افادت دراسة اميركية ان قضاء وقت طويل أمام شاشة الكمبيوتر أو التلفزيون يؤدي الى الاصابة بأنواع مختلفة ومستعصية من السرطان. وقارن الباحثون نتائج دراستهم بنتائج 43 دراسة أخرى، ثم أجمعوا على خلاصة مفادها أن الأشخاص الذين يمضون ساعات أطول من اليوم وهم جالسون تزداد مخاطر إصاباتهم بأنواع محددة من السرطان بنسبة 66 % مقارنة بهؤلاء الذين لا يستقرون في أماكنهم ويتعمدون الحركة باستمرار. وأظهرت الدراسة التي نشرتها مجلة التايم الأمريكية: «المعهد الوطني للسرطان» وجود علاقة وثيقة بين الجلوس لوقت طويل وإصابة نحو 70 ألف مريض بأنواع مختلفة من السرطان، إذ إن الجلوس مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 24 %، والرحم بنسبة 32 %، والرئة بنسبة 21 %. الأسوأ من ذلك، بحسب الدراسة، أن نسب الإصابة بسرطان القولون والرحم تقفز أكثر مع ازدياد عدد ساعات الجلوس أمام التلفزيون تحديداً حتى تصل إلى 66 %، ويزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان تناول الأغذية والمشروبات غير الصحية أثناء مشاهدة التلفزيون. وحذرت دراسة بريطانية سابقة من أن المسنين الذين يجلسون بدون حراك لساعات طويلة قد يكونون عرضة للشلل أو الموت المفاجئ لا سيما بعد عمر الستين. ووفقاً للدراسة فان كل ساعة إضافية من الجلوس تزيد من خطر تعرض المسنين للإعاقة وخاصة الشلل بنسبة 50 %. وشكلت الدراسة 2,286 شخصاً تجاوزوا سن الستين عاماً، وعمل الخبراء على تقييم وضعهم الصحي بواسطة أجهزة تقيس نشاطهم البدني. وأكد الطبيب روب دانوف، العضو في جمعية أطباء العظام الأميركيين «إيه أو إيه» «إننا بالجلوس لساعات طويلة، نمهد طريق الوفاة». فمن الآلام في الظهر وتراخي العضلات إلى أمراض القلب والسكري وحتى الوفيات المبكرة، كثيرة هي المخاطر المحدقة بالموظف القليل الحركة، بحسب مجموعة من الدراسات صدرت خلال الفترة الأخيرة. وشرح روب دانوف: «أصبحنا مجتمعاً مترهلاً. فنحن نبقى جالسين أغلب الأوقات في المكتب وعندما نعود إلى المنزل نجلس على الأريكة أمام التلفاز، وهذا النمط فتاك». وكشف المعهد الأميركي للصحة أن البالغ الأميركي الواحد يبقى من دون حركة ما يعادل 7,7 ساعات في اليوم الواحد، و70 % من الموظفين يمضون أكثر من 5 ساعات في اليوم جالسين أمام مكاتبهم. وكلما ازدادت ساعات الجلوس، تضررت الدورة الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع الخطر. ولا تحل ممارسة التمارين الرياضية في النوادي المشكلة، بحسب روب دانوف. وصدر العام الماضي توجيه عن الجمعية الطبية الأميركية، يدعو أرباب العمل والموظفين إلى إيجاد بدائل عن الجلوس دوماً في العمل مثل المكاتب المرتفعة والمقاعد النافخة. ويبدو أن هذه المطالب باتت تلقى أصداء.