سلاح وهدية حج للشاب الجريح الذي اثار اعجاب الجميع في استقبال العليمي بمأرب    الوية العمالقة تتحدث عن طرد الحوثيين من المحافظات الجنوبية    أول "قتيل أمريكي" في البحر الأحمر .. ومحمد علي الحوثي يعلق!    صادم للانتقالي.. الكشف عن تحركات أمريكية لحل "القضية الجنوبية" بعد تصريحات الرئيس العليمي وفقا لهذه الخطة!!    السد يتوج بطلاً لكأس أمير قطر    الهيئة العامة لحماية البيئة تشكو من تدخلات وزارة الزراعة في رقابتها على مبيدات الصحة وتكشف عدم التنسيق معها    الامتحانات وعدالة المناخ    مصدر مقرب من انتقالي شبوة يصدر تصريح صحفي ردا على بيان حزب الاصلاح فرع المحافظة    ترحيب عربي ودولي بقرار "العدل الدولية" وقف الهجوم على رفح ومطالبات بتطبيقه فورا    غموض يكتنف وفاة الطفلة حنين القطوي بعدن: لا أدلة على الانتحار    مليشيات الحوثي تصدر بيانا بشأن منعها نقل الحجاج جوا من مطار صنعاء إلى السعودية    السعودية تعلن عن الطرقات الرئيسية لحجاج اليمن والدول المجاورة للمملكة للتسهيل على ضيوف الرحمن    كيف يزيد الصيف أعراض الربو؟.. (نصائح للوقاية)    استشهاد وإصابة 4 مدنيين بانفجار لغم من مخلفات المليشيات غربي تعز    حملة طبية مجانية في مأرب تقدم خدماتها لأكثر من 839 من مرضى القلب بالمحافظة    انهيار جنوني لأسعار الصرف وقفزة سريعة وجديدة للسعودي والدولار أمام الريال اليمني مساء اليوم الجمعة    يامال يودع تشافي على طريقته الخاصة    رئيس تنفيذي الإصلاح بحجة: الوحدة نقطة تحول مهمة في تأريخ اليمن الحديث    مصرع قيادات حوثية بارزة في انفجار غامض بمنزل صالح!    وزير المياه يناقش آلية التنسيق والتعاون مع مجموعة المانحين الرئيسيين لليمن    اليابان بطلة العالم للجودو "أبوظبي 2024"    قرارات مفاجئة لنجمين في الهلال والنصر السعوديين قبل النهائي    مانشستر يونايتد يقرر إقالة إيريك تن هاج    توقيع اتفاقية بين اليمن والامارات بحضور وزير الخارجية.. والكشف عن تفاصيلها    عالم يرد على تسخير الإسلاميين للكوارث الطبيعية للنيل من خصومهم    بعد استراليا ..تحرك اوروبي وشيك لمواجهة تصاعد تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية    الفن والدين.. مسيرة حياة    عن طريق أمين جدة السعودية.. بيع عشرات القطع الأثرية اليمنية في لندن    أحدث ظهور للفنان ''محمد عبده'' بعد إصابته بالسرطان.. كيف أصبحت حالته؟ (فيديو)    احباط تهريب 213 شخصًا من اليمن ومداهمة أوكار المهربين.. ومفاجأة بشأن هوياتهم    دورة الانعاش القلبي الأساسي للطاقم الطبي والتمريضي بمديرية شبام تقيمها مؤسسة دار الشفاء الطبية    بصعوبة إتحاد النويدرة يتغلب على نجوم القرن و يتأهل إلى نصف النهائي    الدوري الايطالي ... سقوط كالياري امام فيورنتينا    تصحيح التراث الشرعي (32) أين الأشهر الحرم!!؟    محاولات التركيع وافتعال حرب الخدمات "يجب أن تتوقف"    المهندس "حامد مجور"أبرز كفاءات الجنوب العربي تبحث عنه أرقى جامعات العالم    الروس يذّكرون علي ناصر محمد بجرائم 13 يناير 1986م    السعودية تقدم المزيد من الترضيات للحوثي    إعلان سعودي رسمي للحجاج اليمنيين القادمين عبر منفذ الوديعة    رونالدو يفاجئ جماهير النصر السعودي بخطوة غير مسبوقة والجميع ينتظر اللحظة التاريخية    احتجاز نجم نادي التلال العدني وثلاثة صيادين في معاشيق: نداء عاجل لإطلاق سراح أبناء صيرة المقاومين    نجل القاضي قطران: والدي معتقل وارضنا تتعرض للاعتداء    منارة أمل: إنجازات تضيء سماء الساحل الغربي بقيادة طارق صالح.    بنك اليمن الدولي يرد على شائعات افلاسه ويبرر وقف السحب بالتنسيق مع المركزي .. مالذي يحصل في صنعاء..؟    بنك مركزي يوقف اكثر من 7شركات صرافة اقرا لماذا؟    الحكومة تطالب دول العالم أن تحذو حذو أستراليا بإدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب    سنتكوم تعلن تدمير أربع مسيّرات في مناطق سيطرة الحوثيين مميز    نايف البكري يدشن صرف البطاقة الشخصية الذكية لموظفي وزارة الشباب والرياضة    وزير الأوقاف يحذر ميليشيا الحوثي الارهابية من تسييس الحج والسطو على أموال الحجاج    شاب سعودي طلب من عامل يمني تقليد محمد عبده وكاظم.. وحينما سمع صوته وأداءه كانت الصدمة! (فيديو)    للوحدويين.. صنعاء صارت كهنوتية    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث الأستاذ عبدالرحمن الجفري لصحيفة الوسط
نشر في رأي يوم 31 - 08 - 2008

علينا كمعارضة أن ننتقد مخالفة السلطة للدستور لا التواطؤ معها
نشرت صحيفة (الوسط) في عددها رقم (206 ) الصادر بتاريخ 28أغسطس2008م حواراً صحفياً أجراه رئيس تحريرها مع الأستاذ عبدالرحمن علي الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) تطرق فيه إلى عدد من القضايا المهمة.. فيما يلي نص الحوار :

ضيفنا هذا العدد الأستاذ/ عبد الرحمن الجفري وهو بالتأكيد ليس بحاجة إلى تعريف التقيناه وحاولنا قدر الإمكان عدم اجترار أحداث الماضي إلا كشواهد
على قضايا الحاضر التي أصبحت شائكة وأكثر تعقيداً.. وفي هذا اللقاء يتحدث ضيفنا عن رؤيته للمستجدات السياسية والوطنية باعتباره شاهداً على أحداث مضت وحاضرا ما استجد منها.
قال رأيه بصراحة وقوة ولكن دون تجريح أو تسطيح. وإلى المقابلة التي بدأناها بسؤاله عن حديث الساعة في النهاية المأساة لحوار المشترك مع الرئيس وكيف ينظر إليه.. فأجاب

نبدأ من فشل حوار المشترك مع السلطة، إلى ماذا تعزو ذلك بعد أشهر من الحوارات؟
- أنا لي رأي مختلف وأنا سوف أعمم الموضوع كي لا يزعل مني أحد، نحن كأحزاب على رصيف المعارضة نطرح للإعلام وللناس قضايا وطنية عظيمة ومشاريع للإصلاحات، ونصر عليها ثم نتحاور حول أدوات ليس لها علاقة حتى بالآليات.. الذي نفهمه أن هناك أدوات تخدم هذه الغايات، ونحن لم نعد نتحدث اليوم لا في الغايات ولا في الآليات؛ بل في الأدوات.
مثلاً الانتخابات آلية.. الحكم المحلي.. آلية ومثله نظام الغرفتين ونظام الدولة ،أمَّا الغاية فشيء آخر. هم يتكلمون عن أدواتٍ ليس حتى عن نظام الانتخابات بل عن اللجان الانتخابية، وأنا أرى أنه من العبث الوقت الذي ضاع في النقاش حول أدوات الانتخابات-اللجان الانتخابية- لأن التعديلات التي تمت على قانون الانتخابات هي إجرائية جزئية لا تؤدي ولا تجيب، والهدف كان اللجنة العليا للانتخابات ولجان الانتخابات، إذاً تمخض الجبل فولد لجانا.
هل كنت تتوقع النتيجة التي تم التوصل إليها؟
- لا .. لم أكن أتوقع مثل هذه النتيجة، وأنها ستتلخبط في آخر لحظة، وكنت أتوقع أنهم سيستمرون حسب العادة وما زلت أتوقع أن
يعودوا إلى الحوار؛ لأنه ليس مشكلة أن يعودوا من جديد للحوار، أو أن يعيدوا ما نقضوه!!.
علينا كمعارضة أن ننتقد مخالفة السلطة للدستور لا التواطؤ معها
تعودنا أستاذ أن تتواطأ المعارضة مع السلطة على خرق الدستور والقانون إذا ما كان هناك مصلحة مشتركة؟
- نعم كل ما سبق.. مذكرة التفاهم.. الاتفاقات التي تمت قبل الانتخابات الرئاسية.. ليس لها علاقة بالدستور فبأي حق تتم؟! هي مضادة للدستور.. تقسيم اللجان بهذا الشكل الذي طرحوه هو ضد الدستور وضد النظام والقانون هذه إشكالية كبيرة ومع ذلك نتحدث عن دولة النظام والقانون وعن الدستور، ونتكلم عن السلطة أنها تخالف كل ذلك. نعم هي تخالف ولكن علينا كمعارضة أن ننتقد ذلك لا أن نتواطأ على مثله.
ولكن ربما منطقهم يقول إنهم أحزاب كبيرة ولها مصالح مثل حزب الإصلاح مثلاً، وأنهم سيخسرون فيما لو لم يدخلوا الانتخابات بينما أنتم حزب صغير لن يتضرر.
- أولا نحن حزب صغير من حيث العدد ولم نقل أننا حزب كبير، ولكن أعتقد أن أثرنا كبير، ثانياً ليس من الحكمة الاستقواء بالعدد الذي أتى من خلال الاستقواء بالسلطة .. والإصلاح نوعان، الإخوان المسلمين وهو حزب كبير وقديم وراسخ ومنظم والباقي جمع من الناس الذين اجتمعوا معه بسبب السلطة أو غير ذلك، ونعرف أحزاباً خرجت من السلطة فأين ذهب حجمها؟ عادت صغيرة..وهذا لا يعيبها، فالذي يبقى هو المقتنع حقيقة بتوجهاتها. وهذا شأن أي حزب ما عدا الإصلاح، لأنه حالة خاصة كونه يعتمد على نواة قوية، هي الإخوان المسلمين، وهو تنظيم عقائدي راسخ ومستمر، وغيره لو خرج من السلطة مثل السمك يموت أو يضعف؛ لغياب مدد قوة المال والنفوذ.
هل أنتم حزب نخبة ربما تاريخياً أنتم كذلك؟
- تاريخياً لا.. كنا حزباً جماهيرياً ونقود الشارع ..كان حزبنا الوحيد الذي يقود الشارع ويخرج جماهير، وحين حاولوا محاكمة قياداته في الخمسينيات زحفت الجماهير على المحكمة ولكن كثر النفي في كل المراحل والذي طال قياداته منذ الخمسينات وحتى اليوم أثرت.. ما في مرحلة إلا وقدمن فيها تضحيات.
نحن حزب رؤى وبدائل ونحن أكثر من طرح بدائل لكل الأنظمة.
هل تقومون بدور المفكرين والمحللين السياسيين؟
- جزئياً.. وليس وحدنا فقط ويمكن غيرنا أحسن منا ولكن نحن إنتاجنا غزير في هذا الجانب وما ضرنا هو كثر النفي، حيث لا تمر ثلاث سنوات إلا وحصلت لنا مصيبة؛ نظراً للظروف التي كانت سائدة والحمد لله فيبدو أنها تغيرت.
ولكن أستاذ ربما بعد الوحدة الأمر اختلف؟
- لا شك أن الوحدة فتحت مجالاً للجميع، ولا ينكر ذلك إلا جاحد، وقد كنا محظورين في الشمال والجنوب رغم أننا عملنا حواراً مع الحزب الاشتراكي حين كان قائداً وحاكماً للدولة والمجتمع، ووقعنا اتفاقاً أولي عام 82م ولكن للأسف لم يتم أي شيء كالعادة. إذا الإشكالية أننا لم نستمر في هذا البلد فترة طويلة ليتنامى عددنا ويترسخ.
يمكن أكثر مرة عشنا استقراراً هو بعد الوحدة.
منذ 90 إلى 94م حدث استقرار للحزب ومع ذلك لم يكن لكم ذلك الدور الذي كان في 65 مثلاً.
- بالعكس نحن كنا الرئيسين في المعارضة ويشهد بذلك الجميع.
الرئيسيون بأي معنى؟
- بكل المعاني نحن كنا من قيادة المؤتمر الوطني، وكنا من المؤسسين في قيادة التكتل الوطني للمعارضة حينما كان المؤتمر والاشتراكي مشتركين في الحكم، وكان الإصلاح بعيد ونحن مع الوحدوي الناصري والتجمع الوحدوي واتحاد القوى الشعبية وحزب الحق الذين فرضنا فكرة الحوار الوطني ولا أحد ينكر مثل هذا والجميع شهود وعلى رأسهم الرئيس.
نحن كرابطة وضعنا فكرة وأسس وثيقة العهد والاتفاق، والآخرون شاركوا بإثرائها بالنقاش والإضافة ولكن الأسس والاسم وضع قبل بدء الحوار وأقر في حزب الرابطة ومن ثم أقره التكتل الوطني للمعارضة وتبناه كورقة للمعارضة في 18 ديسمبر بصنعاء في لجنة الحوار.
ولكنكم في انتخابات 94م لم تحصلوا على أي مقاعد برلمانية؟
- هذا صحيح واستطيع أن أؤكد لك أننا حققنا وهذا مش تبجح.
كيف ؟
- لقد كان عندنا ستون طعنا. موثق لنتائج دوائر .
في الشمال أو في الجنوب؟
- في الاثنين والأكثر في الجنوب ولو كان الجاوي حي لأكد ذلك وقد جاءني قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات للبيت وقال لي» لن يفوز أحد من المعارضة ولا حتى أنا.. لقد اتفق الطرفان على تقاسم الدوائر» وقد كانت لدي القائمة الفائزة بالانتخابات في دوائر الجنوب قبل إجراء الانتخابات و ظهور النتيجة بيوم أي في يوم الاثنين 26 إبريل، صدق أولا تصدق كنت في شبوة ووصلتني قائمة الفائزين بالفاكس كان هناك تزوير وشراء ولعب كبير وبالذات باستخدام الجيش.
إذا على أي أساس كان قبولك المشاركة بالدولة الانفصالية كنائب للرئيس؟
- هذا سؤال تكرر وكنت قررت أن لا أخوض في هذه المسألة ليس تنصلا لقد سُئلت في صحيفة 26سبتمبر هل أنت نادم على اتخاذ مثل هذا القرار: قلت لا .
أنا لا أسأل إن كنت نادماً أم لا وإنما عن البواعث التي على ضوئها قبلت المشاركة مع خلافك الشديد مع الحزب؟
- إلى أن نزلنا إلى عدن ونحن مختلفون مع الحزب الاشتراكي، ونزلنا باتفاق مع الرئيس بعد زيارتنا إلى عمران حين حصلت كارثة اقتتال لوائي الشمال والجنوب وكلمت الرئيس بعد زيارتي عن ال348 ضابطاً وجندي الذين تم أسرهم وقلت له أنت رئيس اليمن كيف يكون لديك أسرى. وأجابني بأن هؤلاء بدأوا القتال ورديت عليه بأن هؤلاء ليسوا أسرى وإنما معتقلين وإذا ثبت عليهم ذلك علق لهم مشانق جميعاً في ميدان التحرير وأخبرته أن يكون لديك أسرى وأنت رئيس دولة هذا مؤشر في منتهى الخطورة وهؤلاء هم أبناء قبائل عيب أسرهم وأخذ أسلحتهم هذا لا يجوز لأنهم مجرد منفذين للأوامر. وقلت له رأيي في أن يرد عليهم أسلحتهم ويعطيهم حق العيد ويعيدهم إلى أسرهم.
الرئيس التقط الفكرة وهذه ميزة عنده وفعلاً ذهب إليهم، وخطب فيهم، واستأجر لهم باصات لنقلهم إلى الضالع وتصور أنهم لم يجدوا من يستقبلهم هناك، ولذا حين احتاجوهم أيام الحرب لم يجدوهم.
بعد ذلك نزلنا عدن لتهدئة الأوضاع وبدأنا الاجتماعات وتم تشكيل لجنة عسكرية.
أستاذ ربما هذه أحداث معروفة وموثقة؟
- نعم يوم الثلاثاء اتصل الرئيس بالسيد أحمد الشامي وباقي الإخوان في لجنة الحوار عدا عبد الرحمن الجفري وعمر الجاوي ومحسن بن فريد ونحن لم نكن نعرف وأخبروهم بضرورة العودة إلى صنعاء ولم نعرف عن سفرهم إلا الأربعاء حين أخبرونا بعودتهم وقد كنت جاهزاً في اليوم التالي للعودة
ولكن ما حدث أنه بعد عودتهم بساعتين اندلعت الحرب ودارت المعارك وقد كانت لنا مواقف في التكتل الوطني للمعارضة في عدن وأصدرنا بياناً أكدنا فيه على أننا سنقف ضد من يرفض إيقاف الحرب وللأسف وكانت المفاجأة أن الرئيس –لحسابات قد تكون صحيحة بالنسبة له- هو الذي رفض. ولذا فإنه لم يكن لنا خيار، وكان رأينا حتى عندما أقمنا جمهورية اليمن الديمقراطية أنها تمهد لإعادة بناء الوحدة على أسس صحيحة وهذا ليس كلاماً نقوله الآن لقد أعلناه حينها.
حين اتخذت قرار المشاركة بالانفصال هل كان ذلك قرارك الشخصي أم قرار الحزب؟
- كان قراراً جماعياً بل واتخذناه في حزب الرابطة في عدن ولكي أكون أميناً وهي المرة الأولى التي أقول فيها إنهم كانوا متحمسين لذلك ولم أكن بذلك الحماس إذ كان هناك من هم أكثر مني حماساً وهناك من هم أقل مني أيضاً لكن في النهاية اتفقنا، كل الرابطيين بعدن.
ألم يكن للمملكة السعودية دور في هذا الحماس؟
مطلقاً ..فالثابت أنه لم يكن لنا أي تواصل بأي جهة في المملكة بصورة مباشرة أو غير مباشرة حول هذا الأمر..
لماذا برأيك كان الحكم ضدك أخف كثيراً من الآخرين الذين ربما كانت أدوارهم أقل؟
- أنت تذكرني بأحد كبار القوم كان يتمنى أن يصدر القرار بإعدامي وأن عدم إصداره كان خطأ.
لا أقصد ذلك ولكن أتساءل لماذا؟
- لأنني لم أكن صاحب قرار في الدولة ويجب أن تعرف أننا حزب خارج السلطة شاركت ولكن لم تكن عندي القدرة ولا الموقع ولا الآلية عند القرار الذي تم اتخاذه.
كنت شريكاً؟
- عندما أعلن نعم ولا أنكر دوري ولكن خذ الميزان وأي قاضي سيحكم به ، أصلاً بدون قرار لإعلان جمهورية اليمن الديمقراطية وما كنت استطيع أن أشارك بهذا القرار.. أنا لا أملكه.. يملكه صاحب القوة الذي لديه الجيش والقوة والمؤسسات، واتخذ هذا القرار وأنا أبلغت به وصار حواراً بيننا وبينهم واتفقنا، وأنا لا أنكر ذلك بعض الذين حاوروني ينكرون.
يا سيدي لقد كانت لك تصريحات معلنة بصفتك نائبا لجمهورية اليمن الديمقراطية؟
- هذه مش قضية وقد انتهت ولعلمك كنا نريد إعادة الوحدة على أسس سليمة.
من وجهة نظرك هل تم إعادة الوحدة بعد الحرب على أسس سليمة؟
- لا ولذلك نحن جميعاً بما فينا الرئيس نطرح مشاريع إصلاحات شاملة ولو كان تم ما كنا نطرح هذه المشاريع، والرئيس في خطابه بعدن قال: سنقوم بعمل إصلاحات سياسية واجتماعية وثقافية شاملة وسنعالج جميع الاختلالات التي رافقت دولة الوحدة منذ قيامها إلى اليوم هذا كلام الرئيس.
لو انتقلنا إلى ما يجري من حراك في المحافظات الجنوبية هل تعتقد أن حدة هذا الحراك قد خفت؟
- لا هو يمكن يلتقط أنفاسه وأخشى أن يكون أشبه بنار تحت الرماد.
هل تعتقد أن السلطة صادقة في معالجة الاختلالات؟
- الموضوع مش ... صادقة أو كاذبة السؤال هل هناك حاجة لها في ذلك؟! وأي سلطة سواء في بلادنا أو في العالم لا يمكن أن تعمل تغييراً إلا إذا كان هناك حاجة أو ضرورة لها فيه.. فإذا رأت السلطة أن هناك ضرورة أو حاجة لمعالجة القضايا فإنها تقوم بمعالجتها وإن رأت غير ذلك فإنها سوف تقوم بالتسويف.
من خلال علاقتك بالرئيس وكمراقب سياسي هل الدولة تدار من خلال مؤسسات واستراتيجية أم أنها تدار بذهنية الفرد الواحد؟
- يا ليت بذهنية فرد لأنه إن كان من خلال مؤسسات فإنها بالنهاية يعبر عنها فرد بعد نقاشات وبعد أن تتفق هذه المؤسسة على رأي ثابت والناس تسير إليه. وإذا كان فرد فإنه يظهر رأي واحد ويسير وأنا لم أجد لا هذا ولا ذاك.
إذا كيف تدار؟
- بصراحة لا أدري الناس يتهمون الرئيس أنه ماسك كل شيء ويجوز مثل هذا القول لكن الذي يبدو لي أن هناك تداخلات بشكل غير منطقي وبشكل يصعب حسم العلاقة وهذا ليس رأيي فقط ولكنه رأي آخرين.
طيب هل الرئيس صانع قرار؟
- حين يريد صنع قرار.
ومن ذلك إيقاف حرب صعدة؟
- نعم ..ففي اعتقادي أنه قرار غاية في الحكمة والشجاعة، و أحياناً في بلد مثل بلادنا مشاكلها كثيرة وموازناتها كثيرة وفي حزب كبير زيادة عن الحد كالمؤتمر الشعبي العام رغم أن فيه أشخاصاً كثر من خيرة رجالات اليمن لكن كمجموعة الله يستر عليهم، الإشكالية أن هناك تنازعاً حول من يؤثر وأحياناً لحسابات لا نعرف ما هي حتى وإن كانت بحسابات شخصية فأنا أرى أنها قد تؤدي إلى كارثة للأشخاص ذاتهم وأيضاً لو حسبناها بحسابات وطنية أرى أنها أحياناً قد تؤدي إلى كوارث وطنية صعب تحسبها وأرى من عيونك أنك صعب تحسبها مثلي..مع تقديري للجميع.
ولكن النظام تم إدارته بمثل هذه الذهنية ثلاثين عاماً لو كان خطأ هل كان يمكن أن يستمر؟
- هذا السؤال دقيق ومهم وأعتقد أن الرئيس لم يكن يستطيع أن يدير اليمن بغير ذلك في المراحل الأولى ..واسمع كلامي بدقة.. فالظرف الذي وصل فيه إلى السلطة بهذا التنوع وهذه التناقضات لم يكن الرئيس ليستطيع أن يديرها بغير هذه السياسة، ضرب هذا برأس ذاك وعمل توازنات يعني كان لديه هذه السياسة .. والعقل السياسي لا يتجمد عند هذا وما كان صالحاً في المراحل الماضية ومؤدياً إلى استمرار النظام والسلطة أعتقد أن الاستمرار فيه ظروف مغايرة سيؤدي إلى كارثة في اليمن كلها...وأعتقد أنه لاشك يدرك هذا.
نحن في حاجة لأن نوقف هذا اللعب على التوازنات, في مزاج في اليمن قائم على مثل هذه التوازنات وأنت كسياسي يمكن إذا واجهتك خصومة كبيرة من تيارات يمكن أن تلعب على التوازنات لتواجه هذه الخصومة وهو ممكن، ولكن أن تكون مثل هذه التوازنات حتى على أصحابك و تلعبها بين حلفائك هو شيء فضيع
في المراحل الماضية مشت ولكن في المراحل القادمة أعتقد أنها يمكن أن تؤدي إلى كارثة وأعطيك مثال ولو أنه حساس ولكن لمصلحة اليمن سأورده.. العامل الديني ليس خصماً في ذاته لأي حاكم في اليمن فعملية استخدام العوامل الدينية والاتجاهات والتوجهات الدينية في لعبة التوازنات وضرب هذا في هذا دينيا هو في منتهى الخطورة لأنه لن يبقى ولن يذر..
هذا أين استخدم؟
- استخدم من البعض في حضرموت وكان سيؤدي إلى كارثة في حضرموت الأسبوع الماضي، وهو نتيجة لتراكم سابق استخدم البعض فيه التوازنات هذا كان سيودي بحياة أكثر علماء حضرموت دفعة واحدة، وكذلك بطلبة في دار المصطفى جاءوا من أنحاء العالم وقد سلم الله بمعجزة.
لقد كانت الخطة تدمير موقع زيارة نبي الله هود، وهناك كان معظم علماء حضرموت وزوار من جميع أنحاء العالم حوالي ستين ألف وكانت الخطة أيضا. ضرب دار المصطفى .في تريم....
عفواً أستاذ ما علاقة السلطة هنا؟
- أقول إن هذا نتيجة تربية التوازنات هذا يضرب هذا وضرب التوجه الديني في حضرموت هو ضرب لليمن لأن هذا هو التوجه الوحيد في العالم الإسلامي والتاريخ الإسلامي الذي خاض تجربة ناجحة لم تقطر فيها قطرة دم واحدة بل لم يحدث أي نوع من تصادم الحضارات والثقافات الموجودة في جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا ووسط أفريقيا هذه عينة
موضوع الحوثي عينه أخرى ألم يكن ذلك نتيجة لاستفزاز الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله هذا الكلام يجب أن نبطله, في التاريخ اليمني كله لم يحدث أي صراع مذهبي حتى ما كان يسمى بحرب الزيدية لم يكن ذلك كمذهب ولكن كحكم وكان هناك توسع للسلطة وليس للمذهب بدليل أنهم لم «يزيدوا» أحد في تعز ولا في حضرموت ولا في غيرها بل أن هناك قاض زيدي «تشيفع» في تعز.
ما علاقة هذا بوجود القاعدة في حضرموت؟
- هذا ناتج لسنين من اللعب على التوازنات يجب أن يبعد الدين عن اللعب السياسي،لا بأس أن نلعب مع بعض في الملعب السياسي كقوى سياسية برامجية .
لحضرموت بالتأكيد خصوصية وهناك من يخشى أن تكون سباقة بالانفصال لأسباب كثيرة؟
- تطرح الموضوع بصراحة ووضوح اليمن كلها معرضة للانقسام إذا لم تتم إصلاحات سريعة ولو حصل ستكون هناك انقسامات دموية غير عادية على مستوى الشوارع وعلى مستوى المدن والذي يستصغر ما يجري عند حديثه مع صاحب القرار فهذا يخدعه ويخدع اليمن وإذا لم تكن هناك إصلاحات تقود إلى المواطنة السوية لا المتساوية فقط ،لأنها جزء من السوية، وتكون قائمة على العدل في توزيع الثروات وقائمة على ديمقراطية ،المحققة للتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدماتية بين فئات ومناطق الوطن، وتنمية شاملة والذي يشكل الحكم المحلي كامل الصلاحيات أحد مفاتيح آليات المواطنة السوية, والقائمة النسبية, ونظام المجلسين وتحديد نظام الحكم بالنظام الرئاسي الكامل الأركان . وهذه أسس الإصلاحات التي لا بدمنها.. وإذا ظللنا نسوف ونهرب قد تضيع البلد على الجميع.
ماذا عن حضرموت؟
- ضمن الانقسامات التي يمكن أن تحدث في حضرموت ..الجنوب سيتغير بحاله الانقسام هذا والشمال لن يبقى شمال وبالتالي حضرموت مؤهلة مساحة وسكانا وتاريخا وثقافة لا يمكن نكران هذا، هي أحد جزئيات التنوع في اليمن..ولكن علينا أن لا نسمح لأنفسنا بأن ندع الأمور حتى تصل لهذه الدرجة وإلا فلن يرحمنا التاريخ.
هل هذه النزعة أصبحت ظاهرة في حضرموت؟
- النزعة موجودة حتى في تعز والمحويت والبيضاء، وفي صنعاء، وفي عدن حضرموت، النزعة موجودة ولكن أنت كنظام ومجتمع وسياسيين إما تغذي هذه النزعة وإما توجد لها متنفس آخر في إطار الدولة وهذه النزعات طبيعة بشرية وتاريخ اليمن كله انقسامي وكانت عبارة عن محافد وما زال الاسم»محفد» موجود عندنا في اليمن وكان مجتمع يحكمه أذواء وأقيال وهذا لا يعيب لأن التنوع ثروة لليمن ومن يعتقد أنه عامل انقسام وتشرذم هو مخطئ ولكن تصرفنا نحن إزاء هذا التنوع هو الذي يمكن أن يكون عامل انقسام وعامل شرخ.
هل تمدد الإصلاح وتواجده في الجنوب يعد عامل من عوامل بقاء الوحدة؟
- هذا مش صحيح وإن كان من وجهة نظري كواحد من الجنوب و كحزب نحن مع التعدد وكنا نطالب به عندما لم يكن يُسمح سوى لحزب واحد.
أقصد أن الإصلاح كونه حزب إسلامي يمكن أن يكون أعضاؤه عامل لتقوية الوحدة ويمنع الانفصال؟
- بذاته منفرداً غير صحيح ..فشعبنا كله مسلم بل كل الجزيرة ورغم ذلك عاش انقساماً لم يكن سببه ديني أو مذهبي وتوحد في فترات بدون ذلك..وربما تذكر انه وقبل الوحدة انقسم الإخوان المسلمين عندما كانت الجبهة الديمقراطية في المناطق الوسطى بعد أن اتفقوا على أن يحاربوا مع الكل الجبهة في الشمال وبعدها النظام في الجنوب ولما انتهى الموضوع مع الجبهة أصحاب الجنوب عمر طرموم ومن معه انفصلوا ولا زالوا مفصولين لأن الشق الثاني من الاتفاق لم ينفذ والموجود الآن في الإصلاح هم الجيل الجديد من الإخوان المسلمين والجيل الجديد من السلفيين ومهما كان عددهم هم ليسوا وحدهم عامل وحدة وأيضا ليسوا عامل تفرقة وقد يساعدوا لو وجدت العوامل الأخرى المرسخة للوحدة ،كما أسلفنا ذكرها.
طيب وفي ظل وجود تحالف المشترك الذي فيه الإصلاح إلى أي مدى تعتقد أنه تجمع موضوعي وواقعي؟
- يعني أيش موضوعي ومنطقي؟ أنا الذي أفهمه أننا جميعا نسير نحو التعددية لدينا تعدد أحزاب ولكن لم تترسخ عندنا وأي تكتل لمجموعة أحزاب ليس عيبا ولكنه استثناء خارج التعددية ولكنه يحصل وأحيانا يكون مطلوبا وأحيانا يكون ضرورة وفي أحيان أخرى يكون عبء يعتمد على الطرح والمرحلة ودواعي الوجود.
ماذا عن حالتنا اليمنية؟
- هو ضرورة بالنسبة لهم كأحزاب الآن ولكني أعتقد أنه سيكون عبء عليهم في المستقبل القريب ومما أسمعه منهم أنه لا توجد رؤى موحدة وكما قلت لك قيام أي تكتل في نظام تعددي هو استثناء هذا الاستثناء يخدم مرحلة وأهداف برامجية سياسية ليس لها علاقة بالفكر وبالتالي ليس لها استدامة.
حزب الرابطة كان من ضمن من طرح اسمه كأحد المشاركين بالتحالف مع المؤتمر وأحزاب المجلس الوطني والبعث إلا أنكم لم توقعوا على وثيقة التحالف لماذا؟
- أنا لم أحضر سوى جلسة واحدة وهي الأولى التي حضرها الأخ الرئيس ونائبه عندما جمعونا أول يوم ولم نكن نعلم ما هو الموضوع ولما طرح من قبل الإخوان في المجلس ورقة مشروع مقترح للتحالف مع المؤتمر الشعبي العام وكانوا سلموني نسخة منه وحين طرح هذا الأمر قال الإخوان في المؤتمر ونحن أيضا عندنا مشروع مماثل فقلت لهم ناقشوا مشروعيكما نحن كرابطة سبق وأن تحاورنا مع المؤتمر والقيادة السياسية في الدولة لسنة ونصف تقريبا وكانت تسعة أشهر مع الدكتور الإرياني والأستاذ عبد العزيز عبد الغني وكان حوارا راقياً جداً واتفقنا على أمور واختلفنا على أمور أخرى ثم اتفقنا مع الرئيس على بعض الأمور التي كنا مختلفين عليها واتفقنا على إعلان اتفاق وقدمنا مشروعاً بالاتفاق وبالتالي لم نكن على استعداد لمناقشة ما سبق وقد ناقشناه وبالتالي قلنا لهم ناقشوا مع بعضكم واتفقوا وحين تنتهوا سنتناقش مع المؤتمر مشروعنا وإن شاء الله نتفق ولو كان هناك قواسم مشتركة بين الاتفاقين يمكن أن تكون مجال تنسيق بين الجميع وهذا ما تم الاتفاق عليه.
هل أنت معي أن كل ما يعلن عن قيام حوارات بين الأحزاب المختلفة هي فقط للاستهلاك وكل ما يتم الاتفاق عليه من رؤى وبرامج تصار إلى الأدراج؟
- أين وجه الاستهلاك؟
أنتم تستهلكون الوقت وتضللون الرأي العام من أن هناك رؤى وبرامج استراتيجية ومع ذلك لا تطبق على الواقع.
- الإخوان في المشترك ظلوا يتحاورون ثلاث سنوات على قانون انتخابات، نحن يا سيدي لم نكمل سنتين ونحن ألزمنا أنفسنا منذ البداية أن لا نجعل موضوع حوارنا مع المؤتمر مادة للإعلام فلا ننشر ما اتفقنا أو اختلفنا عليه لأنه لم يكن ،وما زال ، من أهدافنا أن نسجل نقاط عليهم والذي يريد الوصول إلى اتفاق لا داعي قبل الاتفاق لأن يصدر صياح في الصحف وأثناء الحوار خناق وبعد الحوار بكاء ولذا آثرنا أن نغلق أفواهنا عن نقاط الخلاف وجعلناها بيننا ولكن أعلنا نقاط الحوار وكلها قضايا عامة.
مشروعنا للإصلاحات الشاملة ،السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية و مواضيع التطرف وغيرها، ولم نتطرق حتى الآن مع أنه ليس عيبا للأدوات ولعلاقاتنا الحزبية - وقلنا نتفق على الأسس وبعد ذلك الأدوات وما يخص علاقتنا كأحزاب.
سيدي ما هي قوتكم على الأرض لكي تدخلوا في اتفاقات كهذه؟
- قوتنا الحاجة لما نطرح نحن نحتاجه المؤتمر يحتاجه البلد تحتاجه.
ولكن من هو الحامل لهذا المشروع؟
- نحن نحمله فكريا وتاريخاً وجذوراً وتجربة وعلاقات بمجتمعنا وهم يحملونه كذلك بنفس القدر علاوة أنهم يملكون أداة التنفيذ لأنهم أقوى منا كسلطة ونظام حكم.
ولكن هم غير راضين عنه؟
- وليسوا رافضين خلينا نتكلم كلام واقعي هم لم يرفضوه حتى الآن بالعكس نحن اتفقنا على معظم الأمور الأساسية وتذكر أن الرئيس عمل مبادرة ونحن أيدناها.
ولكن تراجع عنها الرئيس؟
- نحاول أن لا يتراجع.
لقد تراجع فعلا من خلال التعديلات التي تم مناقشتها في مجلس الشورى مثل الحكم المحلي وغيرها..
- ليس لي علاقة فيما يصدر لقد التزم لنا الرئيس بهذا أمام الناس – حكم محلي كامل الصلاحيات تتحول فيها المجالس المحلية إلى حكومات محلية وتصبح الصلاحيات كلها للحكم المحلي وللمركز الصلاحيات السيادية، هذا الذي قاله الرئيس علي عبدالله صالح كرئيس ونحن نثق أنه يعني ما يقول وأن هناك عراقيل تمنعه ،حتى الآن، من أن ينفذ هذا ونحن علينا أن نساعده لأن يتجاوز هذا.
عراقيل من داخل نظام الحكم أم من خارجه؟
- من داخل حزبه ومن خارج حزبه وهو الأقوى.
كيف تصف ماهية نظام الدولة.. هل هو عسكري أم مدني؟
- هو نتاج لما حدث من قيام الثورة إلى اليوم هو جمع نظام الحكم فيه المدني – العسكري – الرئاسي المختلط كله موجود وهو ليس نتاج مرحلة حكم واحدة وإنما موروث تراكمي علينا جميعا أن نتعاون في تثبيت ما هو إيجابي منه وتصويب ما هو سلبي.
ماذا عن توجهه السياسي؟
- تعرف أن في العمل السياسي هو توجه سياستك الخارجية مع الغير وتوجه سياستك الداخلية مع الناس ففي الداخل السياسة المعلنة أنه نظام ديمقراطي ولا شك أن عندنا بعض الحريات مع وجود الكثير من الممارسات المبطلة للديمقراطية ومع ذلك ندرك جميعا أنه لو لم يكن هناك ديمقراطية بشكل مطلق ما كنا نتحدث الآن.
لماذا كحزب رابطة تعتقدون أنكم أصحاب رؤى حقه لم يسبقكم إليها أحد؟
- برنامج الرئيس الانتخابي وبرنامج المؤتمر الشعبي الذي أعلن في مؤتمرهم بعدن مع مشروع الرابطة للإصلاحات هم مجال النقاش ما هو متطابق بينهم نحيده كشيء متفق عليه وما هو غير متطابق هذا يكون للنقاش بغرض الاتفاق.وكون أن لنا رؤى كنا السباقين لطرحها فهذه حقيقة ولا يعني ذلك أن غيرنا ليس لديه.
- لا تحاول أن تحط علينا حمل ليس لنا قدرة عليه، أولا لم ندعي أننا أصحاب الفكر الوحيد الحقيقة المطلقة لا يملكها إلا رب السماء، والبشر كل يملك شيء من الحقيقة كثر أو قل وربما ميزتنا أننا لسنا في السلطة وبالتالي أكثر فراغا من الآخرين وحاولنا أن ندرس الأوضاع وحاولنا أن نحدد وحاولنا أن نطرح رؤى يمكن غيرنا لو ملك فراغا مثلنا ربما كان يعمل شيئاً أفضل منا كما أنه ليس من العيب أن أقول إنني أول حزب تبنى الحكم المحلي ووضع له مشروع قانون، وليس عيبا أن أقول إنني أول من طرح موضوع المجلسين أو موضوع القائمة النسبية.
هذا لا يعيبني أنني من طرحت كحزب عملية التوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الفئات وهاجمني الآخرون في مرحلة سابقة عليها وما شُتمنا عليه سابقا اليوم يطرح كله فكيف لا تريدني أن أفخر به كل ما تم انتقادي عليه في مراحل سابقة اليوم الكل يتبناه وأنا فرحان بهذا.
لماذا لم تتحاوروا مع المشترك؟
- لم نرفض بل رحبنا بالحوار مع الزملاء في المشترك عندما طلبوا ذلك .. ولا زلنا نرحب وهم الذين انشغلوا بحواراتهم مع السلطة فهي بلا شك أهم..ومعروف عنا أننا لا نرفض الحوار مع أي جهة بل ندعو الجميع لحوار حول رؤيتنا التي أعلناها في يناير الماضي وحول مشروعنا التفصيلي للإصلاحات الشاملة..مع قبولنا للتحاور حول كل قضايا الوطن بهدف الخروج بحلول موضوعية ..فبلادنا تملك من المزايا والعوامل ما يؤهلها لانطلاقه حقيقية نحو آفاق مستقبل زاهر وخير كبير ..إن أحسنا..
ماذا عن تبنيك للفيدرالية أو نظام الأقاليم؟
- أنا لم أطرح كلمة فيدرالية بحياتي..رغم أن ذلك ليس معيباً..فأقوى دولتين في العالم عسكرياً هما فدراليتين،أمريكا وروسيا، وأقوى دولتين اقتصاديتين في العالم هما فدراليتين، أمريكا وألمانيا..وأمثلة لا حصر لها.
طيب أنت قلت أقاليم.
- أنا لم أسمها أقاليم فقط قلت سموها أقاليم – مخاليف – مناطق أو حتى محافظات وأنا لست متمسكاً باسم من الأسماء وما يهمني هو المضمون وقالوا إن الجفري والرابطة يريد أن يقسم اليمن بينما هي مقسمة إلى 22 محافظة، نحن نريد لملمتها إلى ست أو إلى سبع هل هذا عيب.. إننا لكي نقيم حكماً محلياً حقيقياً كامل الصلاحيات لا بد من أن كل وحدة محلية تكون لها الشروط اللازمة لتقوم بهذا الحكم المحلي سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ونحن حرصنا أن يكون لكل وحدة منفذ بحري وأن كل ما كان حدا بين الشمال والجنوب يلغى ويدمج.
هل ناقشتك السلطة فيما طرحت؟
- والله لا هذا لم يحدث حتى الآن.
يعني ألم يؤنبك أحد في السلطة على مقترحك؟
-محتدا لا.. أنا لست شغال عند أي حد لكي يؤنبني يمكن أن ينتقدني أحد وسأقبل على العين والرأس ولكن أن يؤنبني لست شغال عند أحد وهذه الوثيقة عندي منذ 97 وكانت ضمن مشروع الحكم المحلي الذي نزلناه ونوقش في صنعاء ومع أحزاب المعارضة ناقشناه 9 أشهر ولم يقتنعوا به.
وشوف موقع الرابطة لترى المشروع الذي اقتنعوا به مشروع الوسط وسنجد بأمانة أن القائم اليوم في قانون السلطة المحلية متقدم عليه وموضوع التقسيم لم نطرحه في ذلك الوقت وهو ورقة ونصف وقلنا ليس وقته.
هل هذا التأجيل كان بسبب ضغط؟
- لا .. نحن لم نناقشه مع أي أحد وكان النقاش في إطارنا فقط ووجدنا أن الوقت غير مناسب.
على ذات الاتجاه من المشاريع لماذا لم يقدم حزب الرابطة رؤية لما يجري من مشاكل في المحافظات الجنوبية والحراك الجاري؟
- موجود والإشكالية أنكم تقرأون عناوين.
لا أقصد كون بعضها موجود في برامجكم أتحدث عن مشروع مستقل يقدم للسلطة وهناك فرق أن تكون ضمن برامجكم وأن تقدم كرؤية محددة واضحة للسلطة.
- رؤية لم نقدم ناقشنا الموضوع نعم وطرحنا رأينا في الموضوع ونحن نطرح ليس من أجل إثارة الناس أو لتسجيل نقاط على السلطة وحينما نطرح فإنما بغرض الوصول إلى شيء ولا نريد أن يقال إننا الذي قدمناها وليأخذها أي كان الموضوع خطير وحساس وأكبر من أن نلعب عليه. وأسألك بأمانة من كان أقدر على ركوب الموجة حق حراك الجنوب ما كان أحد يقدر مثلنا ولكن الموضوع ليس ركوب الموجة ثم نحاول أن ننسب لأنفسنا شيء ما هو لنا. – الحراك الجنوبي قاموا به ناس ليس لهم علاقة بأي حزب أو بأي جهة وأؤكد ذلك عن علم ومعرفة.
يعني أنتم ليس لكم أي علاقة بالحراك كرابطة؟
- ليس لنا أي علاقة بعض أعضائنا شاركوا فيه نعم.
وقدم البعض استقالته لهذا السبب؟
- قدم استقالته ليس لهذا الموضوع فقط وإنما بسبب مواضيع أخرى وتراكمات قد يكون محق فيها أولا هذا ليس موضوعنا ولا أريد أن أؤنب أو أضغط على أحد.
هل أنتم حقا قادرون على ركوب موجة الجنوب لو أردتم؟
- هذا أسهل شيء ونحن ندرك ونفهم الجماهير ماذا تريد ونستطيع أن نلعب بعواطف الناس ولكن هذا خطر عليهم وعلى البلد نحن لسنا من الناس الذين يفرحون بقتل شخص في مظاهرة حتى لو كنا غير مشاركين فيها, غيرنا لا. يقول من أجل «تحمي الطاسة» أنا سمعتها يا أخي هل تحمى على دم واحد؟! فركوب الموجة كان سهلاً بالنسبة لنا كرابطة وميسور وسنكون الأقدر على قيادتها وإذا استدعى الأمر سندفع ثمن ولسنا خائفين من شيء ولكننا نعتقد أن ركوب الموجة خطير وفيه استغلال لجهود غيرنا ولعواطف الناس ونربأ بأنفسنا عن استغلال عواطف الناس سياسياً.
إذاً أستاذ عبدالرحمن من يمثل الجنوب اليوم هل هو الحزب الاشتراكي؟
- لا أحد يمثل الجنوب وفي تاريخه لم يُسأل من يمثله.
ولا حتى المشاركين الآن في السلطة؟
- أعتقد أن كل واحد يمثل جزءاً في الجنوب.
هذا جواب فضفاض.
- ليس فضفاضاً حينما تنتخب علي عبدالله صالح من الجنوب أغلبية ماذا نسميه ماذا يعني هذا الكلام طرح قبل الاستقلال في مقر الجامعة العربية من لجنة الأمم المتحدة وكان كل شخص يقول أنا الممثل الشرعي للجنوب وحين جاء دور الفقيد محمد علي الجفري قال إذا كان لأحد أن يدعي أنه يمثل الجنوب كنت سأدعي أنه الرابطة ولكن لا أدعي تمثيل الجنوب أنا جزء من ممثلي الجنوب الذي فيه جبهة التحرير الجبهة القومية الحزب الوطني الاتحادي السلاطين – النادي الثقافي نادي أبناء يافع...الخ.. وإلى الآن الجنوب لم يسأل من يمثله وبالتالي الكل يمثله كجزء من وطن.
هل أنتم قادرون كرابطة على لعب دور ما في الجنوب؟
- نعم في الجنوب وغير الجنوب.
إذا لماذا لا تلعبون مثل هذا الدور في إطار تهدئة الحراك ....
- أولا أعطني شيئا لنهدئ به الناس سواء نجحنا أو لم ننجح ولكن هل نهدئ الناس بالكذب لا نستطيع نحن لم يعهد الناس منا الكذب ونحن ندفع ثمن الصدق أنا أُهاجم اليوم في المواقع الجنوبية لأنني أقول الصدق لهم وليس لأني ضدهم.
هل ما زال الاحتقان قائم في المحافظات الجنوبية؟
- نعم والذي يقول غير ذلك مش دقيق وإذا وصل الاحتقان عند البعض حد مهاجمتي دون ذنب.. وأنا أطالع المواقع وأنا لست زعلان أنا أعذرهم لأنهم يتكلمون بعواطفهم وكانوا ينتظروا مني أن أركب موجة العواطف يشتوا مني أكذب عليهم و لن أفعل.
بمحددات لما برأيك موجة الاحتقان في المحافظات الجنوبية؟
- شعور بأنهم غير مشاركين والموضوع ليس موضوع مطالب وظيفية ومتقاعدين صحيح بدأت هكذا ولم يؤبه بها فأثار عدم الاهتمام بها كوامن يعانونها ولم تُستثر من سابق فيندفعون للتعبير عنها..فاندفعوا وتوسعت وانتقلوا للتعبير عنها سياسيا.
هل لمعارضة الخارج دور في تأجيج الحراك؟
- كل يدعي وصلا بليلى.
ولكن؟
- الله أعلم.
هل تعتقد أن جزءا من حل مشكلة الجنوب عودة من هم في الخارج؟
- نحن مع عودة الجميع وهم ليس موضوع احتقان والإشكالية أن هناك أسس يجب أن نؤمن بها جميعا وهو أن يكون كل إنسان في بلده ويعمل من أجلها وبين أن يستخدم كعلاج ظرفي لاحتقان أو غيره لأنهم لم يكونوا من الداعين له وبعضهم شارك فيه ولكن الذي بدأ الاحتقان هم بعض رموز الدولة ودعونا نُصْدِ ق علي عبد الله صالح رئيس الدولة نقول الصدق ..بعض مراكز قوى في الدولة هي جزء من سبب الاحتقان لا تقل لي فلان من داخل أو من خارج.
تعتقد لماذا.. هل لكي تبقى داخل السلطة؟
- التصرف بتسلط وعنجهية وعدم إدراك وعدم احترام لمشاعر الآخرين
لو تمت الانتخابات هل ستشاركون كرابطة فيها؟
- حتى الآن لم نقرر.
ماذا عن الشارع الجنوبي؟
- هذا يعتمد على من سيشارك في المحافظات الجنوبية وعلى ما سيقدم من إصلاحات حقيقية أما إذا كان لإعادة إنتاج ما هو قائم فلا أعتقد أن يتم دون إصلاحات تطال نظام انتخابي جديد وحكم محلي كامل الصلاحيات.. هل تستطيع أن تقدم شيئاً جيداً؟؟ أنا خائف أن الموجود هو أفضل من القادم وما سينتج.
كسياسي ومجرب هل يمكن أن نعرف ما يحدث الآن من تداخلات وضبابية على مختلف الأصعدة؟
- ما يحدث اليوم هو عبارة عن سمك لبن تمر هندي هذه هي الإشكالية أقول أن الفرصة ما زالت قائمة ولكن «لم يعد في الحبل غير» ليه» والله لم يبق إلا ليه قالها ثلاثا ، وعلينا كلنا أن نبتعد عن المماحكات والإعلام أولا من خلال الإثارة في موقع الخطر.. وحين راهنا على علي عبد الله صالح لم يكن بمقابل ولم نقدم اشتراطات
وما زالت بيوتنا وحقوقنا مصادرة ولكن نحن نعتقد أن يقود الرئيس عملية الإصلاحات فذلك أقل كلفة من أي شيء آخر.
هل هو قادر؟
- هو قادر ولكن المهم أن يريد.
هل هو يريد؟
- المهم أن يمكن إن هو أراد ممن حوله ومن الآخرين خارج السلطة.
أنت قلت إنه صانع قرار؟
- نعم ولكن الموضوع ليس صناعة القرار لأنني قد أصنع القرار ويأتي من يعرقله أو يمنع تنفيذه أو من يشكك فيه، والمرحلة لم تعد تتحمل أي مكايدات أو إثارة إعلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.