مدينة مرسين هي عاصمة محافظة مرسين تقع في جنوبتركيا ولها ميناء على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وفقا لأوليا جلبي فإن مرسين استمدت اسمها من اسم قبيلة «مرسين أوغولاري»، نظرية أخرى تقول بأن الاسم مشتق من نبتة الآس والتي تنمو بكثرة في هذه المنطقة. ساحل مرسين مسكون منذ الألفية التاسعة قبل الميلاد، وقد كشفت الحفريات التي قام بها جون غارستانغ لتل «يوموكتيبي» بوجود 23 مرحلة استعمارية قامت في هذه المنطقة، أقربها يرجع لتاريخ 6300 ق.م. ولكن يبدو أن المنطقة تم التخلي عنها بين عام 3200 وعام 1200 ق.م. في القرون اللاحقة، أصبحت المدينة جزءا من العديد من الدول والحضارات بما فيها الحيثيون والآشوريون والفرس واليونانيون ومقدونيو الإسكندر الأكبر والسلوقيون والبطالمة. خلال فترة الحضارة الإغريقية، حملت المدينة اسم زيفيريون وأشير إليها عند العديد من المؤلفين القدامى. وبصرف النظر عن مينائها الطبيعي وموقعها الاستراتيجي على طول الطرق التجارية لجنوب الأناضول، فقد استفادت المدينة من تجارة الموليبدنوم (الرصاص الأبيض) من المناجم المجاورة. أصبحت المنطقة في وقت لاحق جزءا من مقاطعة كيليكيا الرومانية، التي كانت عاصمتها طرسوس، في حين كانت مرسين الميناء الرئيسي لها. تم تغيير اسم المدينة من اسمها اللاتيني «زيفيريون» إلى هادريانوبوليس، وذلك على شرف الإمبراطور الروماني هادريان. في عام 1918، قامت القوات الفرنسية والبريطانية باحتلال مرسين، حيث كانت مرسين الحد الغربي للأقاليم السورية الشمالية وأصبحت خاضعة لتركيا بموجب معاهدة لوزان بين تركيا من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى، وتضم هذه الأقاليم أضنة ومرعش وماردين وجزيرة ابن عمر واورفة وديار بكر وعنتاب. اليوم مرسين تعتبر مدينة كبيرة تنتشر على طول الساحل، وفيها ناطحة سحاب من 52 طابق اسمها «برج ميرتيم»، وكانت تعد أطول ناطحة سحاب في تركيا لمدة 13 عاما، بين عامي 1987 و 2000 إلى أن تم الانتهاء من أبراج «بانكاسي» في إسطنبول، ويوجد في مرسين أيضا الفنادق الضخمة ودار الأوبرا، والعقارات الغالية بالقرب من البحر وعلى التلال، والعديد من المرافق الحديثة. بالرغم من عدم وجود منشآت عريقة وحياة ليلية كتلك الموجودة في إسطنبول وإزمير. ساحل مرسين هو أطول ساحل في تركيا وفي شرق البحر الأبيض المتوسط.