قصر السلطان العبدلي ذلك المعلم التاريخي ذات النمط الأوروبي والواقع بمدينة كريتر في حي الرز ميت ، يعد من أهم المعالم التاريخية في عدن ولكن الإهمال طال كل زاوية في هذا القصر، فتراكم الغبار على الأسقف والحوائط يتسبب في إتلاف الدهان والزخارف والنقوش وهذا بدوره ساهم إلى حد بعيد في تغيير الملامح الجميلة للقصر .. لمزيد من التفاصيل حول تاريخ هذا المعلم الأثري التقينا د . مرشد شمسان - مدير مركز الدراسات والبحوث في عدن ، ونوجز حديثه في الأسطر الآتية : تأسيس القصر في البداية أوضح د/مرشد أن هذا المبنى من المعالم الكبيرة في عدن وعلى مستوى اليمن ، وهو يثير انتباه كل الناس والاختصاصيين في مجال التاريخ والهندسة المعمارية،والسائحين . وقال : تأسيس مبنى قصر السلطان العبدلي كان عام (1912م) في مديرية صيرة والذي يشغله حالياً مركز الدراسات والبحوث اليمني فرع عدن . وكان هذا القصر لحاكم لحج حيث تم بناؤه في عهد السلطان فضل بن علي العبدلي وقد تم تشييده في عصر السلاطين والمماليك اليمنيين فهو يروي قصة المراحل الحضارية التي مرت بها اليمن عبر تاريخها الطويل . وفي الوقت الراهن فهو مقر لمركز الدراسات الذي يضم مكتبة تمتلك عدداً كبيراً من المجلات العلمية والثقافية القديمة والحديثة ومن أمثلة تلك المجلات مجلة الدراسات اليمنية الصادرة عن المركز بما تحتويه من دراسات بحثية عن الشأن اليمني . كما يمتلك المركز الأرشيف التاريخي الذي يتضمن عدداً من أهم القوانين الأساسية المنظمة للحياة العامة في عدن أيام الاحتلال البريطاني لعدن إضافة إلى نماذج من المخطوطات القيمة التي يحتويها الأرشيف. زخارف هندسية مميزة وحول البناء المعماري لهذا القصر قال : يتميز القصر بواجهاته الأربع بالزخارف الهندسية المميزة فهو من أجمل القصور لنماذج العمارة اليمنية وتم بناؤه من الأحجار المقاومة للرطوبة ويتماسك بمادة البوميس التي كانت متوفرة في عدن منذ فترات زمنية سابقة وطليت جدرانه الداخلية بمادة الجص وأرضياته من البلاط . أقسام القصر وحول أقسام القصر قال : هناك ثلاثة أقسام للقصر وهي كالتالي: 1 - قسم يشغله الآن مركز الدراسات والبحوث اليمني . 2 - قسم تشغله الهيئة العامة للآثار والمتاحف. 3 - قسم تم إعادته للسلطان ، وقد كانت تشغله كلية الحقوق وقبلها المحكمة العليا ومنظمة الحزب الاشتراكي . تسميات القصر وتحدث إلينا حول تعدد تسميات القصر فقال : تعددت تسميات القصر نظرا لتعدد الجهات التي استولت عليه ولهذا القصر أربع تسميات وهي قصر السلطان العبدلي ، وقصر الشكر ، وقصر (14اكتوبر) ،وقصر البراق . وسمي قصر السلطان العبدلي تيمنا بالسلطان عبد الكريم بن فضل العبدلي وهذا الاسم مازال شائعا لدى المواطنين حتى يومنا هذا . وبعد الاستقلال الوطني أطلق عليه قصر الثورة وأيضاً قصر 14 أكتوبر حيث كان مقراً للجبهة القومية (القيادة العامة) التي تسلمت السلطة، بينما الجزء الأخير مقر خاص لمطابع الحكومة والتي تصدر فيها الصحيفة الرسمية 14 أكتوبر وهذه التسميات ارتبطت بالقصر الكائن في منطقة الخليج الأمامي في مدينة «عدن» .أما قصر البراق فهي تسمية أطلقها العامة من الناس ، وهي كلمة محرفة من اللغة الانجليزية ،مشتقة من كلمة إنجليزية Beracks ، وتعني معسكرات تواجد الجنود البريطانيين في عهد الإدارة العسكرية، وقد بني منها الكثير في المساحة الواقعة قرب ساحل صيرة ميناء عدن القديم ، حيث وطئت أقدام المحتلين الانجليز عندما احتلوا عدن عام 1839 .كما سميت باللغة العربية "الرز ميت" وتعني ثكنات عسكرية . أما تسمية قصر الشكر فيرجعها البعض إلى الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين الذي كان ولياً للعهد عند زيارته لعدن حيث نزل ضيفاً عند السلطان في أبريل 1946م بهدف العلاج ظاهراً ، ولكن هدف الزيارة هو متابعة المعارضين ، وإقناع البعض منهم بالعودة إلى الشمال . وبعد 22 يونيو 1969 تحول القصر إلى مدرسة للعلوم الاشتراكية لأعضاء وكوادر التنظيم السياسي للجبهة القومية لتدريس أصول علوم الاشتراكية العلمية حينذاك. وفي عام 1982م تحول جزء من القصر للمتحف الوطني للآثار والجزء الآخر صار مقراً لمنظمة الحزب الاشتراكي . ومنذ العام 1984 تحول الجانب الأكبر من القصر مركزا لأبحاث الثقافة والإرشاد . وبعد أحداث 13 يناير1986 الدامية تحول القصر إلى محكمة ثم إلى كلية الحقوق لجامعة عدن حتى عام 2005 وفي هذا العام أعيد القصر إلى أصحابه ( السلطان علي عبد الكريم ) . القصر معرض للأضرار وفي ختام حديثه أكد د. مرشد أن القصر معرض لأضرار كبيرة نتيجة الإهمال وعدم الصيانة منذ فترة طويلة . وقال : هناك بعض الترميمات البسيطة التي أحيانا تسهم في تعديل الملامح الجميلة للقصر . وبالنسبة لعملية إعادة الترميم وصيانة المبنى التاريخي فنحن منتظرون الدعم من الجهات المعنية ومن الصندوق الاجتماعي. وتعتمد منهجية العمل في مشروع إعادة ترميم وصيانة القصر على تشكيل فريق متكامل يضم مهندساً معمارياً ومهندساً إنشائياً ورساماً معمارياً بالإضافة إلى باحث تاريخي ، بحيث يعد كل واحد منهم دراسة متكاملة في مجال اختصاصه . دعوة نحن بدورنا نوجه دعوة للجهات المعنية إلى سرعة صيانة القصر للحفاظ عليه فهو جزء من تاريخ عدن العريق .