أقام المنتدى الدبلوماسي في القاعة الكبرى للمعهد الدبلوماسي أمس الأول وفي إطار نشاطاته السياسية والثقافية التي يقيمها ويستهدف فيها كادر وزارة الخارجية محاضرة سياسية توعوية بعنوان «استعراض لمجريات الحوار الوطني ومخرجاته» للباحث السياسي عبدالغني الإرياني، تطرق فيها الباحث الى ثلاثة محاور رئيسة حول الحوار الوطني هي " كيف جاء الحوار, إلى أين وصل, والمخرجات المتوقعة". ووصف عبدالغني الإرياني فيها الوضع السابق بقوله أنه كان عبارة "عن تحالف عسكري قبلي يحكم دولة مركزية ضعيفة، وهذا التحالف شكل صيغة الدولة اليمنية عبر فترات طويلة من التاريخ. كما قال بأن المبادرة الخليجية جاءت وجاء معها الحوار والذي كان اقتراحاً دولياً يهدف إلى جملة من القضايا يقع على سلم أولوياتها معالجة الخلافات وضمان المشاركة. والتوعية وخلق نظام تشاركي ذا مشروعية قوية واختيار النموذج التنموي والاقتصادي المناسب، إلا أنه مثل للنخبة مجرد فرصة لإعادة التوفيق بين جناحي التحالف السابق الذكر لإعادة تقسيم السلطة وهو ما شكل عاملاً أخذ الحوار إلى حد ما بعيداً عن أهدافه الرئيسة وحد من فاعليته. واضاف أنه وبرغم الأهمية الكبيرة للحوار والذي جاء مخرجاً حضارياً يبعد اليمنيين عن شبح الاقتتال ، إلا أن هناك ملاحظات لابد من الإشارة لها،حيث لوحظ أن الفئات غير المؤطرة التي شاركت في الحوار لا يوجد لديها خبرة سابقة ولا دعم فني وآلية الحوار لم تكن مهيئة للاستفادة من الخبراء، وكان الوقت قصيرا جداً، كما أن النخب السياسية في أثناء مشاركتها كان يعنيها بالدرجة الأولى قضية تقاسم السلطة. مشيراً الى ان نسبة كبيرة من المخرجات الحاصلة يغلب عليها السطحية والتناقض كما أنها غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع وأعباؤها المالية أكبر من قدرات الدولة المالية بكثير، ويمكن القول بأنه كان من الممكن تحقيق نسبة أكبر بكثير من القرارات تكون فعالة وقابلة للتطبيق. وحول عملية تقييم الوضع الراهن للحوار الوطني قال: يمكن القول إن قضية صعدة قد تم حلها بمجرد قبول جماعة أنصار الله في الدخول في الحوار وبالتالي قبولها في خوض غمار الحياة السياسية وهو المطلب الرئيسي في الأساس فيما يخص قضية صعدة، بينما قضية الجنوب لم تحظ بالنقاش اللازم إلى الآن، حيث تم النقاش في الفترات السابقة خلف الأبواب المغلقة، وهذا أدى إلى أنه وفي نهاية الحوار تم تشكيل لجنة 8+8 للوصول إلى صفقة نخبوية، والملاحظة المهمة أن فريق القضية الجنوبية لم ينزل إلى الشارع الجنوبي، وبالتالي لم يلمس الحوار حقيقة الوضع في الشارع الجنوبي. وحول هذه النقطة قال مفصلاً أنه وبدون الوصول لحل مقنع للقضية الجنوبية فإن حركة الحوار الوطني تقترب من العودة إلى نقطة الصفر، ومن الجدير بالذكر انه عند بدء الانتفاضة الشعبية في الجنوب كان عدم الوصول للشارع الجنوبي بتطبيق النقاط العشرين جعل من امكانيات الحوار مع الشارع الجنوبي معدومة، وطالما لم تقدم المعالجات السليمة في وقتها فأنه يجب القبول بالمعالجات التي لم تكن مقبولة سابقا مثل قضية تكوين الدولة من اقليمين، حيث يجب استيعاب ضرورة تقديم تنازلات إذا كان هناك حرص حقيقي على الوحدة. وقال أن الوضع الراهن في الحوار هو استمرار عمل لجنة ال16 لإيجاد حلول مقنعة للقضية الجنوبية, واستمرار عمل لجنة التوفيق التي يفترض أن تترجم مخرجات الحوار الوطني وتحولها إلى نظام سياسي. وفي ختام المحاضرة كرر الباحث عبدالغني الارياني تأكيده على أهمية الحوار وأهمية النتائج التي وصل إليها وضرورته الملحة لبلادنا، مع التأكيد أيضا على أنه كان بالإمكان الوصول إلى نتائج أكبر وأكثر أهمية.