ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمؤسسة عبد الرحمن السد يري الخيرية بمنطقة الجوف السعودية صدر العدد 22 من مجلة الجوبة الثقافية حاملا معه العديد من المواد الثقافية والأدبية. وتتناول الجوبة دراستين الأولى في خصائص وملامح الرواية الجديدة للكاتبة هويدا صالح التي تقول فيها إن الرواية تقف على الحدود الفاصلة بين الفرد والعالم، وتتحرك ذهابا وإيابا بينهما. ولم تعد تقبل مهمة تصوير العالم ،ومحاكاة خريطته البشرية والتاريخية كما هو، إنما صارت مهمتها إعادة إنتاجه، وترتيبه ، وتمثيل القيم الثقافية فيه. والثانية في الشعر المغاربي المعاصر بين التقليد والحداثة للكاتب عبدالله شريق، والذي تناول من خلالها أنماطاً شعرية ثلاثة هي النمط المحافظ على الشكل التقليدي و النمط الجديد المتحرر من شكل وقوانين القصيدة التقليدية، و نمط قصيدة النثر.. وضمن كلاًمنها نماذج خاصة به. كما تدخل الجوبة في مواجهات ثلاثة أولها مع الشاعر والناقد التونسي المنصف الوهايبي وفيها يقول إن الشعرية أوسع من الشعر وهذا زمن الصورة، وإن قصيدة التفعيلة لم تستنفد كل طاقاتها، كما أن النص الشعري هو الذي يملي منهجه أو مناهجه .وجاءت المواجهة الثانية مع الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله الذي يقول إنه بحاجة إلى الملهاة الفلسطينية كقارئ أكثر من حاجته إليها ككاتب .. وأن الأحداث أشبه ما تكون بهياكل عظمية.. ومهمة الكاتب إحالتها إلى كائنات حية. أما المواجهة الثالثة فكانت مع د. عارف بن مفضي المسعر المدير العام السابق للتربية والتعليم بمنطقة الجوف، والذي فضل أن يكون القبول في الجامعات وفق معدلات الثانوية العامة، لأنها تقوم على أرضية أوسع ولا تخضع للصدف. وفي مجال الحصول على الشهادات العليا أكد المسعر أن من يستسهلون وضع الدال أمام أسمائهم يسلكون طريقاً خاطئاً بحصولهم على الشهادة دون جهد.. وفي الوقت ذاته أشاد بموقف وزارتي التربية والتعليم ، والتعليم العالي في التمييز بين الحاصلين على شهادة الدكتوراه. وفي باب نوافذ تناولت الجوبة تمارين وبروفات الكاتب السوري وليد إخلاصي للكاتب عمران عز الدين أحمد ، والذي يخشى أن تصبح الكتابة ذات مردود مادي، وبالتالي يخشى أن ذلك المردود يشجعه على الوقوع في فخ الكتابة الإنشائية والجمل المرصوفة .. في الوقت الذي يؤكد فيه ويصر بأن كل الأعمال التي أنتجها عبارة عن بر وفات وتمارين لعمل مستقبلي.. ، أما عبد الباقي يوسف فيقول فيه ( و عندما يتحول الكتاب إلى ثروة حقيقية للمجتمعات)أن البيوت تبقى عامرة بالكتب .. لأنها تحمل الزاد الأنقى للأجيال .. والبيوت الحافلة بالكتب هي البيوت التي تقدم للمجتمع جيلا منفتحا يمكن أن تنعقد عليه آمال مستقبل كامل. أما الدكتور جميل الحميد الذي تناول . ( أزمة معلم القرن الحادي والعشرين) فيقول إن واقع إعداد المعلم في عالمنا العربي واقع أليم، يفتقر إلى معايير الجودة العالمية، والقيم المنشودة في كل أمة، مع التركيز على الكفاءات المعرفية والمهارية القابلة للتطبيق ، والتي تنهض به هو نفسه كإنسان مسئول و منوط بصناعة العقول – قبل أن ينهض بغيره. كما قدمت الجوبة مجموعة من المواضيع النقدية لحواس محمود وفتحية حسين وبراهمة سلمى وليلى الأحيدب.. وفي مجال المال والاقتصاد كتب د. نضال الرمحي رئيس قسمي المحاسبة ونظم المعلومات المحاسبية بجامعة الزرقاء الأهلية عن النظام المصرفي الصحيح الذي يقف سدا منيعا في وجه الأزمات المالية العالمية .. وإن جميع المحاور الرئيسة التي ارتكزت عليها إجراءات معالجة الأزمة المالية موجودة أصلا في النظام الاقتصادي الإسلامي. وفي مجال الفنون تناولت الجوبة استطلاعا تشكيليا لمجموعة من الفنانين التشكيليين في العالم العربي . وتورد الجوبة قصصا لكل من محمود العزازمة وعبد الحفيظ الشمري ونواف السنجاري وإبراهيم الحميد وشيمة الشمري ومحمد زيتون ويحيى فضل سالم وقصة مترجمة لمنى العبدلي . كما تناولت قصائد شعرية لكل من حمد الدوخي ومصطفى ملح وإبراهيم منصور وأبو الفرج عسيلان ونجوى عبدالله وحنين عمر ووفاء الربيعي وعبد الرحيم الخصار وخالد الحلي ، ونماذج من الشعر الكردي والنمساوي المترجم. كما تضمنت الجوبة شهادة للشاعرة الكويتية سعدية المفرح عن تجربتها الشعرية ، وقراءات لفيصل عبدالحسن في «الفكاهة في الأدب الأندلسي» وصالح الحسيني في «كتاب الصحافة في المدينةالمنورة» وفهد المصبح في «المجموعة القصصية ( الجمجمة ) «ومحمد صوانة في «المدينة في الوطن العربي».