في هذا الزمن الربيعي المتزين باللون الأرجواني والغارس في قلب الأحزان خناجر من حديد.. ظهر مصطلح خبيث مراوغ لاكته وتلوكه الألسنة كعلكة اللبان هو.. جماعي، جماعية.. ونشير الى تجلياته البنيوية في عدد من النقاط بحسب الحيز المتاح: الخروج الجماعي لمختلف الشرائح في الاحتجاجات والاعتصامات والمسيرات الهادئة والهائجة والدموية. العقاب الجماعي لكل الشعب أو معظمه.. بقطع الكهرباء المتواصل، وتفجير أنابيب الغاز والبترول.. تصادم الأجندة يخلق تعذيبا أليما للمواطن. النزوح الجماعي للأسر: الأطفال والنساء والعجائز والرجال تاركين منازلهم أو مزارعهم أو كل مصادر عيشهم، بتأثير الحروب الظالمة القاهرة بين الإخوة الفرقاء، وحشرهم في مخيمات أشبه بعلبة سردين.. إذلال واهانة، وعذاب لن يستطيع أن يصفه الا من جربه. القيادة الجماعية أو القيادات الجماعية التي تربطها علاقات تذكرنا بمثل عربي شائع كان يردده الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: «هدنة على ذخن»، أي حقد، كره، تربص للانقضاض، وأي ائتلاف، تكتل جماعي لعدد من الأحزاب.. متناقضة الرؤى، متباغضة العواطف، وبينها فواصل من الدماء والتشريد والجراحات في سنوات سابقات.. فترة مؤقتة.. ثم يحصل تصدع وانهيار أو سوء أداء ونقمات متقدة تحت الرماد، خذ مثلا تكتل المعارضة السورية في أشكالها المختلفة.. فشل التكتل في الإطاحة بنظام بشار الأسد، ونجح في تدمير بلاده.. متعطش ليحكم.. على خرائب وركام، وعندنا في اليمن تكتل اللقاء المشترك نجح في إزاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الحكم، ولم يوفق حتى الآن في إنقاذ اليمن من أتون الأزمات الملتهبة التي رميت فيها بأيدي أبنائها، وأزيدك من النثر مثلا ثالثا لأن الأمثلة تحسن إيصال الفكرة أكثر من التنظير الاستعلائي.. جبهة الإنقاذ التخريبي في مصر.. نجحت في الإطاحة بالرئيس المنتخب د.محمد مرسي بالتنسيق مع الجيش وقوى خارجية.. ولم تنجح في إخراج بلادهم من حرائق أزمة خطيرة.. انقسام حاد، ونفق مظلم، وأمامي الآن حشود ملايينية للإخوان وأنصار الإخوان، وهذه الائتلافات والتكتلات والتنسيقيات الجماعية التي لم تجن منها الشعوب العربية غير الويلات وايلامات النكبات. على أن هناك بعض الأشياء الجميلة في الجماعية.. مثل الأعراس الجماعية التي تقوم بها جمعيات خيرية، أو رجال أعمال ميسورة.. وهذا من أفضل الأجر. وهناك الاغتصاب الجماعي.. ومتى؟.. نهارا جهارا، أين؟.. في ميدان التحرير بالقاهرة الذي شكل مادة دسمة للصحافة العالمية وشبكات التواصل، والمصريون المعارضون لمرسي والمؤيدون له معترفون بها، إنما كل طرف يلقي التهمة على الآخر، وآخر اعتداء بحسب متابعتي.. اغتصاب صحفية هولندية في التحرير.. حلوة حكاية الجماعي حتى في الاغتصاب، ممكن يفهم منه أن المسافرين الباحثين عن المتعة.. لا عاد يخسرون نقودا في الفنادق والشاليهات.. عليهم بالتحرير.. هناك بغيتهم، وسيصبحون ثوارا، أو مساندين أو داعمين للثوار ضد أي خصم مفترض.. ضد الإرهاب.. ضد شرعية الصندوق.. ضد التسلط الفردي. على ذكر الاغتصاب.. حدثت فضيحة في الصين.. ممارسة جنس جماعي، وتورط مسؤولون كبار.. ظهروا عراة مع عشيقاتهم.. نشرت على اليوتيوب، والوكالات الدولية لم تفوت الفرصة. العزل الجماعي بقانون.. لكل من عمل مع النظام السابق.. ليبيا مثلا، وبودي لو تتم اعتزالات جماعية من غير تكريم لمنظري تزوير الإرادة، وسدنة ثقافة التمزيق، والإعلام المأجور الضال المضل المفرق شمل الأمة. انتحار جماعي أتمناه للخونة والعملاء في كل بلد.. ممن تسببوا في إراقة الدماء وإزهاق الأرواح البريئة، وإغلاق مسامات الحياة، والشرعنة للتدخل الأجنبي، وسحق مفهوم السيادة. آخر الكلام وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند (طرفة بن العبد)