ناقش مجلس النواب في جلسته المنعقدة أمس برئاسة رئيس المجلس الأخ يحيى علي الراعي مع عدد من الوزراء في حكومة الوفاق الوطني جملة من القضايا المتصلة بهموم الناس وحياتهم اليومية الأمنية والمعيشية والمصالح العامة وكذا المرتبطة منها بالحفاظ على المصالح العليا للوطن . وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن مناقشة تلك القضايا مع الحكومة تنطلق من حرص المجلس على أهمية تكامل الجهود المشتركة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وتفعيل دور المؤسسات الرسمية بالحفاظ على الأمن والاستقرار ومصالح الناس الحياتية اليومية . ولفت إلى أن التكامل والتضامن بين السلطتين يهدف إلى تحقيق المصلحة الوطنية العليا والحفاظ عليها ولا يحمل أية نوايا أو مكايدات سياسية أو حزبية . وأوضح رئيس مجلس النواب أن أبرز القضايا والمشاكل والهموم التي وقف عليها أعضاء المجلس خلال الجلسات السابقة وتحتاج إلى إيضاح من قبل الحكومة بأجهزتها المختصة قضايا استمرار تخريب خطوط وأبراج نقل التيار الكهربائي وتفجير أنابيب النفط والغاز وأعمال التقطعات في الطرقات العامة . وتطرق يحيى علي الراعي كذلك إلى عمليات التفجيرات الإرهابية والاغتيالات لشخصيات أمينة وعسكرية ومدنية ومهاجمة بعض المعسكرات ومواقع عسكرية وأمنية من قبل عناصر إرهابية وانتشارها في بعض المحافظات ومحاولة إدخال شحنات الأسلحة إلى البلاد بصورة غير مشروعة . وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن ملاحظات نواب الشعب شملت مشكلة عدم توفر المشتقات النفطية بأمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية اليمنية وكذا المشاكل التي تواجه المغتربين اليمنيين وما يعانيه الصيادين من قبل الدول المجاورة وخاصة إريتريا واستمرار قيام الطائرات بدون طيار بقصف بعض المناطق السكنية في عدد من محافظات الجمهورية وقتل مواطنين أبرياء . وطلب رئيس مجلس النواب من الوزراء المختصين إيضاح تلك القضايا المشار إليها والإجراءات التي اتبعتها الحكومة في سبيل حلها . وفي هذا السياق أوضح وزير الداخلية اللواء الركن عبدالقادر محمد قحطان أن الحكومة ممثلة بأجهزتها العسكرية والأمنية تقوم بإجراءاتها القانونية إزاء الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة .. لافتا الى بعض القضايا في طريقها للحل والبعض الآخر لازالت الإجراءات الأمنية والعسكرية قائمة في مراقبتها ومتابعتها واتخاذ الإجراءات اللازمة لإحالتها إلى القضاء ليقول رأيه العادل فيها . ونوه إلى دور وسائل الإعلام الذي ينبغي عليه نشر الحقائق وتسليط الأضواء على الإجراءات والجهود التي يبذلها منتسبو مؤسستي الدفاع والأمن .. معاتباً في ذات الوقت بعض وسائل الإعلام التي تضخم الأحداث وتقلل من الإجراءات التي تتخذها المؤسسات العسكرية والأمنية والتضحيات التي قدمتها . وأشار وزير الداخلية إلى أن قضايا الاختلالات الأمنية التي تحدث بين الحين والآخر هي قضايا تهم الجميع وتقع مسئولية مكافحتها من قبل كافة المسئولين والمواطنين والمجتمع بأسره . من جانبه أوضح وزير النفط والمعادن المهندس أحمد عبدالله دارس أن بعض الانقطاعات للنفط ومشتقاته يأتي بسبب ما تتعرض له أنابيب النفط من تفجيرات والتقطعات التي تواجه ناقلات النفط في بعض الطرق وكذا بسبب المديونية لدى بعض مؤسسات الدولة لوزارة النفط وقدرها بمبالغ باهظة .. منوهاً إلى ضرورة إيجاد خزانات استراتيجية للوقود لمواجهة أي أزمات . فيما أوضح وزير الثروة السمكية عوض سعد السقطري ما قامت به الحكومة من إعادة الصيادين من جمهورية السودان وما تبذله من جهود تجاه هذه المشكلة الشائكة مع بعض دول الجوار في سبيل إعادة الصيادين اليمنيين .. مبينا أن هذا الملف لازال يتابع كذلك من قبل وزارة الخارجية . من جهته بين نائب وزير الخارجية الدكتور علي مثنى حسن ما تقوم به الوزارة في سبيل حل بعض المشكلات القائمة مع بعض دول الجوار المتعلقة بالمغتربين والصيادين اليمنيين . ووعد بموافاة المجلس بتقرير مفصل حول تلك القضايا التي تتابعها الوزارة . وقد عقب عدد من أعضاء المجلس على الردود الإيضاحية المقدمة من الوزراء . وخلصت الجلسة إلى مواصلة النقاش حول تلك القضايا في جلسة قادمة . وكان المجلس قد استهل جلسته باستعراض محضره السابق وأقره . وسيواصل أعماله الأحد القادم بمشيئة الله تعالى . حضر الجلسة كذلك وزير شؤون مجلسي النواب والشورى الدكتور رشاد أحمد الرصاص ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد .