* إذا قرأت الخبر الأول في صحيفة ما ووجدت أن المحرر قد كتب اسمك خطأ، أو ورد فيه اسم رئيس الجمهورية «عبدربه هادي منصور» وهذا يحدث كثيرا، فسوف تقول: إنهم لا يحسنون حتى كتابة الاسم الصحيح لرئيس الجمهورية المعروف لنا جميعا، ولعلهم في باقي الأخبار يخطئون ولا يتحرون الدقة في أمور لا أعرفها، فما الذي يدعوني لشراء وقراءة صحيفة هذا شأنها؟. كثيرون يفقدون الثقة بالصحف لأنها تقع في أخطاء كبيرة وصغيرة يمكن تحاشيها عن طريق التدقيق في الأسماء والأرقام والمعلومات واللغة.. ولا أتجنى لو قلت إن صحافتنا أصبحت معرضا كبيرا للأخطاء اليومية.. أخطاء في الأسماء والبيانات والمعلومات واللغة والنحو والمنطق. * قرأت في صحيفة خبراً عن «سفينة محملة بالأسلحة لتنظيم القاعدة وصلت مدينة البيضاء» ويعرف الناس أن محافظة البيضاء لا تطل على بحر، وتفصل بينها وبين بحر العرب أوخليج عدن محافظة أبين وجبال وسهول، والثاني يخبرك عن «هجمات حزب الله في جنوب الله» والصواب «جنوبلبنان» وليس «جنوب الله»، وتقرأ في خبر أن المشتبه بهم اعتقلوا عندما كانوا على «متن بيارة»!! ويسوق صحفي خبرا لصحيفته من مجلس النواب عن «الوزيرين اللذين امتنعا الحضور إلى قبة المجلس».. وليس لمجلس النواب الحالي «قبة» ولو وجدت فالحضور لا يكون «إلى قبة المجلس».. وكذلك أخبار من قبيل «مقتل ثلاثة منهم ونقلوا إلى المستشفى للعلاج»، «وأكد مصدر سقوط سبعة شهداء وعشرات الجرحى في مسيرة الحياة التي تتعرض لحصار وإطلاق نار وسط أخبار غير مؤكدة عن سقوط شهداء وجرحى» وعن «القاعدة في محافظة زبين». * وفي العام الماضي (2011) نشرت مجلة يمنية مقابلة «ساخنة مع وزير الإعلام» وأبرزت صورة وزير الإعلام حسن اللوزي.. لم أقرأ مقدمة المحرر، بل ذهبت مباشرة للأسئلة وردود الوزير عليها.. المحرر يسأل عن مشاريع الوزارة في العام الجديد 2006، والوزير يشرح خطة الوزارة للعام الجديد 2006 وما أنجز عام 2005.. ولم اهتم بالأرقام 2006 و2005 وقلت هي أخطاء تحصل، واستمررت في قراءة المقابلة.. وقلت هذا غير معقول.. ورجعت أقرأ مقدمة المحرر فإذا بي أقرأ أن المقابلة أجريت مع وزير الإعلام السابق حسين العواضي عام 2006 ونشرت في صحيفة «26 سبتمبر» حينها.. لقد وجدها صاحب المجلة في موقع «سبتمبر نت» وظنها مقابلة مع اللوزي، فأعاد نشرها في المجلة مجاملة للوزي.. ولم يكن للوزي فيها نصيب سوى الصورة.. و«من تجمل افتضح». أقول قولي هذا نصحا.. ففي ظل هذه الأخطاء كلما أكثرت من قراءة الصحف ازددت جهلاً.. وهذه ليست رسالة الصحافة.. أما عن الفوضى الصحفية وجنايات الصحفيين المتبادلة وانتهاكهم لحرية الرأي والتعبير فحدث ولا حرج. وبالمناسبة اليوم 3 مايو هو اليوم العالمي لحرية الصحافة، فهل سيخلو من انتهاكات تمارس باسم حرية الصحافة والرأي والتعبير.