العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ علي بن علي السدح في حديث لصحيفة (البلاغ):
نشر في رأي يوم 28 - 05 - 2007

القبائل مگويون بالفلتان وإضعافُ القبيلة ليس في صالح الدولة
الإصلاحات تأخرت والغلاء يطحن الناس، ونحن مع لجنة من الفاسدين لمگافحة الفساد
أمام السلطة خيارات لمواجهة القبائل وإخضاعهم أفضلها ربطهم بالتنمية.... فالقبائل مكويون بالفلتان يتمنون أن تدخل الدولة وتمتد كي تأمنهم وتقول بالحق، والقبيلة إذا أديرت إدارة صحيحة فلن تكون سبباً في تخلف البلد، وليس في القبيلة ما يمنع التقدم والتطور والانفتاح... والقبيلة لم تكن يوماً ما ضد الدولة والمؤسسات كما يرى الوالد الشيخ/ علي بن علي السدح مساعد الأمين العام لحزب رابطة »رأي«، وهو أحد كبار مشايخ اليمن »البلاغ« حاورته عن القبيلة والحزبية والأوضاع التي يعيشها الشعب والجديد في حزبه إلى نص الحوار..

حاوره / فايز المخرفي

- كيف يتأثر المشايخ بالحزبية ألم تكن القبيلة هي حزبكم؟!.
- قناعتي بأننا متحزبون من قبل مجيء الحزبية، كانت القبيلة تشكل حزباً، فيها تلاحم قد يفوق تلاحم الحزب نفسه.. إذا لم تكن متحزباً فإنك ستبقى لحالك، فعلاً الحزبية السياسية فرضت على الناس ولا بد من المساهمة والتعايش مع مستجدات العصر.

- من مساوئ القبيلة التعصب؟!.
- القبيلة لها ضوابط، ليست قبيلة فوضوية، فيها كل شيء مقنن، وعندها عادات وتقاليد وأسلاف وأعراف، التعصب في القبيلة منبوذ ومرفوض ولا أحد يقره، كما أن العرف الذي يحكم القبيلة يعتبر دستوراً قائماً بحد ذاته، وللأسف أن أبناءنا لا يقرأون عن العرف الصحيح ويظنون أنه طاغوت، ولكن في العُرف مصالح كبيرة، وتوجد مناطق لا تحل قضاياهم إلا بالعُرف. طبعاً ما يخالف الشريعة لا نعتبره عرفاً، الشريعة تحكم بالقصاص من القاتل العمد والعرف يحكم أيضاً بالقصاص بمعنى آخر أن يبذلوا القود، إذا قتل أحد قتلاً عمداً فإنه يقاد القاتل إلى الحلقة ويقتل.

- القبيلة سبب من أسباب تخلف المجتمع اليمني؟.
- أختلف مع من يعتقد بهذا الإعتقاد، القبيلة إذا أديرت إدارة صحيحة فلن تكون سبباً في التخلف، لا بد أن تعيش بواقعك، ما رأيك أن نقول إن المواطنين القبائل متخلفون نستبدلهم من الصين، أم أن علينا أن نتعامل مع الموجود في الواقع، ثقفهم علمهم، وأؤكد أنهم إذا تعلموا أنهم سيكونون أفضل من أن لا يهشوا ولا ينشوا، كيف تترك القبيلة منغلقة على نفسها ثم تلومها؟، وترى أن العلم أبرز الكثير من الكفاءات والقيادات من أوساط القبائل.

- القبيلة تتماشى مع المؤسسات والنظام والقانون برأيك؟.
- ليس في القبيلة ما يمنع التقدم والتطور والتعليم والإنفتاح على كل جديد، القبيلة لم تكن ضد الدولة والمؤسسات يوماً من الأيام، لكنها تعاني من شيء موروث، والموروث هو الثأرات والنزاعات والحروب ولو عولجت هذه القضايا معالجة صحيحة لتلاشت، إلا أنه في معظم الحالات بدلاً عن أن تعالج هناك من يشجع على بقائها، الشيء الآخر من يقول أن القبائل لا يعوا؟! الوعي يدخل كل إنسان إذا كان بالطرق الصحيحة.

- برأيك هل ضعف دور القبيلة إذا ما لاحظنا التأثير على صناعة القرار في بلادنا؟.
- لكي أكون صادقاً فإني أعتقد أن القبيلة لها تأثير مجتمعي، إلا أنها مهمشة فيما يخص المساهمة في صنع القرار.

- التهميشُ للقبيلة هو لحساب المؤسسات؛ لأن القبيلة يجب أن تخضع للدولة والمؤسسات فيها؟.
- أؤكد أن لا قبيلة الآن من قبائل اليمن تحب أن تمارس فوضى، القبيلة تريد تمثيل الدولة والقبائل مكويون بالفلتان، القبيلي يتمنى أن تدخل الدولة وتمتد كي تأمنه وتأمن صاحبه، وتقولُ بالحق له أو عليه، القبائل مع الحق، وفي المدن يقل إيمانُ السكان بالحق حيث يسيطر عليهم الطمع، وقد تأخذ حقوق الآخرين بدون مبرر، كم خلافات في المدن وحروب على الأراضي، لكن عند القبائل ثوابت، لا يمكنُ أن يقفزَ أحدٌ على حق أحد.

- نعودُ لتأثير القبيلة اليوم في صنع القرار..
- تأثيرُها يتماشى مع ما يتطلبُ لصانع القرار، إذا صانع القرار يريد المساهمة من القبيلة فإنها تقدر على المساهمة، وإذا أراد تهميشها فإنه يستطيع وتعجز عن عمل أي شيء، عندك المشايخ هم الذين يقودون القبائل والمشيخ كان مثبتاً من عهد الإمام، وفي حالة أن يدان المشيخ بواحدة من ثلاث بحكم قضائي بات، إما عجز أو ظلم أو خيانة يعزل لكن اليوم المشيخ لم يعد كذلك، نفر من الناس ينتخبون شيخاً وعلى أن الديمقراطية صارت بديلاً وهذا ما أضعف القبيلة؛ لأنها كانت تتبع شيخاً أساسياً.

- تقصد استنساخ مشايخ جدد؟.
- طبعاً.. أضعف القبيلة، المشايخُ الأساس أباً عن جد استبدلوا بمشايخ انتخبوا من نفر من الناس، القبيلة وولاءها هو للشيخ الأساسي.

- أنت رجل حزبي لمن ولاؤك أكثر، هل للحزب أم للقبيلة؟.
- لكي أكون صادقاً معك، لا يمكن أن أتخلى عن الانتماء القبلي فيما لا يخل بانتمائي الحزبي.

- الحزبية تفرض على المشايخ وغيرهم قيوداً فيما يخص العلاقات والمعاملات مع أفراد القبيلة؟.
- لا أعتقدُ أن الحزبيةَ تقيد الشيخ عن قبائله؛ لأن القبائل جزء من المجتمع وكيف يفرض عليّ أن أتركهم.

- تجاذب الولاءات في ظل التعددية الحزبية؟.
- لا.. من الوعي عدمُ التنكر لأحد، والسعي لتأطير الناس بعقلانية وحكمة، لا عدو بسبب انتمائه الحزبي، كما أن انتمائي للقبيلة لا أتخلى عنه ولا يمكن أن أفرط بالمخوة من أجل ولائي للحزب.

- الملاحظ أن الأحزاب تستقوي بالمشايخ؟.
- قناعتي أن الحزبيةَ جاءت لكي تذوّب القبيلة، بالذات في اليمن، موجودة قوى قبلية لا يمكن أن تتفتت، ولكن بالتأطير الحزبي ربما تتفتت وكان هذا ربما مغزى، لكن لا أعتقد أن ذلك المطلوب تحقق.

- الحزبية حتى الآن لم تنجح في تفتيت القبيلة؟.
- إلى الآن لم يتحقق، لكن تذويب هذه القبيلة أو تلك في إطار الحزبية سيظل هدفاً.

- بقاءُ القبيلة بهذه القوة يعيقُ الديمقراطيةَ؟!، النافذون يُقاسمون الدولة النفوذَ؟.
- بصدق وأمانة، الشيخُ عليه واجبٌ للدولة، وأذكر أن الإمام كان يمنح المشايخ عائداً من الزكاة، وكان يلزم الشيخ بضبط أية قضية في إطار قبيلته، كان الإمام ينفذ على أحد ويذكر أن الدرك على الشيخ، كان ملزماً بواجب حفظ الأمن والاستقرار وفي إعطاء الدولة حقوقها من زكوات وغيرها، لكن في الحاضر التهميش للمشايخ واضح.

- لكن هل هو لصالح الدولة؟.
- التهميش لناس ينفعون الدولة ليس في صالحها؟.

- الدولةُ تحكمُ بمؤسسات وليست بحاجة المشايخ؟!، هناك مدير مديرية ومدير أمن و....
- والله المفروض أن تبدأ بترسيخ المؤسسات، لكن أن أستغني عن القبيلة والمؤسسات غير موجودة فهذا ليس من العقل، يفترض أن أرسخ المؤسسات، بناء صحيح، بناء ديمقراطي، إذا نظرنا إلى الانتخابات.. هل نتائجها ديمقراطية حقيقية؟، كيف ستأتي المؤسساتُ؟ إن استطاعت الدولة أن تؤطر القبائل في إطار مؤسساتها فهذا هو اللازم.

- لكن الدولة تكرس المؤسسات منذ قيام الثورة؟.
- نتمنى أن تكون لدينا مؤسسات حقيقية فاعلة.

- أكثر ما تتهم به القبيلة هو وقوفها ضد الدولة؟.
- القبيلة مع الدولة ولا يمكن أن تقف ضدها، أدافع عن القبيلة بنفي التهم الباطلة عنها.

- القبيلة ضد التنمية؟.
- إذا أحد يريد أن يحرمنا من التنمية يلصق فينا هذا الإتهام، نحن مرحبون بالدولة، ونريدها ونحن طلاب تنمية، من يحسدنا يلصق بنا هذا الكلام، لا أحد يهرب من الخير، ونحن طلاب انفتاح وديمقراطية، ونحن من دعاة إرساء الحكم المحلي بكافة الصلاحيات، ونقول إن هذا هو المدخل للإصلاح الأساسي.

- التقارير عن الإنتخابات في بلادنا تكرر كل مرة رصدها لنفوذ الوجاهات والمشايخ الذي يؤثر على قناعات الناخبين.
- بالنسبة للانتخابات يشوبها كثير من القصور وخروقات وتشويه؛ لأننا لو رجعنا إلى أول دورة إنتخابية لوجدت أن هناك نواباً ثبتوا على دوائر ولا زالوا هم ثابتين عليها حتى اليوم قبل الإقتراع يقولون دائرة فلان، يعتبر هؤلاء ملوك الدوائر، لو فيه عدالة ما كان ذلك، كيف كل دورة انتخابية والدوائر حقهم.

- حزبه هو من أكسبه ذلك.
- يعني وفر له الفلوس، خصوصاً إذا كان حزبه قوياً، لكنه يمارس الشرعية في أطره.

- ملوك الدوائر التي تتحدث عنهم أغلبهم مشايخ نافذون؟.
- وإذا كانوا مشايخ ولهذا نحن عندنا قناعة بالإنتخاب بالقائمة النسبية؛ لأنها تمثل الديمقراطية الحقيقية، وتتيح مجالاً أوسع للمشاركة، أما الدائرة اليوم فهي سببٌ رئيسي للضغينة والأحقاد والفتنة وتوريث الثأرات وتكريس الشمولية.

- من أين المدخل لحل قضايا الثأر؟.
- المدخل من العقل، ومن تدخل الدولة من خلال الدعم ودفع الأموال، الحكماء يقدرون معالجة كل القضايا، لا توجد قضيةٌ إلا ولها حل، قد ينقصُ العاقل أو صاحب الحكمة المادة، الدولة إذا إلتزمت بالتغطية للقضايا وعملت بتجرد فيما يخص تعيين الشخصيات القادرة والفاعلة على حل القضايا فإن الحلولَ ستوجد.

- كان هناك صلح؟!.
- ليس صلحاً دائماً.

- عاد الإقتتال؟!.
- نعم.. الصلح هو تهدئة وليس حلاً.

- التهدئة بداية الطريق؟!.
- هي مفتاحٌ للحلول؛ لأنك تناقش والناس هادئون، إذا لم يكونوا هادئين فإن المناقشة صعبة خصوصاً في الثأر والدماء.

- صدرت قرارات قبل حوالى سنتين لتشكيل لجان الثأر وحتى اليوم لم يتحقق شيء؟.
- بالنسبة لهذه القرارات الجمهورية فإني أعتقد أن الدولة إذا كان لديها خلفية حقيقية عن من هم الرجال الأكفاء والصالحين والقادرين على معالجة قضايا الثأر فإن ذلك البداية، وإن كانت قراراتها ستستبعد الرجال الأكفاء أصحاب الثقل والعرف ومن لهم ملكة في المعالجات فهي غير مجدية وإن كانت قرارات جمهورية.

- قد تخلف مشاكل أكثر برأيك..؟.
- طبعاً.. تخلف حساسيات.

- خصوصاً إذا استبعد مشايخ الضمان؟.
- إذا استبعدوا أصحاب الثقل الحقيقي.

- أحياناً المشايخ أصحاب الثقل يبعدون أنفسهم من لجان كهذه.
- أعتقدُ أن لا أحد بعيد من قضايا الثأر، الكلُّ يكتوي بنارها، ولذا أي إنسان يدعى للمعالجة لا يمكن أن يبتعد ولا يسهم، إنما إذا استبعد من قبل الدولة فلن يذهب يشارعهم لماذا استبعدوه، إذا استبعد معناه يرقد في بيتهم.

- بالنسبة للسلاح والثأر هل تنتهي بهذه اللجان إذا نزلت؟.
- قبل كل شيء القضاء النزيه مطلوب، وهو عامل رئيسي في القضاء على الثأر؛ لأن الثأر أحياناً ينجم عن إضاعة حقوق، تضيع الحقوق في القضاء فيدخل الناس في الثأرات والنزاعات، وعليه وجود القضاء المستقل العادل النافذة أحكامه هو أساس الحل، وغيابه عامل لمزيد من الفوضى والثأرات.

- ما تعليقك على قرار سحب السلاح من المواطنين؟.
- أفخر أن الشعب اليمني مسلح، ليس ليقتل بعضه البعض، بل لكي يحمي أرضَه وعرضَه، شعبنا مدرب على جميع أنواع السلاح كأنه دخل الكلية، المواطن خارج القوات المسلحة مدرب على كل الأسلحة، ولا نريد أن يكون السلاح للفوضى ولا للمظاهر، أو لإبهار الناس في المدن أو غيرها، قناعتي أن يحتفظ الشعب بالسلاح وهو بمثابة ثروة لا يجب أن تصرف أو يستخدم إلا في محلها، سلاح للدفاع عن البلاد فقط، أما لسفك أي دم يمني فأنا ضد هذا 100٪.

- الحاصل أن السلاح عبء؟.
- القبيلي الذي يتحمل السلاح لا يحمله إلا مجبراً، لو توفر له الأمان الكامل لتركه، أقول إن هذا توريط للقبيلي عندما يظل يحمل السلاح، ويمر بمرافقين فلو كان آمناً لترك السلاح، أما بقاءُ السلاح لدى القبائل فإننا معه والقبيلي رديف للجيش الرسمي في البلد، إذا توفر العدلُ في كل القضايا فإن ذلك عاملاً رئيساً أيضاً في الاستغناء عن السلاح، إذا أنصفك القاضي، وأخذت حقك، فمن سيستخدم السلاح، لو الدولة تتحمل مسؤوليتها حين يحصل قتل ويجري حكم الله، ماذا سيعمل ولي الدم؟، إذا تركت الدولة الحبل على الغارب فإن كل واحد سيلجأ لمطاردة غريمه شاء أم أبى؛ لأن القتلَ ذمره، بالذات إذا كان القتل بوقة أو إعتداء.

- سحبُ السلاح من القبائل ممكن؟!.
- أمرٌ صعبٌ في الوقت الحاضر.

- تستطيع أن تغلق الأسواق؟.
- تستطيعُ إغلاقَ أسواق وكذلك تنظيم حيازته وحمله لو صممت، أما نزع السلاح من المواطن فإنه إجراءٌ مفاجئٌ وأعتقد أن ذلك مبكر، المفروض تمهيد متواز مع إصلاحات القضاء والأمن وغيرها، لكي نصل بالمواطن إلى قناعة بأن لا لزوم للسلاح، ما بقي شيء لحمل البندقية، علينا توفير كل شيء ونعالج كل شيء ومن ثم لم يبق لزوم للحماية والتمسك بحمل السلاح.

- برأيك في أية مرحلة من مراحل الحكم ضعفت القبيلة؟.
- لا تستطيع أن تحكم بقوتها أو ضعفها، في القبيلة ناس تقوى وآخرون يضعفون، من ناله الحظ يثرى ويقوى، ولا تقدر أن تعمم بأنها قويت كلها أو ضعفت، نحن نتجه كما قلنا نحو المؤسسات وعليه كلٌّ سيشاركُ في مجاله، لكننا نريد أن تختار المؤسسات صحيحة، بانتخابات نزيهة عندما تكون الدوائر تعين مرشحُها لا أن يفرض عليها المرشح، ولو تم ذلك لتوسعت المشاركة، لكن أن تقول هذا مرشحكم إدعموه، أعتقد أن هذا إجحافٌ بحق المواطنين.

- تجربة المجالس المحلية وسعت المشاركة هل استفادت المناطق القبلية النائية منها؟.
- بلادُنا بحاجة إلى إصلاحات شاملة، والحكم المحلي المفتاح، والإصلاحاتُ أضحت ضرورةً وحتمية وبإمكانك أن تطلع على مشروع حزبنا للحكم المحلي.

- ترون ضرورةَ إنتخاب المحافظين المدراء؟.
- الانتخابُ هو السمةُ المطلوبة، وكلنا مهيأيون، إذا تمت انتخابات نزيهة، أما إذا فرض هؤلاء فهذه المشكلة، لا يجب أن نتخوفَ من القبيلة ووضعها المجتمعي، القبائل عندما يتقاتلون على شيء ما يسوى، لو تقاتلوا في قبيلة مرة بسبب هذا الموضوع لن يتقاتلوا مرة أخرى؛ لأنهم سيدركون الاستفادة فيما بعد، نجرب، اليمن كله مهيأ للانتخابات ولا يوجد ما يعيق.

- ترون كحزب في الرابطة أن الإصلاحات في البلد تأخرت؟.
- تأخرت وكان المفروض أن تكون قد تمت ولكن ممكنٌ أن نلحقها الآن.

- الرابطة تراهن على الإصلاحات في عهد علي عبدالله صالح.
- نحن نعرف أن في اليمن تركة كبيرة وثقيلة ولذلك نرى أن الأقدر والأجدر على الإصلاح هو علي عبدالله صالح، إذا مضى الرئيس في الإصلاحات بنية صادقة فإننا مراهنون بأنه الأقدر وسينجح، غيره سيأتي على تركة يصعب تجاوز آثارها، لكن علي عبدالله صالح إذا أراد يقدر يحول ويبدل وسيشق طريقه.

- ما تبقى له من فترة هل تكفي لتكريس المؤسسية؟، وتوفر استقراراً مستقبلياً للبلد؟.
- إذا توفرت النية الصادقة وأراد الرئيس علي عبدالله صالح أن يضاعف رصيده ويدخل التأريخ من أوسع أبوابه فعليه قيادة بل تبني عملية الإصلاحات الشاملة وبوتيرة عالية وعلى كافة الخيرين سواء أشخاصاً أو أحزاباً مساندة ودعم الرئيس في هذا التوجه وتحمل المسؤولية لتجنيب الوطن التهديدات وما أكثرها.

- النظامُ الحاكمُ عليه البدءُ في الإصلاحات قبل الآخرين؟.
- فعلاً هو المسؤولُ الأولُ عن شق الطريق، وإذا فشل البلدُ فالمسؤولية عليه، إما يحسب له فضل إيجاد الإصلاحات أو العكس.

- برأيك برنامجُ الرئيس صار وثيقةً وطنيةً؟.
- بيننا حوارٌ مع المؤتمر يرتكز على البرنامج الإنتخابي للرئيس ومشروع الإصلاحات للرابطة، لدينا مشروع تفصيلي من وإلى، ونتحاور على ضوء ذلك، ما نتفق عليه نرحله، وما نختلف فيه نتحاور حوله.

- الحوار مستمر.
- قطعنا شوطاً فيه ما يقرب 70٪.

- البعض يقول إن حزبكم بلا ثقل، حزب في ورق؟.
- ربما هناك من يحسد الرابطة فيلصق بها أي انتقاص، الرابطة حزبُ المشاريع والروئ وحزب البدائل، هل فيه حزب إنتقد شيئاً وقدم البديل، الأحزاب كلها في ورق لا نقول إن حزبَنا يملأ الساحة، نقول إن تأثير حزبنا أكثر من غيره، ومبادراته ملموسة.

- يؤخذ عليكم موالاة الرئيس في الإنتخابات؟.
- لو كان في المعارضة مرشح أفضل من الرئيس كنا وقفنا معه بصدق وأمانة، وقفنا معه لأن قناعتنا بأنه أفضل المرشحين، هدفنا مصلحة البلد بعيداً عن المزايدات والضجيج.

- لمستم جديداً من بعد الانتخابات التي فاز فيها الرئيس؟.
- نأمُلُ أن يأتيَ الجديد، لا زلنا مراهنين، لا يوجد يمني يرفض الإصلاحات، إذا مضى الرئيس نحو الإصلاحات فكل شيء سهل.

- إذا لم تتحقق الإصلاحات فإن معنى ذلك إن الرئيس لم ينو؟!.
- قلنا إنه أقدر من غيره، ومراهنون عليه كثيراً.

- اللقاء المشترك يقول إنه مستقبلٌ هذا البلد؟!، ماتعليقكم؟.
- من حقه أن يقولَ أي شيء، هو تكتل يطمح لأن يكون مستقبلَ البلد، لكن البلد فيها آخرون وليسوا الوحيدين في الساحة.

- من يعارض السلطة.. برأيك أكثر؟!.
- هؤلاء جميعهم قد جربوا السلطة وبنوا أنفسهم من السلطة، بنوا أحزابهم من خلال مشاركتهم في السلطة، ومن دخل السلطة يحاول أن يبقى فيها ولا يتخلى عنها، قالوا السلطة مثل العافية، ولا أحد يمنح الآخر عافيته، الطموح مشروع.

- العمل الحزبي منذ تحقيق الوحدة كيف تراه؟!.
- في رأيي أن هناك انتقاصاً في المعارضة، وفي السلطة، هناك خلل في الأداء، اللقاء المشترك إذا استمر في تكتله فإن ذلك سيفيده وإن طرح بأن هناك تضاداً وتناقضاً فيما بين أحزابه.

- الأحزاب بوضعها سبب ضعف الأداء الرسمي؟.
- إذا كانت المعارضة واقعية وعقلانية فهذا الإيجابي، نحن لا نؤمن بالمعارضة من أجل المعارضة، أما أن أعارض وأنفي كل شيء وأراه أسود فهذه ليست معارضة، عليَّ أن أعترف بالإيجابيات وأنقد السلبيات.

- مستويات المعيشة متدنية هل تتحملها المعارضة؟.
- السلطة هي المسؤولة، المواطن ليس المسؤول عن الدولة بل هي المسؤول عنه، هي المسؤولة عن معيشته وعن أمنه واستقراره.

- ما رأيك في الارتفاع في الأسعار؟.
- الغلاء يطحن الناس، بعد اجتماع رئيس الوزراء بالغرف التجارية ارتفعت الأسعار »03٪«، الناس تاعبون.

- غيرت الحكومة ووعدت ما..
- نوجه سوياً هذا السؤال للسلطة، ما السبب؟، ما الإشكالية؟ كيف ارتفعت الأسعار؟، أنا واحد ممن يعاني.

- أين دور الأحزاب؟، أين التفاعل مع قضايا المواطنين؟.
- كل شيء متعسر في ظل هذه الظروف حتى الحقوق المشروعة، مثلاً المظاهرة عندما يتظاهر الناس تختلط المظاهرات بما يشوبها، ويتحول من يطالب حقاً إلى مخرب، لا تفيد المظاهرات، الدولة تتحمل المسؤولية، هناك أسر لا تجد ما تأكل، أسر بأكملها لا تجد طحيناً تخبز، لو خرجنا نظاهر لا ندري هل سيشبع المواطن؟!.

- إذا كان هناك حوارٌ بينكم وبين السلطة أليس الحوار مع السلطة عن الخبز أهم من غيره؟!.
- الحوار هو الوجه الحضاري، بدلاً مما تتهاتر الناس تتحاور، لكن هناك سلاحان معطلان للحوار من وجهة نظري، سلاح بيد السلطة، وسلاح بيد المعارضة.
سلاح السلطة عندما تحاور وهي مسلحة بسلاح الاستحواذ والاستيلاء والإقصاء والتهميش في كل شيء، كيف تحاورني وتريد تحرمني من أي شيء؟، وسلاح المعارضة وهو سلاح خطير إذا كانت معارضة لكل شيء أحاور وأنا ضد كل شيء لن تصل إلى وفاق مع من تتحاور معه، عليهم التخلي عن سلاحهما ويفيدان البلد بالتعاون.

- أكثر مطلب للمواطن اليوم هل التشريع هل...؟.
- المواطن يريد خبزاً وسكراً، ومتطلبات المطبخ بشكل عام، كيف تفكر وهذه المتطلبات غير متوفرة، إذا توفرت ممكن يفكر في شيء آخر.

- رأيك في مؤتمر الاستثمار؟.
- عائداته تنفع اليمن وندعو إليه، لكن الاستثمار بحاجة إلى أرضية.

- الأرضية مناسبة كما تقول الحكومة؟.
- توفر الأمن والأمان، العدل، القضاء النزيه، تحسس المستثمر بأن ماله لن يضيع، رأس المال جبانة كما يقال.

- الأرضية متاحة؟!.
- لا نعلم هل هذا صحيح يقولون عندنا مناطق حرة، وإذا معظمها قد سورت، ولا ندري هل بقي للمستثمرين شيء.

- بلادنا حريصة على دعم الخارج، والثروات في الداخل لا ترشد؟.
- مهما دوَّرنا مانحين والفساد ينخر مفاصل الدولة لن تنفع منَحُهم، ستؤكل المنح كما تؤكل غيرها، وتدفن في الفساد، خيراتُ بلادنا ستنفع إذا تم القضاء على الفساد، ثم إذا منحنا وهي على حساب البلد فإن ذلك يؤثر، ولذلك يجب الإعتماد على بلدنا وخيراته، ونعيش بما هو متاح لنا، ونقول للفاسد: يكفي، وللغني: يكفي، غنى إلى أين؟، لو تدرس المجتمع اليمني لن تجد الطبقة الوسطى، إما أغنياء أو فقراء، خيرات بلادنا كثيرة، إذا صبت إلى مكان آمن وليست عرضة للسلب والنهب.

- لمكافحة الفساد ماذا علينا؟، هل اللجنة ستنفع؟.
- قناعتي أية قضية تشكل لها لجنة فإنها تضيع مهما كان، سواء كانت منتخبة أو معينة، الفساد بحاجة إلى صرامة، والضرب بيد من جديد، اللجنةُ ستكونُ منتخبة ماذا ستعمل؟، عندك الجهاز المركزي للرقابة لم ينجح وهذه اللجنة لا ندري ماذا ستقدم؟ نتمنى لها النجاح في مكافحة الفساد، بل والقضاء عليه.

- لستم في الرابطة مع هذه الإجراءات في مكافحة الفساد؟!.

- وجهة نظرنا في الرابطة أن يعينوا لجنة من الفاسدين لمكافحة الفساد، ممكن أن يؤثروا، لكن اللجنةَ هذه رغم أن ليس لدي خلفية عن شخصياتها ولا أحكم عليها مسبقاً الحكم من عند ممارسة عملها.

- هل الفساد يكرسه نافذون كبار؟!.
- إذا توفرت النية لمكافحة الفساد فلا بد من تضحيات.

- تضحيات بدماء أم ماذا؟!.
- بإزاحة أشخاص إذا أردت أن تصحح؛ لأنهم إذا بقي الفاسد في مكانه كيف ستنزع الفساد.

- تعني أغلب الفاسدين بمناصب اليوم؟.
- بلا شك..

- أنتم مرتاحون لأداء حزبكم.. ما الجديد عندكم؟.
- يكفي أن حزبنا صمد من بعد الحرب حتى اليوم في ظل أجواء كلها صعوبة، شحة المال، تسليط الضوء عليه من قبل السلطة، ولا زال الحزب حزباً، اليوم عندنا إعادة هيكلة الحزب، وتمت تعديلات على النظام الداخلي، ولدينا توجه وطموح بتقوية حزبنا بكل ما لدينا، حزبنا الوحيد الذي لا يستلم من الدولة شيئاً، يعتمد على اشتراكات أعضائه.

- كنت قائماً بأعمال الأمين العام للحزب خلال (12) سنة كيف قضيتها؟.
- كما قلت كانت كلها مرحلة صعوبات، أيضاً هناك تسليط علينا، لم نلمس راحة فيها، وراضون لأننا حافظنا على حزبنا حتى اليوم، وبقيت مقراتنا مفتوحة في عدد من المحافظات، التعب لا يؤثر على الهمة.

- كلمة أخيرة؟.
- الناس منتظرون ما هو الجديد، نتمنى أن تنصب الجهود لإظهار شيء إيجابي يمس المواطن، تريحه ولو نوعاً ما، المواطن يعاني من الغلاء الذي صار سوقه وبابه مفتوحاً، كل واحد يصل بالأسعار إلى أينما يريد، لا دولة تعترض، ولا مواطن يعترض، لديه يأس يعتقد أنه لو صيح لن ينقذه أحد، نتمنى أن تتحسن أحوال الناس أولاً قبل كل شيء.
عندما تحسن حالة المواطن المعيشية، وتوفر له الخبز ممكن تفكر في إضافة شيء له، هل يقدر أحد أن يستغني عن العيش، السلطة والحكومة مسؤولتان عن طحن المواطن بالغلاء، لا أحد يقدر على مواجهة هذا البعبع الكبير إلا الدولة، ونتمنى أن تتجنب بلادُنا كل الصراعات وكل المشاكل، وأن تقوى اللحمة الداخلية وتنصب جهود الخيرين على مصلحة البلد قبل كل شيء.
وأنتهز فرصة حلول ذكرى عزيزة علي قلوبنا العيد السابع عشر للوحدة اليمنية لأنقل عبركم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة العظيمة إلى شعبنا العظيم سائلاً المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة وقد تحقق لهذا الشعب العظيم كل ما يصبو إليه من معاني العزة والرخاء والتقدم والإزدهار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.