نظمت وزارة الأوقاف والإرشاد بالتعاون مع المركز الثقافي المصري مساء أمس الاول في مسجد التقوى بأمانة العاصمة ندوة دينية لبعثة الازهر الشريف في اليمن عن حقوق غير المسلمين في بلاد الاسلام . وفي الندوة التي حاضر فيها نخبة من علماء بعثة الازهر الشريف في اليمن أكد فضيلة الشيخ الباز محمد الدميري في محاضرته تحت عنوان (المبادئ التي تحكم علاقة المسلم بغير المسلم ) أن رسالة الاسلام رسالة عامة ، وأن أمة الاسلام مكلفة من قبل الله بأن تضع الاسلام أمام جميع أمم الارض وتعرفهم به وبعد ذلك من شاء أسلم ومن لم يشأ بقي على ما هو عليه وحسابه عند الله . وقال إن المقصود بغير المسلمين كل صاحب عقيدة مخالفة لعقيدة الاسلام ويشمل هذا التعبير اليهود والنصارى المقيمين داخل المجتمع الاسلامي وأيضا المستأمنون ممن دخلوا بلاد المسلمين وليسوا مواطنين فيها . وأوضح أن الاسلام قد وضع أسساً ومبادئ وقواعد تقوم عليها علاقة المسلم بالناس عامة ولا تقتصر على المسلمين وحدهم وتتمثل في المساواة في الكرامة الآدمية ، الاخوة ، السلم ، والتواصل وهو مفروض شرعا لأسباب عدة اهمها ان الانسان اجتماعي وبطبيعته يحتاج الى الناس ولأن الاختلاف سنة كونية ، وكذا مبدأ الحوار وله أسس يقوم عليها ليكون حواراً ناجحاً وهي صدق المرجعية و القول السديد وأدب الاختلاف وطلب البرهان والبناء على القواسم المشتركة ونقاط الالتقاء مؤكدا أن الاسلام هو أصلح نظام لتسيير العالم كله لأنه ينظم كافة العلاقات . من جانبه أكد شيخ الازهر فضيلة العلامة صلاح السيد ناجي في محاضرته تحت عنوان (حقوق غير المسلمين في المجتمع الاسلامي ) أن رسالة الاسلام عامة وشاملة وفيها كل ما يحتاج اليه البشر في امور دينه ودنياه . وأوضح ن الاسلام قد جاء ليحافظ على الانسان كإنسان ولذلك بين كيف يتعامل المسلم مع غير المسلم . لافتا الى أن غير المسلمين قد عاشوا في أمن وأمان آمنين على ارواحهم وأموالهم وأعراضهم في كنف الدولة الاسلامية على مدى التاريخ الاسلامي منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأن الاسلام كفل لهم ذلك . وقال أن ما يحدث من مخالفات من قبل بعض من ينتمون للإسلام ضد غير المسلمين في بلاد الاسلام لا تعبر إلا عن من يمارسها وأن الاسلام بريء منها . وأشار الى أن الاسلام قد كفل لغير المسلمين الذين يعيشون في بلاد الاسلام الكثير من الحقوق منها حق حرية الاعتقاد ، حق المناصرة ( المدافعة عنهم باعتبارهم مواطنين يعيشون مع المسلمين في بلد واحد) ، حق العدل معهم في كل شيء ، السؤال عنهم والتعرف على أحوالهم ، مستشهدا بالعديد من القصص التى حدثت في تأريخ الاسلام والتي تبين كيف تعامل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ومن بعدهم من الخلفاء والأئمة الصالحين تعاملا ً حسناً مع غير المسلمين . داعيا الى الاقتداء بالرسول صلى عليه وسلم في ذلك والتعامل مع المسلمين وغير المسلمين بالحسنى . من جهته حث فضيلة الشيخ محمد محمد احمد عويس رئيس بعثة الازهر الشريف في اليمن المسلمين خلال محاضرته التى القاها تحت عنوان ( التسامح مع غير المسلمين ) على الاقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم في التسامح والعفو وحسن المعاملة مع غير المسلمين . مستشهدا بالعديد من القصص التى عبرت عن مدى تسامح الرسول صلى الله عليه وسلم مع من اذوه من الكفار والمشركين واليهود . وقال أن من أهم المجالات التى أهتم بها الاسلام تفعيل التسامح مع غير المسلمين الذين يقيمون فيما بيننا كمواطنين أو كمستأمنين أو أي مخالف لنا في العقيدة لم يحاربنا . موضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الناس الى التسامح ولم يقابل السيئة بالسيئة بل بالعفو والصفح . كل اليمنيين والأحزاب والقبائل وفرقاء السياسة في اليمن الى التسامح فيما بينهم والاقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وليتفرغوا مستقبلا لبناء اليمن . مؤكدا أن خدمة الدين تأتي بالتسامح والعفو وحسن المعاملة وليس بالاختطاف او القتل او الاغتيال او التفجير والتي هي أعمال تسىء للإسلام . وقال ان الاسلام لا يحتاج الى عنف كي ينتشر وإنما الى حسن الخلق والتعامل الحسن والصدق والأمانة وهو ما اتصف به التجار المسلمون الذين نشروا الاسلام في مختلف بلاد العالم . حضر الندوة رئيس المركز الثقافي المصري بصنعاء .