[email protected] وجه الرئيس صالح في كلمته بمناسبة حلول شهر رمضان الحكومة, باستمرار " تدفق " الكهرباء للمواطنين, ف" غرق " الناس من تدفق سيول الكهرباء, وأصبحت المدن, مناطق منكوبة. كانت البلاد قد دخلت في نور جزئي, بعد انقطاع متواصل, وجاء التوجيه بمثابة ضوء أخضر, لإعادة إدخال المدن في ظلام حالك, بمناسبة حلول الشهر الفضيل. يتشاءم اليمنيون من توجيهات صالح, كونها تنفذ بمفعول عكسي طيلة السنوات الفائتة كان الرجل يوجه بمحاسبة الفاسدين, فنفاجئ بولادة سلالات ملايينية من صغار الفاسدين وكبارهم, وقصارهم, وطوالهم. يوجه القضاء بممارسة صلاحياته باستقلالية تامة, ونجد في اليوم التالي قرار رئاسي بالإفراج عن متهمين بأبشع جرائم المال العام, والقتل الخاص, ضاربا بالقضاء عرض النهدين. يوجه بإيصال مشروع مياه شرب, إلى مديرية غربية أو شرقية, ونكتشف أن سكان تلك المناطق, التي تكرم عليهم الرئيس بتوجيهاته, يشربون من مياه المجاري. يوجه ببناء جامعة في مديرية, فيتم إنشاء معسكر للحرس الجمهوري. يوجه بدعم الاستثمار, فيخرج لصوصه من كل زقاق لابتزاز التجار والمستثمرين. يوجه ب "التقشف", فنجد بوابات المسئولين, تنافس قصور الملوك. هكذا هي التوجيهات الرئاسية, مقلوبة كصاحبها, ولا تأتي للمواطن, سوى بالهلاك, والدليل, توجيهات فخامته ب"التدفق" الكهربائي هذا الأسبوع, حتى شهد اليمن تدفقا غير مسبوق, وانفجرت خطوط الضغط والكابلات من قوة التدفق. التدفق في تعز, أن تعيش المدينة في سواد تام, لمدة 23 ساعة, فيما قصر الرئيس في حي "الكعابر" بالكمب لا يعرف الظلام.وفي صنعاء,التدفق هو أن يعيش " جامع الصالح " فقط, في العسل.. الشعب لا يريد توجيهات. ليرحمنا من توجيهاته ومكرماته. لا نريد أن يرحمنا برحمته. إذا كان لا بد أن يصدر توجيهات, فليوجه برفع رواتب أبناءه, وأعضاء حكومته, حتى نجدهم يشحتون في التحرير... مع هذه الكوارث, لن يكون دعاء اليمنيين, هذا العام, اللهم نسألك رد الكهرباء. الكهرباء لن تعود ومازالت العصابة موجودة. تقتل إلى ظهر الثورة, تقطع الخدمات الأساسية, وتعاقب الناس جماعيا, والغريم موجود: الثورة. القصة لا علاقة لها بضرب مأرب وأبراجها. حتى إن حدث إطلاق نار في السويد, أو تل أبيب, فإن مصدر مسئول سيقول أن عناصر تخريبية في المحيط الهادي, قد تسببوا بقطع التيار عن اليمن, ومنع المهندسين من إصلاح التيار. هناك أساليب دنيئة, لا أخلاق فيها, تمارس ضد هذا الشعب, بقصد إذلاله, وتأديبه على ما اقترف من جرم, حين خرج للمطالبة بحرية, لكن الذي رفع رأسه وشاهد السماء الصافية, لن يعود رأسه إلى الرمال.. ليواصلوا, قطع التيار خلال شهر رمضان, حتى يرحموا الشعب من قنوات اليمن, وسبأ, والعقيق, ويتأكد الناس هذا العام, أن رمضان قد نجح في تصفيد الشياطين بالفعل... مأرب "الغازية ", أصبح مشروب رمضان الأول, بدلا من " سن كويك ".." مع مأرب : مزمزها وارقد"... هذا العام، لن يبادر الأطفال بتوجيه الأسئلة لبعضهم, كما كانوا يسألون في الأعوام السابقة:«كم فطرت أيام»!!, فالسؤال طرأت عليه تعديلات : «كم مرّة فطرتم بالغدر»؟!، والإجابة ستكون:«كل يوم»!.. صوم الظالم عبادة.. حتى يشعرون بأن الجوع الذي يعيشونه لشهر, يعيشه الناس منذ 33.