير في المقعد المواجه لها وهو يضحك مشيرا إلى الخاتم الذي ترتديه منال : -أين الخاتم يا منال ارتعشت منال وكأنها تفيق من حلم عميق وهى تنظر إلى يدها وتبدلت نظراتها إلى نظرة مفعمة بالحقد والكراهية وهي تقول : -أنه شعار خيانتك يا مدحت زادت ابتسامة مدحت وهو ينقل بصرها بينها وبين إسراء التي بدا عليها التوتر ثم استطرد : -لست اقصد هذا الخاتم، بل أقصد الخاتم الآخر ارتفع صوت حسن من خلف مدحت وهو يقول ساخراً : -انه في أيد أمينة يا مدحت استدار مدحت إلى حسن مبتسما وهو يتأمله من الأعلى إلى الأسفل وانفجر ضاحكاً .... مفجراً الدهشة في الجميع دون أدنى استثناء.