أقرأ واسمع من الناقلين أخبار الحرب هذه الأيام أشياءً وأخطاء تضحك النملة.. فمراسل قناة فضائية يشرح للمذيعة إن الحوثيين هم طائفة شيعية تطالب بالولاية في البطنين (!) استناداً إلى حديث الرسول "الأئمة في قريش".. وهذا يستحق "قرشة" لأنه يُضلل الجمهور بحماقته أو قلة معرفته.. ويقول آخر: ووقعت مواجهات في منطقة شدا بمديرية سحار... بينما شدا هي مديرية مستقلة وليست منطقة من سحار.. وتقرأ أنه تم السيطرة على الحصامة في ساقين وهاجم الحوثيون موقع جبل عيسى في منطقة العروس... بينما الحصامة في شدا وجبل عيسى في الصفراء والعروس في سحار.. أحدهم كتب على عريضة تظلماً كما قيل على عجل: "يعدم الأمين العام والمذكور يسحق ساعده"، ولكن المدقق في الخط فهم أن المقصود: "تقدم للأمين العام والمذكور يستحق مساعدة"، لكن ما ينشر في صحفنا من أخطاء وطلاسم تحيّر القارئ، وتبقى بدون تفسير، وبعضها أخطاء مضللة ومع ذلك تمر على القارئ، فواحد يكتب تقريراً عن الأراضي في عدن مليئة بالأخطاء لدرجة أنه يقول إن أحد المتنفذين بنى قصراً يبلغ طول سوره عشرين ألف كيلو متر، ومعروف أن القصر لو أقيم على مساحة الجزيرة العربية كلها لما بلغ طول سوره عشرين ألف كيلومتر، وهناك أخطاء لغوية مثل "منعوا عن المعتقل البيارة".. و "لم يُعرف مسير المختطفين"، والقارئ لن يتأثر بمثل هذه الأخطاء لأنه يعرف أن المقصود هو الزيارة ومصير.. غير أن بعض ما يرد في الافتتاحيات وتصريحات السياسيين من طلاسم يفوق تلبيس أبليس.. يصرح قيادي في المشترك وتنقل عنه صحيفته قوله: "إن جناحاً في المؤتمر الشعبي يريد إجهاض الحوار وإنقاذ البلاد.." وتقرأ في افتتاحية صحيفة مؤتمرية هجوماً على الذين "يحرضون الناس ضد الوحدة التي عمدت بالدماء الزكية لأبناء الشعب تحت دعاوى باطلة".. وكتابة الأسماء خطأ يحدث في الصحف يومياً حتى من قبل أصدقاء حميمين لأصحاب تلك الأسماء مثل: "وقدم مسئول الثقافة والإعلام بالرابطة عبد الله جسار ورقة عمل..." ويتوفى والد الزميل حافظ البكاري فينشر صديق تعزية للزميلين حافظ وحمدي، البكاري بوفاة والدهم.." بينما هما ليسا أخوين!