قال المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد الكريم الإرياني، أن محتويات صالة عرض ممالك الجوف القديمة بالمتحف الوطني تثبت بما لا يدع مجال للشك أن حضارة اليمن تعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد. وأضاف لدى افتتاحه الصالة أمس الأول: يضم المعرض قطع اثارية غاية في الأهمية تثبت أن حضارة اليمن كانت حضارة موازية و عاصرة لما بين النهرين و وادي النيل، معتبرا افتتاح هذه الصالة حدث تاريخي عظيم لان محتوياتها تدلل على إن للشعب اليمني تاريخ عريق، ليس كما كان يقال انه يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد ، وإنما إلى 2000 سنة قبل الميلاد ، و هذا ما تثبته محتويات هذه الصالة. و في الحفل الذي أقيم بالمناسبة حذر المستشار السياسي لرئيس الجمهورية من استمرار عمليات التخريب والتدمير والتهريب التي تتعرض لها الآثار في الجوف ومأرب وبيحان وغيرها من المناطق التي تتعرض لكثير من الدمار ومخاطر هذه العمليات على تاريخ وذاكرة اليمن الحضارية. و أضاف " أرجوا ألا ننسى آثارنا مما تتعرض لها من تدمير و تخريب لا يجيزه الله ولا رسوله، آثار اليمن تباع في أسواق أوروبا بالعشرات إن لم اقل بالمئات ، و معظمها يأتي من المواقع الأثرية في الجوف ومأرب وبيحان وعسيلان. منوهاً بضرورة استمرار دعم وزارة الثقافة لمشاريع الآثار و ايلائها المزيد من الدعم والاهتمام. من جانبه أوضح أمين عام المتحف الوطني بصنعاء عبد العزيز الجنداري أن هذا المشروع العظيم كان ثمرة لجهود حثيثة مشتركة بين المتحف الوطني ومنظمة اليونسكو والصندوق الاجتماعي للتنمية والتي بدأت خطواتها الأولى في عام 2004 بفضل الدعم والمؤازرة من الخيرين من ابناء الوطن. و تابع: بدأ المشروع بحملة تسجيل وتوثيق وترميم وصيانة لمجموعة الجوف الأثرية في المتحف وفق أحدث الطرق العملية ومن ثم إصدار لاثة كتالوجات ضمت أكثر من خمسمائة قطعة أثرية مع دراسة مبسطة عنها باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية وكان خاتمة المطاف تجهيز قاعة ممالك الجوف القديمة وتضم مجموعة من أجمل وأندر القطع الأثرية منها كرسي العرش للملك / الم هلال وقه / والذي عاش في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد ونقوش أخرى كتبت باللغة المذابية نسبة إلى وادي مذاب الذي يمر بالجوف وقطع أثرية أخرى. و نوه بان المشروع شمل إدخال معلومات للقطع الأثرية في الحاسوب الآلي بالإضافة إلى إنشاء موقع في الانترنت خاصة به، شاكرا كل اللذين أسهموا في انجاز هذا المشروع الذي تضمن حفريات إنقاذ وترميم وتوثيق ودراسات وبحوث ونشر معارض بالإضافة إلى إنشاء موقع انترنت خاص بهذا المشروع. يذكر بأن صالة عرض ممالك الجوف القديمة مجموعة من القطع الأثرية منها العرش الملكي وتماثيل مصنوعة من الطين المحروق ومجموعة من الفخاريات ومجموعة برونزية وخشبية وشواهد قبوريات وقطع حجرية من موائد قرابين ومذابح بالإضافة إلى أعمدة من أحد المعابد الهامة في الجوف تمثل كشفا اثريا هاما.