نظمت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمناطق ساحل حضرموت اليوم بمدينة المكلا بالتعاون مع مكتب وزارة الأوقاف والأرشاد أمسية رمضانية تضمنت إقامة مأدبة أفطار صائم وندوة توعوية حول (ترشيد إستهلاك المياه) حضرها جمع من أصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ وأئمة المساجد والشخصيات الاجتماعية وعقال الحارات وممثلين عن السلطات المحلية في المديريات.. وفي مستهل الأمسية قدم المدير العام للمؤسسة المهندس عوض سالم القنزل شرحاً وافياً حول نشاط المؤسسة والخدمات التي تقدمها للمواطنين في مختلف مناطق ساحل حضرموت وجزيرة سقطرى لافتاً بأن الهدف من اقامة هذه الفعالية هو ربط المؤسسة بشرائح المجتمع الواعية من علماء وشخصيات اجتماعية واعتبارية والاستماع إلى كافة الآراء التي تسهم في تحسين خدمات المؤسسة . ونوه المهندس القنزل بأن المؤسسة التي هي مسؤولة في اطار اختصاصها على الشريط الساحلي وجزيرة سقطرى لديها 6 فروع وهي حريصة كل الحرص على تقديم خدماتها على مدار الساعة لإيصال تموينات المياه إلى منازل المواطنين في مختلف التجمعات السكانية مشيراً إلى أن عدد المشتركين يصل إلى نحو 80 ألف مشترك . وتطرق المهندس القنزل إلى العديد من الأشكاليات التي تواجه نشاط المؤسسة ومن بينها المديونية لدى الغير والحكومة وكذا فاقد المياه الذي يبلغ نحو 30% في المتوسط العام معدداً أسباب ذلك لتردي الشبكات القديمة للمياه بالإضافة إلى تعدي الآخرين ممن سماهم ضعاف النفوس على الشبكات سواء بسرقة المياه أو الربط العشوائي في ضعف وغياب أجهزة الضبط والأمن والشرطة , مؤكداً بأن مواجهة مثل هذه الأعمال تتطلب تعاوناً مجتمعياً حتى لا تؤثر على خدمات المؤسسة وبالتالي المساس بحصص المواطنين من المياه. وطمأن المهندس القنزل بأن مصادر المياه مستقرة وأن المؤسسة شغلت قبل شهر رمضان 6 آبار في حقل فلك لتغذية مدينة المكلا بالمياه وهي من المياه الجوفية العميقة ومن الآبار الغنية بالمياه النوعية الجيدة ولدى المؤسسة ايضاً خطة لحفر 6 آبار أخرى في نفس الحقل بعد عيد الفطر إضافة إلى حقل جديد في السلسلة الجليلة المحيطة بمدينة المكلا في منطقة الغليلة . وتحدث مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي لمناطق الساحل بلغة الأرقام حول الإيرادات والمصروفات للمؤسسة والمشاريع المستقبلية التي ستنفذها ومن بينها مشروع مياه ومجاري الشحر الذي يمول بمنحة ألمانية بنحو 33 مليون يورو وكذا المشروع المستقبلي لمناطق شرق المكلا الذي يحتاج إلى تمويل خارجي. وفي الأمسية أشاد الدكتور حسين الجنيد وكيل وزارة المياه لشؤون البيئة بنشاط المؤسسة والخدمات التي تقدمها مشيراً إلى وضع المؤسسة الحالي لا يشير لوجود أزمة في خدمات المياه إنما أزمة تمويل في إشارة إلى العجز التي تعاني منه المؤسسة ومديونيتها لدى وزارة المالية التي تقدر بنحو 254 مليون ريال. وأقترح الدكتور الجنيد إعادة استخدام مياه المساجد في أعمال التشجير للجرز والمسطحات والحدائق الخضراء لافتاً إلى ضرورة الاهتمام بهذا الأمر لما من شأنه الحد من الاستنزاف الجائر للمياه .. من جانبه أشار الشيخ صبري باحشوان المسؤول في مكتب الأوقاف والأرشاد إلى أهمية الحفاظ على نعمة المياه ووقف استنزافها وأهدارها امتثالاً لقوله سبحانه وتعالى ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحيب المسرفين) منوهاً بأن مسؤولية الحفاظ على هذه النعمة مشتركة وينبغي أن يسهم بها الجميع سواء الخطباء والمرشدين في المساجد أو الاعلاميين والمثقفين والنخب الاجتماعية في منابرهم ومنتداياتهم لتشكيل وعي مجتمعي يحافظ على هذه النعمة . كما تحدث في الأمسية فضيلة العلامة الشيخ أحمد بن حسن المعلم حول عدد من القضايا من منظور شرعي مؤكداً بأنه لا يجوز شرعاً سرقة المياه أو التعدي على الشبكات والأنابيب تحت أية ذريعة كانت داعياً المؤسسة إلى مواصلة جهودها في معالجة الكثير من الاختلالات والإشكاليات التي تحد من نشاطها وتعزيز علاقاتها المستهلكين وقال الشيخ المعلم أن الواجب يحتم على الجميع المحافظة على نعمة المياه وعدم الإسراف في استخدامها . وعرض في الأمسية الرمضانية أرشادات بلبروجكتر عن السلوكيات الخاطئة لاستخدامات المياه في المنزل إضافة إلى مشهد تمثيلي هادف قدمه شباب منتدى حي في قلوبنا بالمكلا نال استحسان الحاضرين.