أوصى المشاركون في الأمسية الرمضانية التي نظمتها المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي مناطق ساحل حضرموت بالتعاون مع مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بالمكلا مساء أمس بضرورة الحفاظ على مصادر المياه ووقف الاستنزاف الجائر من خلال استخدام وسائل ترشيد استهلاك المياه وأنظمة الري الحديثة ، وحث منظمات المجتمع المدني والخطباء والدعاة على المساهمة في تعريف المجتمع بنعمة المياه والحفاظ عليها. وفي الأمسية التي تخللتها ندوة علمية حول ترشيد استهلاك المياه تحت شعار (يداً بيد نضع لهدر المياه حد) أكد وكيل وزارة المياه والبيئة الدكتور حسين علوي الجنيد على أهمية نشر الوعي بين أوساط المجتمع بضرورة الحد من الاستهلاك الجائر للمياه وإيجاد وعي مجتمعي بأهمية المياه وضرورة الحفاظ عليها ، مشيراً إلا أن هذه النعمة لايعرف قيمتها إلا من فقه مدللاً على ذلك بما تعيشه بعض المحافظات الشمالية وفي مقدمتها العاصمة صنعاء من جفاف لآبار وعيون نظراً للتعامل غير المهني معها الأمر الذي أدى إلى استنزافها ، وأشار الجنيد إلا أن ماتحظى به حضرموت من استقرار في تموينات المياه كان بفضل الله أولاً ثم بفضل جهود قيادة وكوادر ومهندسي وموظفي المؤسسة الذين عملوا في السنوات العشر الأخيرة على زيادة مصادر المياه عبر افتتاح الكثير من الآبار لتأمين هذه النعمة للمواطنين . بدوره أوضح المدير العام للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي مناطق ساحل حضرموت المهندس عوض سالم القنزل أن إقامة هذه الندوة تأتي في إطار جهود المؤسسة لتنمية مستوى الوعي المائي لدى جميع فئات المجتمع وخلق علاقة جيدة بين المؤسسة و المستهلك ومنظمات المجتمع المدني، وتشكيل جمعيات المياه والبيئة والتي بدورها ستقوم بالمساهمة الفعالة في رفع مستوى الوعي المجتمعي . وأشار م. القنزل إلى أن مؤسسة المياه لديها ستة فروع وتضم مديريات ساحل حضرموت ، وكافة الفروع تتغذى من 71 بئراً على مدى 24 ساعة بأعماق من 600 إلى 700 متر ، مبيناً أن المؤسسة شغلت مطلع شهر رمضان الفضيل حقل فلك الذي يتميز بنوعية مياهه ويضم 6 آبار وتعمل المؤسسة على افتتاح 6 آبار أخرى قريباً ، كما أن هناك رؤية لافتتاح حقل الغليلة عقب عيد الفطر المبارك ، مضيفاً أن افتتاح هذه الحقول والآبار سيؤمن خدمة المياه لسنوات طويلة مستقبلاً . ونوه القنزل بضرورة وضع حد لمشكلة الفاقد في المياه الذي يحصل من خلال سرقة المياه والربط العشوائي داعيا خطباء وأئمة المساجد والدعاة والإعلاميين إلى الاضطلاع بدورهم في التعريف بمخاطر ذلك وأضراره ، وكذا التعريف بأهمية ترشيد استهلاك المياه والحفاظ على هذه الثروة التي ساهمت في إحداث حروب بين بعض الدول لما تمثله من أمن قومي ومصدر مهم لبقاء الحياة. واستعرض المهندس القنزل في كلمته جملة من المشاريع القادم تنفيذها من قبل المؤسسة ومنها مشروع شرق المكلا وكذا التوقيع على مشروع مياه ومجاري الشحر بعد عيد الفطر . فيما أثنى الأخ صبري باحشوان ممثل مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بساحل حضرموت على جهود قيادة وكوادر المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بساحل حضرموت لتقديم الخدمة على مدار الساعة وبأسعار مناسبة جداً ، مبيناً أن الدعوة إلى ترشيد الاستهلاك ليست مهمة مؤسسة المياه بل هي مسئولية كافة شرائح المجتمع من خطباء ودعاة ومعلمين ونخب وإعلاميين للحفاظ على هذه النعمة العظيمة التي لايعرف قيمتها إلا من فقدها. فيما دعا فضيلة الشيخ أحمد بن حسن المعلم رئيس جمعية علماء اليمن إلى ضرورة التحضير لعقد ندوة موسعة تضم كافة الأطياف والشرائح لتعزيز دعوة المؤسسة لترشيد الاستهلاك وتعريف المجتمع بقيمة هذه النعمة الربانية التي تتقاتل عليها بعض شعوب دول المنطقة حالياً لما لها من تأثير على حياة المجتمعات وتطورها. وحذر الشيخ المعلم من سرقة المياه والربط العشوائي الذي قد يدخل صاحبه في الشبهات ، حاثاً على دور أكبر من قبل كافة المؤسسات الفاعلة في مجال الإعلام والتوعية والثقافة ومنظمات المجتمع المدني كافة لتثقيف المجتمع بنعمة الماء. وقدم في الندوة عرض بروجكتر لفيلم أنتجته المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالتعاون مع ملتقى هنة شباب الغد وملتقى المكلا التطوعي وقناة حي في قلوبنا استعرض أهمية الحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها.
