عبر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس الأحد عن عدم استعجاله لشن عملية عدوانية موسعة فورية ضد قطاع غزة ردا على تصعيد أعمال المقاومة الصاروخية عبر خط التماس بعد انتهاء التهدئة بين حماس وإسرائيل. وأطلق نشطاء فلسطينيون أكثر من 50 صاروخا وقذيفة مورتر على المستوطنات منذ انتهاء التهدئة يوم الجمعة. وكانت مصر توسطت في التهدئة التي استمرت ستة شهور. وخلال مطلع الأسبوع استشهد فلسطيني في غارة جوية للاحتلال الإٍسرائيلي كما أصيب مستوطن واحد على الأقل في جنوب إسرائيل جراء قذيفة مورتر. وتوعد الوزير الإسرائيلي اسحق هرتزوج إنه إذا لم توقف حماس إطلاق الصواريخ فان جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يكون أمامه خيار سوى اتخاذ «إجراء صارم» غير أنه لم يوضح ما يمكن أن يستتبع ذلك، وقال هرتزوج «توجيه ضربة لغزة أمر سيحدث وستكون شاقة ومؤلمة.» ولكن أولمرت أشار إلى اتجاه غير متعجل بشكل أكبر في الوقت الراهن وقلل من شأن الخيارات الصعبة التي تواجه الحكومة قبل الانتخابات المقررة في العاشر من فبراير. وزاد إطلاق صواريخ المقاومة من الضغط على أولمرت وحكومته لشن عملية كبيرة قد تؤدي إلى خسائر فادحة على الجانبين وتسبب أزمة إنسانية حادة في قطاع غزة كما قد تثير احتجاجات دولية. واتهم حزب ليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو المتقدم في نتائج استطلاعات الرأي أولمرت وحكومته بالفشل في حماية المستوطنين الإسرائيليين المقيمين على الحدود مع قطاع غزة الذي سيطرت عليه حماس في يونيو عام 2007 . وصرح أولمرت لمجلس وزراء الاحتلال «الحكومة لا تريد أن تتعجل في خوض معركة ولكنها لا تريد أن تتفادها أيضا.» وحذر الوزراء والأحزاب المعارضة من الإدلاء «بتصريحات شديدة» وأشار إلى أنه يفضل الانتظار ومعرفة ما ستسفر عنه الأيام. وتابع «إسرائيل تعرف كيف تقدم الرد المناسب وفي الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة التي تنم عن مسؤولية.» وسقط إجمالي عشرة صواريخ من غزة على المستوطنات الإسرائيلي أمس الأحد ووجه جيش الاحتلال ضربة عدوانية جوية زعمت انها تستهدف قاذفة صواريخ والاستمرار في إغلاق المعابر الحدودية وهو الأمر الذي يحول دون مرور الإمدادات الإنسانية. وأدت غارة جوية إسرائيلية أمس الأول السبت إلى مقتل مقاوم من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي المسؤولية عن معظم الهجمات الصاروخية. ولا يبالي المدنيون فيما يبدو من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بانتهاء التهدئة إذ أن كثيرين في قطاع غزة يشعرون أن التهدئة لم تحقق المتوقع منها من انتهاء الحصار الإسرائيلي على القطاع كما يشعر كثيرون في إسرائيل إنها لم تقم بتأمينهم من الهجمات الصاروخية الفلسطينية. وكانت التهدئة بدأت تتآكل منذ بداية نوفمبر عندما دفعت غارة للاحتلال الإسرائيلي قاتلة إلى تصعيد المقاومين لإطلاق الصواريخ التي لم تحدث معظمها إصابات أو أضرار.