هل الإرهابي هو فقط عضو تنظيم (القاعدة) وأخواتها فقط .. ( مفتكرش) .. نحن أيضاً إرهابيون .. إرهابيون شكل ثاني .. إرهاب تنظيم القاعدة يمارس القتل السريع .. ونحن نمارس القتل بالآجل .. يعني الموت البطيء .. سلاح إرهاب القاعدة الحديد والنار .. الحزام الناسف .. السيارة المفخخة .. أما سلاحنا فهو الانانية والمصالح الشخصية .. الغش والكذب .. اغتصاب حقوق الآخرين .. إلحاق الضرر بالغير .. استغلال حاجة الضعيف! المسؤول والموظف الفاسد في الجهاز الإداري للدولة .. مهما كان منصبه .. إرهابي .. المدرس المقصر في واجبه .. إرهابي .. الطبيب المهمل .. إرهابي .. القاضي الجندي مسؤول الأمن وكل من لا يخلص في عمله .. إرهابي! إرهابي القاعدة بعد ان يتجرد من انسانيته .. بعد ان يتحول من بني آدم ليصبح من ذرية ابليس .. يغتصب ويقتل النساء والأطفال .. أما نحن فكل من فقد الاحساس ولم يتألم لمشهد أرحامنا يتسولن في الشارع .. لا يختلف عن ذلك الإرهابي .. كذلك من بات شبعان وجاره جائع .. أيضاً إرهابي .. جاره ليس بالجدار فقط .. سكان الشارع والحي الذي يعيش فيه كلهم جيرانه .. أهله .. واخوانه في الله! ايها الناس .. هل أدلكم على طريق النجاة من إرهاب تنظيم القاعدة واخواتها .. هل أدلكم على اشارة المرور إلى الجنة .. إنها المحبة .. لأن (الله محبة) .. و(لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا) تعالوا بعضنا بعضاً .. فلن ينقذنا سوى الحب .. الحب ولاء لله وللوطن .. الحب طاقة هائلة يتماسك بها المجتمع كله .. فلا حياة لمجتمع بلا حب .. الحب تضحية وعطاء .. الحب صدق ووفاء .. الحب عفة وطهارة .. الحب مشاعر وأحاسيس فياضة .. الحب صلة الرحم .. صلة بكل ذي رحم .. من قطعها قطعه الله .. ومن لم يرحمها لن يرحمه الرحمن .. لن يرحمنا الله إن لم نرحم بعضنا بعضاً .. و (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)! والآن أحبائي دعوني اطلعكم على مقطع من مقال كتبه المرحوم عبدالمجيد لقمان في مجلة (العروبة) في عدن عام 1960م. (يجب ان نفهم ان الشعوب التي نالت استقلالها اخيراً إذا لم تكن أكثر فناً وصناعة وتخصصاً في نواحٍ شتى من علوم الحياة الضرورية، فإنها على الاقل نالته باخلاق مبنية على الاتحاد والتفاهم والإيثار وتقدير بعضهم لبعض، لان اخلاقاً كهذه قيمتها توازي أضعاف اضعاف الشهادات الجامعية، وتأثير اخلاق كتلك في بناء الأوطان لأشد مفعولاً من وريقات لم يتعلم حاملوها كيف يحبون بعضهم بعضاً).