هذه مفاجأة سعيدة أخري.. خرجت من اليمن السعيد، بإعلان الرئيس علي عبدالله صالح قراره بعدم ترشيح نفسه لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات التي ستجري العام المقبل، ولا أظن أن الرئيس صالح، يرمي من وراء إعلانه المبكر إلي تحريك مشاعر الشعب اليمني.. ودفع محبيه ومؤيديه - وهم كثر- إلي التظاهر والاحتجاج.. ومطالبته بالعدول عن القرار، النادر في الحياة السياسية العربية. فالرجل عروبي أصيل، وصادق فيما يقول، هكذا أراه من خلال سجله في الحكم.. وأستبعد شكوك البعض بأن الرئيس يرمي من وراءخطوته المفاجئة التمهيد لترشيح نجله.. أحمد الذي يترأس القوات الخاصة اليمنيةً!. أقول بصدق، انني من محبي الرئيس صالح، وأعتقد جازماً بأنه أحد أكثر القادة العرب إخلاصاً في خدمة شعبهم وأمتهم، ضمن حدود الإمكانات المتاحة، وعلينا ألا ننسي أن اليمن من أفقر الدول العربية، ويعاني من ضائقة اقتصادية كبيرة، في محيط خليجي يعاني من التخمة وفائض في السيولة، وكان تبريره لقرار عدم الترشيح مقنعاً ويعكس حساً ديمقراطياً، إذ أكد علي ضرورة تجديد الدماء في الحياة السياسية اليمنية، وإعطاء الشباب فرصة لمزيد من المشاركة، علي قاعدة التعددية السياسية.? وهنا ينبغي التذكير بأن اليمن الشقيق، كان من المبادرين في ترسيخ مبدأ التعددية الحزبية والسياسية في بلاد العرب، منذ أعلنت الوحدة بين الشطرين في بداية تسعينيات القرن الماضي.. ولا يقلل من أهمية ذلك، النفوذ الواسع لسلطة القبيلة.. وظاهرة التسلح، خارج القانون.. فهذا واقع اجتماعي، لا بد أنه سيتطور مع الزمن، طالما استمر التمسك بالديمقراطية والتعددية.. وما يسرع في ذلك، تحسن الوضع الاقتصادي ويسجل للرئيس صالح أيضاً، أنه الزعيم العربي الوحيد في ظل ازدهار عصر الانحطاط العربي الذي قاد بنجاح لافت، تجربة وحدوية عزيزة علي كل عربي مخلص.. بل إنه قاتل من أجل استمرارها بشجاعة رغم قسوة الحرب الأهلية التي أشعلها الانفصاليون عام 1994.. وفي ظروف إقليمية ودولية، بالغة التعقيد.. وانتصرت الوحدة. هذا الرجل جدير بكل احترام وتقدير، وهو يؤسس لتقليد جديد في السياسة العربية.. يترك الكرسي طواعية، رغم أنه قادر علي ممارسة اللعبة ، كما يفعل الكثيرون من الحكام العرب.. بطرق ديمقراطية، مفصلة خصيصاً لفوزهم.. و تأبيدهم في الحكم.. وفقاً لنظرية القائد الضرورة وأنه لا بديل لهم.. وستنهار البلاد ويهلك العباد، إذا غادروا الكراسي!. وأدعو الرئيس صالح إلي عدم التراجع.. تحت ضغط المنافقين.. وستبقي ذكراه في قلوب اليمنيين والعرب إلي آخر الزمان. نقلا عن الوطن القطرية