تعددت القراءات لموقف حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) من الانتخابات البرلمانية المقبلة، وتعددت معها التفسيرات والمواقف والتعليقات، وذاك أمر طبيعي ومنطقي ومتوقع، لكن المؤكد وفق ما تمَّ رصده من مواقف وتعليقات، هو أن هذا الموقف الرابطي المعلن يوم الثلاثاء 10فبراير 2009م، قد قوبل بحالة من الاحتضان والقبول الواسع في مختلف الأوساط السياسية والإعلامية والجماهيرية، التي رأت في مضامينه من النضج والتوازن والحرفية السياسية، ما ظلت تبحث عنه في ساحة تضطرم بصراعات المواقف الباحثة عن (تسويات) و(صفقات)، يكون الوطن ومصالحه، الخاسر الأكبر والغائب المغيب في سياقها، وفق ما بينته تجارب الأعوام الثمانية عشرة الفارطة.. لم يتردد الكثيرون ممن رصدنا آراءهم حول الموقف الرابطي من الاستحقاق الانتخابي المرتقب، في الإفصاح عن أن ما عزز تأييدهم لهذا الموقف، هو أنه انطلق من وعي عميق وحرص مسئول على أولوية حاجات الوطن وضرورات استقراره ونمائه، وحيوية التأسيس لتحول نوعي يرتقي به من دوامات التأزم والتفلك والانسدادات، ويوفر له ممكنات الانطلاق النهضوي، حيث إن الموقف الرابطي هذا، جعل من تلك الحاجات والضرورات الوطنية، ومن التحرك السلطوي الجاد والفاعل لتحقيقها، جعله الأساس الذي ستتحدد وفقه مشاركة الحزب أو عدم مشاركته في الانتخابات التشريعية القادمة، وهو الأمر الذي يتعين على الأطراف السياسية الأخرى في البلاد اعتماده أساساً لموقفها من ذلك الاستحقاق، إن كانت جادة في انتصارها لقضايا البلاد وتطلعات العباد – وفق ما ذكر من استطلعنا آراءهم -، بل أعلن بعضهم أنهم لم يتوقعوا أن يصدر حزب سياسي في البلاد موقفاً مدروساً كهذا، يكون الوطن وقضاياه ومصالحه أساسه ومنطلقه، مرجعين ذلك إلى اعتقاد ترسيخ لديهم على مدار دورات الانتخابات النيابية والمحلية والرئاسية الماضية، كانت الأحزاب السياسية خلالها، تبني مواقف وفق ما تحدده مصالحها الضيقة ومنافع قياداتها وأعضائها.. هو موقف سياسي فارق ومتميز –دون شك- هذا الذي اتخذه حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) تجاه الانتخابات البرلمانية القادمة، وصدق من خلاله مع الله والوطن والشعب، ومع ما يحمله من رؤى وتوجهات تروم عزة اليمن ورفاه أهلها، وترتكز على مدماك التفعيل الجدي والخلاق لموجبات (المواطنة السوية) بأضلاعها الثلاثة: العدالة في توزيع الثروة، الديمقراطية المحققة للتوازن، التنمية الشاملة المستدامة.. ولله الأمر من قبل ومن بعد..