أصدرت هيئة شرعية فلسطينية فتوى مطلع أكتوبر أجازت فيها المواعدة على الانترنت في ظل ظروف معينة. والفتوى التي صدرت تتناقض مع أخرى أكثر تشدداً أصدرها علماء شريعة في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس وترفض المواعدة الالكترونية. وأقر مجلس الإفتاء الأعلى الفلسطيني إن «التفاعل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية أصبح ظاهرة واسعة الانتشار ومن المستحيل منعه تماماً أو تجنبه» بحسب ما نشرته صحيفة (لوس انجلوس تايمز) الأميركية. وجاء في الفتوى إن الدردشات عبر الانترنت (الشات) بين الجنسين جائز بشرط أن يكون في غاية الزواج وعلى إن يحترم الطرفان القواعد الأخلاقية والضوابط الشرعية. وحددت الهيئة الشرعية الفلسطينية هذا (الشات) بأن يتم في علم ودراية عائلتي الطرفين وألا يحدث في غرف مغلقة وعلى ألاَ توفر المرأة صوراً لها». من جانبه قال حسن جوجو الذي يرأس مجلس المحكمة الشرعية في غزة: «إذا أراد الرجل أن يتزوج امرأة فعليه أن يذهب إلى منزلها ويستأذن والدها». ويجيز الجوجو التواصل عبر الانترنت إذا كان ذلك هو الوسيلة الوحيدة، بحسب الصحيفة الأميركية. ووسعت شبكة الانترنت من الآفاق المتاحة أمام الشباب في الأراضي الفلسطينية وكثير منهم ينشط على مواقع التواصل الاجتماعية. ويستخدم الشباب الفلسطيني بعض المواقع للتعارف والمواعدة والزواج ولكن الفتيات نادراً ما ينشرن صورهن، إذ لا تزال فكرة المواعدة الالكترونية على الانترنت من المحرمات بالنسبة لكثير من الأسر الفلسطينية. وقال عمر عياد رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية: «على الرغم من هذه الفتوى، إلا أن العادات والتقاليد الفلسطينية ستبقى مسيطرة» محذراً من أن الفتوى قد تجر مشاكل للعائلات جراء ضغوطات الشباب على الفتيات للتواصل معهم عبر الانترنت والمجادلة بأنه «إذا كان الدين يسمح لماذا تعارضين ذلك؟». وأضاف: «مفهوم اتصال الرجل بالمرأة عبر الانترنت بغية الزواج في نهاية المطاف، لا يزال غامضاً ومفتوحاً على التأويلات».